وزير الإعلام اليمني: لدينا خطة محكمة لملاحقة القاعدة.. واليمن لن يتحول إلى حاضن لها

صنعاء: عبد المطلب زار اليمن مرتين لدراسة اللغة العربية.. ومنع السفارات اليمنية منح تأشيرات للطلاب الأجانب

أحد عناصر «القاعدة» في اليمن يستمع للمحكمة العسكرية في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن اليمن أمس أن الشاب النيجري المتهم بمحاولة تفجير طائرة ركاب أميركية، قبل أيام، زار اليمن مرتين، الأخيرة منهما كانت خلال مطلع أغسطس (آب) الماضي وأوائل ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يأتي ذلك في وقت كشف فيه الشاب عمر فاروق عبد المطلب أن اليمن يحتضن المئات من أنصار القاعدة المعدين لتنفيذ عمليات ضد المصالح الغربية، والأميركية تحديدا، في حين أعلن في صنعاء عن إجراءات جديدة تحول دون دخول الطلاب الأجانب لدراسة اللغة العربية أو العلوم الدينية.

وقال وزير الإعلام، الناطق باسم الحكومة اليمنية حسن أحمد اللوزي إن عبد المطلب زار اليمن مرتين: الأولى في عام 2004م والثانية هذا العام، وذلك بغرض دراسة اللغة العربية، وإن معهد صنعاء لتدريس اللغة العربية هو الذي طلب الحصول على تأشيرة للشاب النيجيري، وأكد اللوزي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أمس بصنعاء، أن اليمن منح تأشيرة دخول لعبد المطلب بعد أن وجد أنه حاصل على تأشيرات من عدة دول تتعاون هي واليمن في مجال محاربة الإرهاب، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

وحمل الوزير اليمني المسؤولية للدول التي كانت تضع المتهم بمحاولة تفجير الطائرة، لأنها، وبحسب الوزير، لم تبلغ اليمن بأن هذا الشخص مطلوب أو مشتبه بصلته بالإرهاب، لأن اليمن كان يمكن أن يتخذ إجراءات بحقه، وأعلن اللوزي اتخاذ مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه المنعقد، أمس، وعلى خلفية دخول الشاب النيجيري المتهم بالانتماء إلى القاعدة، إلى اليمن، جملة من القرارات، بينها قرار يلزم السفارات اليمنية في الخارج بعدم منح تأشيرات للطلاب الأجانب لدخول اليمن، إلا بعد التبليغ بأسمائهم وبياناتهم، وبعد الحصول على إذن من الجهة المختصة وهي وزارة الداخلية، إضافة إلى قرارات تتعلق بدخول الطلاب الأجانب لدراسة اللغة العربية أو العلوم الدينية في اليمن.

وقال اللوزي إن الحكومة اليمنية لديها «خطة محكمة» لمواجهة تنظيم القاعدة في اليمن وملاحقة عناصره وتنفيذ «عمليات نوعية» ضدها، معتبرا أن العمليات التي نفذتها القوات اليمنية الأسبوعين الماضيين، ضد مواقع يعتقد أن قيادات وعناصر من تنظيم القاعدة توجد فيها، تثبت أن اليمن «لن يكون مكانا لاحتضان القاعدة أو لنموها أو لقبول أي عناصر من خارج البلاد تأتي في إطار هذا التنظيم». وأبدى المسؤول اليمني استغرابه لتصريحات رئيس لجنة الأمن والدفاع في الكونغرس الأميركي والتي قال فيها إن اليمن تحولت إلى ملاذ آمن لتنظيم القاعدة وأنها أصبحت المنطلق الرئيسي لعمليات التنظيم التي تستهدف الأمن القومي الأميركي، وقال إنه يستغرب مثل هذه التصريحات مؤكدا وجود «تصريحات إيجابية» تصدر عن مسؤولين أميركيين بهذا الخصوص وفي المقدمة تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتزام الولايات المتحدة ووقوفها ودعمها لـ«الجمهورية اليمنية من أجل مكافحة الإرهاب وإخماده وملاحقة عناصره»، معتبرا أن محاولة تفجير إحدى طائرات الركاب الأميركية على يد الشاب النيجري عبد المطلب، لا بد أن «تثير كتابات وملاحظات»، وقال: «لكن لو نظرنا إلى حقيقة هذا الأمر في ما يخصنا، فاليمن لم تتسلم أي معلومات عن هذا الشخص ولم تتضمنه القوائم بالمطلوبين والمشتبهين التي سلمت إلى الأجهزة المختصة في اليمن»، وأضاف أن «الجهة التي يوجد هذا الشخص على قوائم الإرهاب لديها ولم تبلغ اليمن، تعتبر هي المقصّرة».

في هذه الأثناء، أدان اليمن محاولة التفجير التي استهدفت الطائرة الأميركية والتي كانت متجهة من أمستردام بهولندا إلى ديترويت بالولايات المتحدة، وقال مصدر بوزارة الخارجية اليمنية إن «اليمن الذي عانى الإرهاب كثيرا تدين مثل هذه الأعمال الإجرامية التي يذهب ضحيتها أناس أبرياء وإنها شريك فعال للمجتمع الدولي في الحرب ضد الإرهاب»، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية اليمنية «لن تتوانى عن مواصلة عملياتها وملاحقاتها المستمرة ضد العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة، وباعتبار أن الإرهاب آفة دولية خطيرة تهدد أمن وسلامة الجميع».

وأشار المصدر إلى أن اليمن منح الشاب النيجري التأشيرة لدخول البلاد «بعد أن اطمأنت الجهات المعنية اليمنية إلى حصول المذكور على عدة تأشيرات من العديد من الدول الصديقة وكانت لديه تأشيرة ما زالت سارية المفعول إلى الولايات المتحدة وأنه قد زارها من قبل»، وإلى أن أجهزة الأمن اليمنية «تقوم حاليا بالتحري عن الجهات التي كان المتهم النيجيري على اتصال بها في أثناء وجوده في اليمن وسيتم تسليم أي نتائج للتحقيقات يتم التوصل إليها إلى الأجهزة المعنية بالتحقيق في المحاولة الإرهابية في الولايات المتحدة وذلك في إطار التعاون الجيد القائم بين الجمهورية اليمنية والولايات المتحدة الأميركية في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب»، وأكد المصدر في الخارجية اليمنية على «ضرورة التعاون الدولي في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية والمتصلة بمكافحة الإرهاب والحاجة إلى تعزيز القدرات الأمنية في المطارات والمنافذ وبما يحول دون قيام العناصر الإرهابية في تنفيذ مخططاتها الهادفة إلى نشر الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في أكثر من مكان».

إلى ذلك قالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان إن المدعو عمر فاروق عبد المطلب كان موجودا في اليمن في غضون الفترة من أغسطس (آب) الماضي وحتى ديسمبر كانون من العام 2009 وإنه حصل على تأشيرة لدراسة اللغة العربية في أحد المعاهد لتعليم اللغة العربية بصنعاء وكان قد درس في نفس المعهد من قبل في نفس المعهد.

وقد منح هذه التأشيرة بعد حصل عبد المطلب على تأشيرة ما تزال سارية المفعول إلى الولايات المتحدة والتي كان قد زارها من قبل. وقالت الخارجية اليمنية إن الأجهزة تقوم بالتحري عن الجهات التي كان المتهم النيجيري على اتصال بها في أثناء وجوده في اليمن وسيتم تسليم أي نتائج للتحقيقات تتوصل إليها أجهزة الأمن المعنية بالتحقيق في المحاولة الإرهابية في الولايات المتحدة في إطار التعاون الجيد والقائم بين الجمهورية اليمنية والولايات المتحدة في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب. وأكد المصدر اليمني على ضرورة التعاون الدولي في تبادل المعلومات الاستخبارية في ما بينها والمتصلة بمكافحة الإرهاب والحاجة إلى تعزيز القدرات الأمنية في المطارات والمنافذ وبما يحول دون قيام هذه العناصر الإرهابية في تنفيذ مخططاتها الهادفة إلى نشر الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في أكثر من مكان من العالم.

وفي حين صادق مجلس النواب اليمني (البرلمان)، أمس، على الاتفاقية الدولية الخاصة بقمع تمويل الإرهاب، وكذا مشروع قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، فإن الأوساط الغربية وبالأخص الأميركية وعلى أكثر من صعيد، باتت تسلط الضوء على اليمن كملجأ آمن لتنظيم القاعدة، خصوصا بعد أن تبين أن بعض العمليات الإرهابية للقاعدة والتي وقعت خارج اليمن، كان منفذوها قادمين من اليمن وأنه جرى التخطيط لها هناك، ومن تلك العمليات، محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية السعودي، والتي خُطط لها في اليمن وجاء منفذها من محافظة مأرب اليمنية، وكذا محاولة تفجير الطائرة الأميركية، قبل أيام، والتي اتضح أن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، هو الذي خطط لها وأرسل الشاب النيجري لتنفيذها، قبل أن تحبط.

يضاف إلى هاتين العمليتين عدة عمليات إرهابية نفذتها القاعدة في اليمن بوتيرة عالية خلال العامين الأخيرين، والتي بينت أن التنظيم ينتشر في أنحاء متفرقة من البلاد، وأن أعداد أعضائه في تزايد مستمر، وبالأخص في المناطق القبلية في جنوب وشرق البلاد. وبحسب مراقبين فإن العمليتين الأمنيتين الأخيرتين واللتين تقول السلطات اليمنية إنها نفذتهما ضد أوكار لتنظيم القاعدة، واستهدفت الأولى منطقة المجعلة في محافظة أبين، ورغم ما ساد من لغط حول دقة الهدف بعد سقوط ضحايا مدنيين، والعملية الثانية التي استهدفت منطقة رفض في محافظة شبوة الجنوبية، بينتا بقدر كبير من الوضوح، أن القاعدة تتمركز في مناطق باتت السلطات اليمنية غير قادرة على الوصول إليها برا، فلجأت إلى القصف الجوي مستعينة بمساعدة أميركية تقنية وعسكرية ومادية، ولعل الواقع الموجود على الأرض والذي لا تعرفه سوى أجهزة الاستخبارات، هو ما يؤكد فتح الولايات المتحدة لجبهة حرب كبرى ضد القاعدة على الأرض اليمنية، خصوصا إذا صحت المعلومات التي نشرتها، أمس، صحيفة «واشنطن بوست» من أن الشاب النيجري عمر فاروق عبد المطلب، كشف في التحقيقات التي أجريت معه أن في اليمن العشرات أو المئات من أمثاله المجهزين والمعدين لتنفيذ عمليات إرهابية.