ليبيا: المؤتمرات الشعبية تبدأ اليوم مناقشة تعيين نجل القذافي في منصب الرجل الثاني

لمنحه صلاحيات واسعة للإشراف على عمل الحكومة والبرلمان في آن واحد

TT

وسط تكهنات باحتمال إجراء تعديل وزاري في الحكومة الليبية، وإقرار تعيين المهندس سيف الإسلام، النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، في منصب الرجل الثاني في الدولة الليبية، تبدأ اليوم المؤتمرات الشعبية الأساسية (المحليات والبلديات) في مختلف المدن اجتماعاتها على مدى يومين لتحضير جدول أعمال مؤتمر الشعب العام (البرلمان). وقالت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» من العاصمة الليبية طرابلس، إن المؤتمرات التي ستعقد في عموم ليبيا ستناقش بندا يتعلق بتعيين نجل القذافي، ورئيس مؤسسة القذافي للتنمية في منصب المنسق العام للقيادات الاجتماعية في ليبيا، مع منحه صلاحيات واسعة للإشراف على عمل الحكومة والبرلمان في آن واحد.

ومن المنتظر أن يتم تجميع توصيات وقرارات هذه المؤتمرات بحلول يوم الثلاثاء المقبل تمهيدا لعرضها على البرلمان، الذي يستعد لعقد اجتماعه السنوي الأسبوع المقبل. وكانت أمانة مؤتمر الشعب العام (البرلمان الليبي) قد وجهت تعميما إلى أمناء المؤتمرات الشعبية الأساسية لضمان مشاركة مختلف الليبيين في الاجتماعات التي ستناقش أيضا طبيعة عمل الحكومة التي يترأسها الدكتور البغدادي المحمودي. وحث البرلمان في التعميم الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه على زيادة عدد التجمعات بحيث يتمكن أعضاء المؤتمرات الشعبية الأساسية من المناقشة وتبادل وجهات النظر والمشاركة في اتخاذ القرار بكل سهولة ويسر، ليعكس ما يريد الليبيون مناقشته في الانعقاد السنوي. واعتبر أن لكل عضو من أعضاء المؤتمرات أن يبدي ما يراه ليأخذ مكانه كمقترح في جدول أعمالها، مؤكدا أهمية دور أمانات الاتحادات والنقابات والروابط المهنية، وكذلك أمينات شؤون المرأة، في حث أعضاء المؤتمرات سواء من تلك النقابات والروابط المهنية أو من العناصر النسائية على الحضور والنقاش. وفيما تتوالى عملية التأييد للمقترح المفاجئ، الذي قدمه العقيد القذافي للشعب الليبي لتعيين نجله الثاني في منصب حكومي لكي يتمكن من مواصلة برنامجه الإصلاحي المعروف باسم (ليبيا الغد)، يتجه البرلمان الليبي لإقرار تعيين سيف الإسلام في منصب منسق القيادة الشعبية الاجتماعية في ليبيا. ولم يصدر عن نجل القذافي أي موقف رسمي أو إعلامي يستشف منه أنه سيقبل أو سيرفض هذا المنصب، لكن الأوساط الرسمية في ليبيا تؤكد أنه سيقبل في نهاية المطاف بعدما حصل على شرعية كاملة لن تتمكن أي تيارات مناوئة له من مواصلة عرقلتها لبرنامجه الإصلاحي.

وبينما ما زال الشارع الليبي ينتظر إعلانه الموافقة، على ترشيحه لشغل المنصب ليصبح عمليا ورسميا بمثابة الرجل الثاني في ليبيا، فقد تحول نجل القذافي إلى حلال المشكلات ووسيط لديه نفوذ قوى لحسم الخلافات بين كبار مسؤولي الحكومة الليبية.

ويعتقد دبلوماسي عربي مقيم في طرابلس، أن سيف الإسلام يحظى بقول وتعاطف شعبي كبير بعدما فرض نفسه كشخص راغب في تحديث الدولة الليبية بعد أربعين عاما من ثورة والده. لكن في المقابل ثمة تيارات معارضة ترى أن الصعود السياسي لدور نجل القذافي هو اتجاه نحو تكريس سيناريو توريث السلطة وترتيبات الخلافة في ليبيا في مرحلة لاحقة.