النيجيري عبد المطلب استخدم طريقة جديدة لصنع مادة متفجرة.. وتحقيق دولي واسع

مصرفي نيجيري متقاعد يؤكد أن ابنه منفذ المحاولة.. أبلغ المسؤولين عن أفكاره المتطرفة قبل 6 شهور

كلب بوليسي يشم حقائب المسافرين في مطار ديترويت أمس عقب الإجراءات الأمنية الجديدة (أ.ف.ب)
TT

أفادت وسائل إعلام أميركية أن الشاب النيجيري، الذي حاول تفجير طائرة أميركية خلال رحلة بين أمستردام وديترويت شمال الولايات المتحدة أمس، مزج مسحوقا متفجرا مع سائل لا تكشفهما أشعة إكس في المطارات. وقال مسؤول أمني أمس لمحطة «سي بي إس» الأميركية، طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن المشتبه فيه «استخدم حقنة لضخ سائل كيميائي في مسحوق خبأه أعلى فخذه.. إنها تقنية جديدة لم تعرف من قبل». وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى استخدام الطريقة نفسها. وعبر مختص في المتفجرات في وحدة فرنسية لمكافحة الإرهاب عن دهشته عندما سألته وكالة الصحافة الفرنسية عن الأمر. وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه «هذه المعادلة ينقصها صاعق لا بد منه لإحداث التفجير كما في كل مادة متفجرة تعتمد على الاشتعال». وقال ركاب الرحلة 253 لشركة «نورث وست ايرلاينز» إنهم سمعوا صوتا قويا ورأوا ضوءا قويا قبل اندلاع النار داخل الطائرة. وقال دوغلاس ليرد المدير الأمني السابق في »نورث وست ايرلاينز» إن الخطر سيبقى قائما طالما لم يتم استبدال أجهزة الكشف بأشعة إكس واستخدام أجهزة للمسح الضوئي للجسم. وأضاف الخبير الأمني أنه «من دون ماسح ضوئي لا يمكن معرفة ما الذي يخبئه الشخص تحت ملابسه». ويطرح استخدام هذه الماسحات الضوئية خلافا خصوصا بسبب الخشية من التلصص وانتهاك حرمة الجسد لأنها تخترق الملابس وترسم صورة ثلاثية الأبعاد للجسم على الشاشة. كما أنها مكلفة حيث يبلغ سعر الجهاز مليون دولار مقابل أقل من خمسين ألف دولار للكاشف بأشعة إكس، وفق دوغلاس ليرد.

من جهة أخرى في كانو، أكد مصرفي نيجيري سابق يدعى عمر عبد المطلب لوكالة الصحافة الفرنسية أمس أنه والد الشاب الذي حاول تفجير الطائرة الأميركية التي كانت متوجهة من أمستردام إلى ديترويت أول من أمس. وقال في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية «لقد تلقيت اتصالات من مختلف أنحاء العالم حول ابني الذي أوقف بتهمة محاولة تفجير طائرة». وقال عبد المطلب وهو نجل مصرفي بارز من ولاية كاتسينا الشمالية يدعى عمر لـ«رويترز»عبر الهاتف، إن المشتبه فيه شقيقي.

وذكرت صحيفة «ذيس داي» النيجيرية نقلا عن أفراد من العائلة قولهم إن عمر كان منزعجا من الآراء الدينية المتطرفة لنجله وأبلغ عنه السفارة الأميركية.

وكان عبد المطلب في طريقه إلى العاصمة ابوجا لتقديم إفادته إلى الأجهزة الأمنية النيجيرية. وأشارت الصحيفة إلى أن المصرفي النيجيري عقد اجتماعات مع أجهزة الأمن النيجيرية طوال يوم أمس. إلى ذلك، فتح تحقيق دولي واسع أمس بعدما حاول شاب نيجيري تفجير عبوة على متن طائرة أميركية كانت تقوم برحلة بين أمستردام وديترويت شمال الولايات المتحدة الجمعة، مما حمل المطارات الكبرى في العالم على تشديد إجراءاتها الأمنية. وأفادت عدة وسائل إعلام أن منفذ محاولة الاعتداء شاب نيجيري يبلغ من العمر 23 عاما ويدعى عبد الفاروق عبد المطلب. وامتنعت السلطات الأميركية عن إصدار أي تعليق رسمي منذ اعتقال الشاب أول من أمس. وأكدت جامعة يونيفرسيتي كولدج في لندن صباح أمس أنه كان بين طلابها السابقين شاب يدعى عمر فاروق عبد المطلب وقد درس الهندسة الميكانيكية في الجامعة بين سبتمبر (أيلول) 2005 ويونيو (حزيران) 2008. وكانت الشرطة البريطانية تجري صباح السبت عمليات تفتيش في مواقع بينها مبنى يعتقد أنه أقام فيه في أحد الأحياء الراقية في لندن. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في بيان أن «أمن المواطنين ينبغي أن يكون على الدوام همنا الأول. لقد تعاونا بشكل وثيق مع السلطات الأميركية للتحقيق في هذا الحادث منذ حدوثه».

وفي لاغوس، أعلنت وزيرة الإعلام النيجيرية دورا اكونييلي في بيان عن فتح تحقيق في الحادث ولا سيما لجهة «التحقق من هوية المشتبه فيه ودوافعه»، مؤكدة على «التعاون في شكل تام مع السلطات الأميركية في التحقيق». كما أعلنت الشرطة الهولندية أن المشتبه فيه استقل الطائرة من لاغوس حاملا تأشيرة دخول أميركية سارية المفعول. وذكرت مواقع إخبارية نيجيرية أنه ابن مصرفي متقاعد حديثا. وقال ركاب الرحلة 253 أن الشاب حاول تفجير مزيج من مسحوق وسائل مما أدى إلى بداية حريق في الطائرة أثناء هبوطها في ديترويت. وقام راكب على الأقل بالسيطرة عليه وأصيب بحروق بالغة في ساقه. وتم توقيف الشاب النيجيري بعد هبوط الطائرة وهو يخضع منذ ذلك الحين للاستجواب. وكان على متن طائرة «إيرباص 330» تابعة لشركة «نورث وست ايرلاينز» الأميركية المتفرعة عن شركة «دلتا ايرلاينز» 278 راكبا، ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر أن الرجل كان مدرجا على قائمة لأشخاص قيد المراقبة غير أنه لم يكن يعتبر ناشطا خطيرا ولم يكن محظورا صعوده على متن رحلة متوجهة إلى الولايات المتحدة. وأفاد عبد المطلب مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي أنه على علاقة بتنظيم القاعدة، غير أن مصادر عدة تشير إلى أن «الإف بي آي» يدرس بشكل أولي فرضية أن يكون تصرف بمفرده. ونقلت وسائل إعلام أنه كشف للمحققين أنه حصل على المتفجرات في اليمن حيث تلقى أيضا تعليماته. وذكر بعض الخبراء إضافة إلى النائب الأميركي بيتر كينغ المطلع على مسائل الإرهاب، إمكانية أن يكون عبد المطلب تزود بمتفجرات من نوع جديد يصعب رصده مما مكنه من تخطي إجراءات التفتيش والصعود على متن الطائرة. من ناحية أخرى أشاد برلماني أميركي أمس «ببطولة» ركاب الرحلة 253 بعد محاولة التفجير الفاشلة لطائرتهم التي كانت متوجهة من أمستردام إلى ديترويت. وقال بني تومسون رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب «نحن مدينون إلى الأبد لركاب الطائرة الأبطال الذين سيطروا على المشتبه فيه».

وأضاف تومسون أن اللجنة ستراجع «الإجراءات الأمنية الواجب اتخاذها في المستقبل». وقد طلبت الولايات المتحدة من شركات الطيران العالمية التي تسير رحلات إلى الولايات المتحدة بتشديد إجراءات الأمن بعد هذا الحادث. كما أمر الرئيس باراك أوباما بتشديد الحراسة في مجال النقل الجوي. واصدر أوباما أوامره بعد مشاورات أجراها مع كبار مسؤوليه بعد قليل من وقوع الحادث.

وفي لاهاي أعلنت السلطات الهولندية أن الشاب النيجيري الذي قال إنه مرتبط بـ«القاعدة» وحاول تفجير طائرة أميركية بين أمستردام وديترويت أول من أمس، كان استقل الطائرة من نيجيريا مزودا بتأشيرة دخول أميركية «سارية المفعول». وجاء في بيان لأجهزة المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب تم تلقيه في لاهاي «وصل الرجل آتيا من لاغوس إلى (مطار) أمستردام - سخيبول واستقل رحلة (ترانزيت) إلى ديترويت». وأضاف البيان أن «النيجيري الذي تم توقيفه كان مزودا بتأشيرة أميركية سارية المفعول». وتابع أن «عناصر التحقيق الأولية تشير إلى أنه قبل إقلاع الرحلة إلى الولايات المتحدة، أرسلت نورث وست ايرلاينز، وفق الإجراءات الاعتيادية المتبعة، لائحة بأسماء الركاب مع بياناتهم الشخصية وضمنها بيانات المشتبه فيه إلى السلطات الأميركية» التي أعطت موافقتها على الإقلاع.