شهود عيان: تزايد أعداد الأنفاق المنهارة جراء عمليات بناء الجدار الفولاذي على حدود غزة

قناصة يعطبون مزيدا من الحفارات في الجانب المصري من الحدود

TT

فيما يعتبره الفلسطينيون نتاج شروع مصر في إقامة الجدار الفولاذي على طول الحدود مع قطاع غزة، ذكر شهود عيان أن زيادة واضحة طرأت في انهيارات أنفاق التهريب في المنطقة. وأكد شهود العيان الذين يعمل بعضهم في تجارة الأنفاق أنه على الرغم من أن أعمال حفر الجدار لم تصل بعد إلى المنطقة التي تنتظم فيها الأنفاق، فإن استخدام الجانب المصري آليات ضخمة في أعمال الحفر وخرق الأرض، أحدث اهتزازات في المنطقة أدت إلى انهيار عدد من الأنفاق، سيما الأنفاق التي تقع إلى الغرب مباشرة من معبر رفح. وأشار شهود العيان إلى أن الذي يساعد على انهيار الأنفاق هو حقيقة أن تربة المنطقة رملية، الأمر الذي يجعل الأنفاق أكثر عرضة للانهيار بسبب الاهتزازات. من ناحية ثانية ذكرت مصادر فلسطينية أن قناصة مجهولين أعطبوا مزيدا من الحفارات التي تشارك في عمليات الحفر، عبر إطلاق أعيرة نارية على محركات هذه المعدات. وأكدت المصادر أن عمليات إطلاق النار لم تنجح في إيقاف العمل في المشروع، إذ واصلت شاحنات مصرية جلب ألواح معدنية طويلة لتثبيتها في الحفر العميقة جدا، التي تقوم الحفارات بحفرها في المنطقة. وأشارت المصادر إلى جلب عدد كبير من الروافع التي تستخدم في تثبيت الألواح المعدنية في الحفر.

ولم تستبعد مصادر في غزة أن يحاول الفلسطينيون اجتياح الشريط الحدودي مع مصر مجددا، لوقف حفر الجدار، حيث ينظر الغزيون إلى هذا المشروع باعتبار أنه مخطط لخنقهم تماما، في ظل الحصار المفروض إسرائيليا على القطاع منذ أكثر من ثلاث سنوات. وأوضحت المصادر أن قائمة المتضررين من الجدار طويلة جدا، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى الجمهور الواسع الذي من المؤكد أنه سيكون أكثر المتضررين بسبب انهيار الأنفاق، فإن عائلات بكاملها تعيش على تجارة الأنفاق والعمل فيها، علاوة على الفصائل.

وذكرت المصادر أن هذه الأطراف ستكون مستعدة للذهاب بعيدا في محاولاتها لإحباط المشروع. وأكدت أنه يتوقع على نطاق كبير أن تشهد منطقة الحدود في المستقبل نفس الأحداث التي شهدتها في يناير (كانون الثاني) 2008 عندما اجتاح مئات الآلاف من الفلسطينيين الحدود بعدما قاموا بإحداث ثغرات كبيرة في الجدار الحدودي، ومن ثم تدميره بالكامل.

وحسب المصادر فإن أجهزة الأمن المصرية دفعت خلال الأسبوع الماضي بتعزيزات كبيرة من قوات الأمن المركزي إلى المنطقة، حيث تقوم بتأمين أعمال حفر الجدار، إلى جانب تسيير دوريات راجلة ومتحركة على طول الجدار. وقالت المصادر: إن قوى الأمن المصرية تراقب كل التحركات على الجانب الفلسطيني من الحدود، مشيرة إلى أنه لوحظ أول من أمس وجود قوات كبيرة من الشرطة في المنطقة تحسبا لتنظيم مسيرات ومظاهرات فلسطينية في المكان بعد أداء صلاة الجمعة. وخلال مسيرة نظمتها حركة حماس في المكان، طالب الناطق باسمها في جنوب القطاع، حماد الرقب، السلطة المصرية بإعادة فتح المعبر. وأضاف: «الشعب الفلسطيني سيظل الدرع الحامي لكل الشعوب العربية في ظل خضوع الكثير منها للمطالب الصهيونية والأميركية»، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني «كان ينتظر من الحكومة المصرية فتح المعابر من أجل إدخال المساعدات اللازمة لاستمرار الحياة». وعبّر الرقب في كلمته أمام المحتشدين عن صدمة الشعب الفلسطيني من الموقف المصري الذي «يتعامل بكل قسوة ودون رحمة»، على حد تعبيره. وأضاف أن «الشعب الفلسطيني من الممكن أن يحاصر من الجانب الإسرائيلي، وأن تفرض عليه العقوبات من جهة معادية، لكن لم نتوقع أن يفرض عليه الحصار، وأن تقام عليه العقوبات من دولة يعتبرها الشقيقة له».