مقتل 30 في هجوم انتحاري استهدف موكبا للشيعة بباكستان

ثالث اعتداء خلال يومين والسلطات تحمل المسؤولية لحركتين متشددتين

TT

قُتل 30 شخصا على الأقل في تفجير انتحاري استهدف بعد ظهر أمس موكبا للمسلمين الشيعة كانوا يحيون ذكرى عاشوراء في مدينة كراتشي بجنوب باكستان، حسبما أكد مسؤولون. وصرح وزير الصحة المحلي صغير أحمد أن «30 شخصا على الأقل قُتلوا في الهجوم الانتحاري وأصيب 63 آخرون». ومن جانبه، صرح وزير الصحة في الحكومة المحلية صغير أحمد: «لقد أعلنّا حالة الطوارئ في مستشفيات كراتشي كافة والأطباء يبذلون الجهود لإنقاذ حياة الجرحى. والوضع قاتم للغاية».

وأدى الانفجار إلى أعمال شغب في العاصمة المالية لباكستان، حيث قام عدد من الشيعة الغاضبين بأعمال تخريب ورشقوا سيارات الإسعاف بالحجارة وأضرموا النار في السيارات والمحلات التجارية وأطلقوا عيارات نارية في الهواء، مما دفع البعض إلى توجيه نداءات للهدوء.

وقال عباس علي (35 عاما، أحد المشاركين في الموكب) إن «الانفجار كان قويا لدرجة أنني شعرت أنني فقدت السمع، ولكن بعد ذلك بدأت أسمع صرخات الجرحى وشاهدت أشلاء بشرية ودماء على الشارع. كان البعض يبكون بينما رأيت آخرين يركضون في كل اتجاه في فزع. كان شقيقي الأصغر معي، بحثت عنه وقيل لي إنه أصيب وأرسل إلى المستشفى». وكانت السلطات قد نشرت عشرات آلاف رجال الشرطة والقوات شبه العسكرية خشية من وقوع اشتباكات طائفية أو هجمات مسلحة على مواكب عاشوراء التي يقيم فيها الشيعة الحداد وينظمون مسيرات تطبير في ذكرى مقتل الإمام الحسين في القرن السابع الميلادي.

وأظهر التفجير الأخير مدى تفجر الوضع في باكستان، حيث قتلت هجمات مسلحة أكثر من 2760 شخصا منذ يوليو (تموز) 2007. وصرح وزير الداخلية رحمن مالك لقناة تلفزيونية خاصة: «لقد كان هجوما انتحاريا. وكان الانتحاري يسير في الموكب وفجر نفسه»، داعيا الشيعة إلى تعليق مواكبهم الدينية. وقال إن «طريقة التفجير تظهر أن هذا مشروعا مشتركا بين حركة طالبان وعسكر جنقوي»، في إشارة إلى الحركتين الباكستانيتين الأكثر عنفا.

وخرج أكثر من 50 ألف شيعي إلى الشوارع بمناسبة عاشوراء، وعقب الهجوم، أضرم عدد كبير منهم النار في عشرات المتاجر والعربات وضربوا الشرطة والقوات شبه العسكرية، حسب شهود عيان.

ويعد هذا ثالث هجوم على مواكب عاشوراء في باكستان هذا العام. فقد فجر انتحاري نفسه في مسجد شيعي في الجزء الباكستاني من كشمير أول من أمس مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص. كما أدت تفجيرات عبوات ناسفة إلى إصابة 17 شخصا في هجوم ثان في كراتشي في اليوم ذاته. وسارع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إلى إدانة الهجوم الأخير، وناشد الحشود ضبط النفس، حسب مكتبه.

وعادة ما تندلع أعمال العنف الطائفي بين الشيعة والسنة خلال إحياء ذكرى عاشوراء. ويشكل الشيعة نحو 20% من السكان البالغ عددهم 170 مليونا، معظمهم من السنة. وقتل أكثر من 4000 شخص في اندلاع أعمال عنف طائفية في باكستان منذ أواخر الثمانينات.

ويعد هجوم أمس الأكثر دموية منذ استهدف انتحاري موكب رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو، التي قُتلت بعد تلك الحادثة بشهرين، مما أدى إلى مقتل 139 شخصا على الأقل في أكتوبر (تشرين الأول) 2007. وكان يتوقع أن يشارك الملايين من الشيعة في مواكب تجوب المدن والبلدات والقرى خصوصا في مدينة كراتشي، ومدينة بيشاور شمال غرب البلاد، ومدينة لاهور والمناطق التي تسكنها غالبية من الشيعة في المناطق المحاذية للحدود الأفغانية.