مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: أوباما يتابع الموقف خطوة بخطوة

قلق في موسكو ودعوة طهران لضبط النفس.. الاتحاد الأوروبي يندد ولندن وبرلين وأوتاوا تدين

TT

شجبت الدول الكبرى، أمس، بقوة «أعمال القمع» التي تمارسها السلطات الإيرانية ضد المحتجين المطالبين بإصلاحات. وفيما أدانت واشنطن «الطريقة العنيفة» التي واجهت بها الشرطة الإيرانية المتظاهرين، عبرت روسيا عن «قلقها» قبل أن تدعو طهران إلى «ضبط النفس»، وأدان الاتحاد الأوروبي العنف تجاه «حرية التعبير»، مثلما خرجت إدانات أخرى من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن الولايات المتحدة «تدين بقوة» الطريقة التي واجهت بها حكومة إيران المظاهرات. وأضاف أن هذه الطريقة كانت «عنيفة وغير عادلة»، وأنها استهدفت مواطنين تظاهروا سلميا، ويريدون التعبير عن حقوقهم الإنسانية المشروعة لهم. وأشار المسؤول، الذي طلب عدم كشف اسمه، إلى تصريح أصدره البيت الأبيض أول من أمس في هذا المعنى. وقال المسؤول إن الرئيس باراك أوباما يتابع تطورات إيران خطوة بخطوة. وإنه كان قال، عندما خاطب لجنة نوبل التي قدمت له جائزة السلام في النرويج في منتصف الشهر «إن الحكومات يجب أن تحكم مواطنيها بطرق عادلة، وإن الخوف والعنف ليسا طريقين عادلين وناجحين». ونقل المسؤول على لسان أوباما قوله «يحسم الموضوع عندما تخاف حكومة من طموحات شعبها أكثر من خوفها من قوة حكومة أخرى». وفي موسكو قال بيان لوزارة الخارجية الروسية إن موسكو «قلقة» إزاء الاضطرابات في طهران ودعا إلى «ضبط النفس». وقال البيان «برأينا من الضروري في هذه الحال إبداء ضبط النفس، والبحث عن تسويات عملا بالقانون، وبذل جهود سياسية لتجنب مواصلة التصعيد في المواجهات الداخلية».

ونددت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي وقالت إن المتظاهرين «حاولوا ممارسة حقهم في حرية التعبير». وقال البيان إن «الرئاسة الأوروبية تستنكر اللجوء إلى العنف ضد متظاهرين حاولوا ممارسة حقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي». وأضاف البيان «إن رئاسة الاتحاد الأوروبي قلقة إزاء المعلومات التي تحدثت عن قمع عنيف للمتظاهرين، وعن توقيفات عشوائية في طهران وفي مدن أخرى في إيران خلال إحياء ذكرى عاشوراء». وخلص البيان إلى القول إن «حرية التعبير والحق في التجمع السلمي من الحقوق الأساسية التي يجب احترامها.. إن مواجهتها بالعنف الشديد والاعتقالات العشوائية في صفوف المتظاهرين تشكل انتهاكا كبيرا لحقوق الإنسان».

وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أن عمليات القمع «مقلقة للغاية». وقال ميليباند إن مقتل ثمانية أشخاص خلال «إحياء ذكرى دينية تستدعي التأمل». وأضاف «ولذلك فإنه من المقلق بشكل خاص أن نتلقى أنباء عن إطلاق يد قوات الأمن» ضد المتظاهرين. وأكد أن عمليات القتل «هي دليل آخر على كيفية تعامل النظام الإيراني مع الاحتجاجات». وأشار إلى أن «المواطنين الإيرانيين العاديين مصممون على ممارسة حقهم في إسماع صوتهم. وهم يظهرون شجاعة كبيرة». وتابع «أدعو الحكومة الإيرانية إلى احترام حقوق الإنسان لمواطنيها، وهي الحقوق التي وعدت إيران باحترامها».

وفي برلين قالت المستشارة ألمانية أنجيلا ميركل إن القمع «غير مقبول». وقالت ميركل في بيان «أتعاطف مع أهالي الضحايا». ودعت القادة الإيرانيين إلى «تفادي أي تصعيد جديد وإيجاد حل سلمي للنزاعات السياسية الداخلية» عبر الحوار. وفي وقت سابق أدان وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي «بشدة التدخل الوحشي لقوات الأمن الإيرانية ضد المتظاهرين». وأضاف «أطلب من سلطات طهران أن تفعل كل شيء لتجنب تصعيد جديد في الوضع ووضع حد لأعمال العنف». وذكر الوزير الألماني أن إيران ملزمة بـ«السهر على حماية الحقوق المدنية والسياسية لمواطنيها»، بموجب الميثاق الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية للأمم المتحدة الذي وقعته إيران وصادقت عليه. وحذر من أن «الأسرة الدولية ستسهر على ذلك ولن تكف عن الاهتمام به».

وأدانت كندا «العنف الوحشي» أيضا، مطالبة باحترام حقوق الإنسان في إيران. وقال وزير الخارجية الكندي لورنس كانون في بيان أن «الحكومة الكندية تدين استخدام قوات الأمن الإيرانية للعنف الوحشي ضد المتظاهرين وتدعو مجددا إيران إلى الالتزام بواجباتها في مجال احترام حقوق الإنسان».