«القوات»: المسيحيون ليسوا أهل ذمة في لبنان

الكنيسة المارونية لا تعلق على كلام نصر الله

TT

آثرت الكنيسة المارونية عدم الرد على كلام الأمين العام لحزب الله اللبناني الذي دعا المسيحيين إلى «مناقشة خياراتهم الحالية والمستقبلية» وذلك حرصا منها على عدم «إيقاظ النار مجددا»، كما قال راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي. واكتفى الراعي بالقول إن «النهوض بلبنان يتطلب عدم الانجرار إلى المحاور الإقليمية»، مضيفا: «الاتهامات لا تنتهي وهذا لا يخلّص لبنان بل يشنّج الأمور ويؤجج المشاعر الداخلية».

ولم تتوقف الانتقادات التي وجهتها القوى المسيحية في «14 آذار» لكلام نصر الله بدعم من نواب كتلة «المستقبل» التي يرأسها رئيس الحكومة سعد الحريري الذين وجهوا بدورهم انتقادات إلى نصر الله حول مواقفه «التي لا تسهم في التهدئة»، كما قال النائب أحمد فتفت. وأشار فتفت إلى أن كلام السيد حسن نصر الله ليس موجها إلى المسيحيين فقط «لكن هذا الكلام موجه إلى كل اللبنانيين وموجه إلى كل من اعترض ويعترض على السلاح، لأن الموضوع وطني بامتياز وليس مسيحيا فقط». وقال: «كنا ننتظر منه خطابا جامعا لا يثير ردات فعل»، معتبرا أنه «من حق المسيحيين اعتباره استفزازيا». واستغرب دعوة السيد حسن إلى هدنة لمدة سنة «لأن كلمة هدنة مستغربة بالسياسة، فالهدنة تأتي بعد حرب، وليس في ما بيننا حرب».

ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر أن «السجال المثار بشأن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لم يكن مجديا». وقال: «كان من الأجدى لو أن السيد نصر الله حصر كلامه في مجرد توجيه نداء إلى الحوار مع الأطراف المسيحية وترك الأمور التفصيلية إلى جلسات الحوار». وردّ عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب إيلي كيروز على كلام الأمين العام لـ«حزب الله» مؤكدا أن «الخيارات الحالية والمستقبلية للمسيحيين والمسلمين في لبنان تم تحديدها في وثيقة الوفاق الوطني والتعديل الدستوري عام 1990، من خلال التأكيد على ميثاق العيش المشترك وعلى سيادة لبنان وحريته واستقلاله، وعلى نهائية الوطن اللبناني وعلى رفض التوطين والتمسك بالنظام الديمقراطي البرلماني، وبالتالي لا رهان لدى المسيحيين إلا على مشروع الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية وقواها الشرعية بعيدا من أي سلاح غير شرعي ومن الاحتكام إلى منطق القوة». ودعا كيروز نصر الله إلى «التدقيق والتحديق مليا في واقعه وواقع حزب الله في لبنان لأن المكابرة لم تعد تجدي نفعا، علما أن الانتخابات النيابية في عام 2005 وفي عام 2009 أثبتت أن أكثرية اللبنانيين باتت تعارض سلاح حزب الله، مشددا على أن «المسيحيين في لبنان لم يكونوا يوما وفي أي لحظة من تاريخهم أهل ذمة ولن يكونوا، وهم ليسوا بحاجة البتة إلى حماية أحد ولا وصاية أحد، بل إنهم يتمسكون بحقهم الكامل في الحرية والمواطنية في بلد كانوا في أساس قيامه».

وأكد منسق الأمانة العامة لـ«قوى 14 آذار» النائب السابق فارس سعيد أن الرد على كلام الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله «يكون بتثبيت الصيغة اللبنانية والعيش المشترك»، معربا عن اعتقاده أن الحزب «ذاهب إلى مشروع بلا أفق». وتساءل سعيد: «لماذا التوتر في كلام نصر الله؟ وهل نصر الله خائف من أي تحول سوري في هذه المرحلة؟»، مشيرا إلى أن حليفه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «ينتقل من تحالف مع حزب الله إلى تحالف مع سورية!»، وأضاف: «هل هو خائف من تحالف أميركي - روسي ومن العقوبات على إيران؟». ورأى أن «حزب الله يحاول فرض سياسته والقول إن بين المسيحيين خونة»، لافتا إلى أن «نصر الله استعمل الاسم المسيحي لتوجيه رسالة إلى أطراف عدة». وأكد أن «كلام نصر الله لن يخيف أحدا».