متقي يحذر من أن بلاده ستمضي في تخصيب اليورانيوم في حال عدم استجابة الدول الكبرى لشروطها

إيران تدرس طلب نائب أميركي لزيارتها

TT

أعلنت إيران أمس رفضها مرة أخرى للمهلة التي حددتها القوى العالمية بنهاية العام الحالي كي تقبل اتفاق تخصيب اليورانيوم. وقال وزير الخارجية منوشهر متقي: «في الواقع لدينا مهلة، ومهلتنا هي أنه إذا لم نتلقَّ ردا مناسبا (من القوى العالمية) حول الاتفاق، فإننا سنمضي بأنفسنا لتخصيب اليورانيوم لمفاعل طهران الطبي». وكانت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا قد هددت إيران بحزمة جديدة من العقوبات إذا لم تعلن قبولها الاتفاق قبل نهاية العام.

وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بوساطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أن يتم نقل اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إلى روسيا وفرنسا لتخصيبه إلى مستوى 20% وتحويله إلى وقود يصلح لمفاعل طهران. وأضاف متقي: «لا يمكننا الانتظار طويلا، وإذا لم يوافقوا على عرض الشراء أو المبادلة فإننا سنقوم بتخصيب اليورانيوم لمستوى 20% بأنفسنا». ويمكن أن يستخدم اليورانيوم عالي التخصيب إلى مستوى 90% في تصنيع أسلحة نووية وهو ما يثير مخاوف الغرب من أن إيران تطور برنامجا للأسلحة النووية تحت عباءة الأنشطة السلمية.

وشدد متقي على أن طهران ستكون مستعدة للخيارات الثلاثة: شراء اليورانيوم المعالج أو إنتاجه بنفسها أو مبادلته على مراحل داخل أراضيها كسبيل لضمان العملية. وترفض القوى العالمية والوكالة الدولية إتمام المبادلة على الأراضي الإيرانية.

وكان متقي قد أكد الأسبوع الماضي أن بلاده لا تخشى تهديدات العقوبات ولا يمكنها ربط مصالحها الوطنية بقرارات دول أخرى أو أن تنحني تحت الضغوط الدولية وتقدم أي تنازل يتعارض مع مصالحها الوطنية.

وأعاد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست التأكيد أمس على أن إيران منفتحة على مبادلة اليورانيوم القليل التخصيب في الخارج لكنها تريد أن يتم هذا التبادل على مراحل. كما أشار أن مجلس الشورى الإسلامي يدرس طلب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي لزيارة طهران. ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن الوزارة رفعت طلب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جان كري لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث يناقشه نواب الشعب في المجلس.

وقال مهمان باراست خلال لقائه الأسبوعي مع الصحافيين، إن إيران مستعدة «لمبادلة هذا الوقود على مراحل، وأوضحت أن ذلك يمكن أن يكون فرصة للجانبين «لإحلال الثقة». وأضاف: «إذا قبل الطرف الآخر (الدول الست التي تتفاوض مع طهران) بهذا المبدأ، يمكننا مناقشة التفاصيل الأخرى وخصوصا مكان هذا التبادل. البعض تحدثوا عن اليابان والبرازيل وتركيا وجزيرة كيش (جنوب إيران)». وتابع: «يمكننا مناقشة كل ذلك». وترفض طهران حتى اللحظة العروض التي قدمتها الدول الست التي تتابع الملف النووي الإيراني (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا). وتتهم هذه الدول إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي تحت ستار برنامج نووي سلمي، وهو ما تنفيه طهران.

وكانت مجموعة 5+1 طلبت في أكتوبر (تشرين الأول) من إيران تسليمها 1200 كيلوغرام من اليورانيوم الضعيف التخصيب تشكل سبعين في المائة من المخزون الإيراني ويفترض أن يتم تخصيبها بنسبة 20% في روسيا ثم يتم تحويلها إلى محروقات في فرنسا. ورفضت إيران هذا الطلب واقترحت مبادلة وقود مخصب بنسبة 3.5% بآخر مخصب حتى 20% على دفعات من 400 كلغ كل دفعة، وطالبت بأن تتم عملية التبادل على أراضيها، وهذا ما رفضته الدول الست.