كيف أحبط الركاب المحاولة الإرهابية؟

زين جعفري يساعد والده سيد على ارتداء المعطف عقب وصولهما إلى قاعة المسافرين في مطار ديترويت وكان سيد جعفري أحد شهود العيان الأساسيين على إحباط المحاولة الإرهابية (أ.ب)
TT

وفق شهادات ركاب نقلتها وسائل إعلام أميركية، وقعت محاولة الاعتداء قبل عشرين دقيقة من هبوط الطائرة قبيل الساعة 12.00 (18.00 بتوقيت غرينتش) مع نهاية رحلة طويلة استغرقت نحو تسع ساعات. وقال سيد جعفري أحد ركاب الطائرة لقناة «سي إن إن» إن الركاب سيطروا في ثوان قليلة على المشتبه فيه بعد أن لاحظوا نارا في الطائرة. وأضاف أنه قبل نحو عشرين دقيقة من هبوط الطائرة «سمعنا صوت فرقعة وفوجئ الجميع». وتابع «وبعد ثوان قليلة رأينا ضوءا ناجما عن لهب كما بدا لنا ثم رأينا نارا. ودب الذعر بين الركاب. وتدفق الجميع على منطقة (النار) محاولين استخدام الماء أو الأغطية أو مطفأة حريق والأمر الرائع هو أن الجميع شاركوا في ذلك». وأضاف جعفري «تولى أمر المشتبه فيه شاب كان يجلس بعد ثلاثة أو أربعة صفوف ورائي. حصل عراك صغير، ثم سيطر عليه ونحاه جانبا بمساعدة الطاقم، وتمكنوا من عزله، كان مصابا بحروق من الدرجة الثانية». وأضاف قائلا إنه كان يجلس خلف المسافر النيجيري بثلاثة صفوف عندما شاهد توهجا تلته رائحة دخان لكن رجلا خلفه سارع إلى مهاجمة المسافر النيجيري ثم تلا ذلك حالة هلع. وأكد المسافر أنه تم إحباط الهجوم بسرعة كبيرة حتى أن قسما من الركاب لم يفطن لما جرى. وقال إن الركاب سمعوا صوت فرقعة «وفوجئ الجميع ببعض الإضاءة وكأنها ناجمة عن لهب، ثم رأينا الحريق ودب الذعر بين الركاب». وتابع جعفري: «بعد ثوان، استوعب الركاب ما جرى، وقرروا التدخل، وقفز رجل من المقاعد الخلفية وقام بتثبيت عبد المطلب وشل حركته، وساعده بعد ذلك عدد آخر من الركاب وأفراد الطاقم». وأضاف أن النار شبت في بنطال عبد المطلب الذي سقط منه، وقد سارع الركاب إلى إطفائها، لكن المهاجم أصيب بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة في مختلف أنحاء جسده». ولفت جعفري إلى أن الركاب قاموا بنقل المهاجم إلى مقدمة الطائرة، ولم تظهر عليه طوال الدقائق الفاصلة عن موعد هبوط الرحلة أي علامات ألم، وكان يشعر بالدهشة جراء التدخل السريع للمسافرين. وأمس نقل تلفزيون «إن بي سي» مقابلة مع ريشيل كيبمان، مسافرة كانت في نفس الطائرة، وقالت: «اعتقدت بأن الطائرة سوف تنفجر قبل أن تهبط. اعتقدت بأننا لن نبقى أحياء». وأيضا، نقل التلفزيون مقابلة مع مليندا دينيس، مسافرة أخرى، قالت: «احترقت رجله كلها. أحضروا مطفأة نار وماء لإنقاذه». كما نقلت وسائل إعلام أميركية عن بيان أمني فيدرالي قوله إن المتهم اعترف للمحققين بعد اعتقاله بأنه حصل على جهاز التفجير في اليمن مع إرشادات حول كيفية استخدامه. وقال أحد المسؤولين الاستخباريين إن العبوة التي كانت معدة للتفجير ضمت خليطا من المساحيق والسوائل، مضيفا أنها لم تنفجر عندما حاول المسافر تفجيرها. وتعتقد السلطات الأميركية أن الرجل فجر مفرقعات أدت إلى إصابة بعض المسافرين بجروح طفيفة. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن عبد المطلب قال إن جماعة في اليمن أعطته الجهاز المفجر، وأوضحت له طريقة استعماله. لكن، قال تلفزيون «إن بي سي» إن عبد المطلب قال أن إحدا لم يتعاون معه. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن جهاز الانفجار مكون من خليط من بودرة وسوائل كيماوية، وإنها مواد مشتعلة أكثر منها مواد انفجارية. ويبدو أن القصد لم يكن تفجير الطائرة بل إشعال النار فيها وهي في الجو.