الأمير سلطان: وجدنا أنفسنا أمام موقف فرض علينا.. وليس أمامنا إلا أن نواجهه بعزة وكرامة

قال خلال لقائه كبار ضباط القوات المسلحة: كنا نتمنى ممن يقاتلوننا أو من يحرضونهم على القتال لو وجهوا سلاحهم باتجاه أعدائنا

الأمير سلطان بن عبد العزيز لدى استقباله كبار ضباط القوات المسلحة في الرياض أمس (واس)
TT

شدد الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، على أن بلاده «كانت ولا تزال دولة سلام، ولكن مع شديد الأسف وجدنا أنفسنا أمام موقف فرض علينا، وليس أمامنا إلا أن نواجهه بعزة وكرامة».

وأضاف الأمير سلطان مخاطبا كبار ضباط القوات المسلحة السعودية الذين استقبلهم أمس في مكتبه بالوزارة بالرياض: «إننا وإذ ندافع عن بلدنا فإننا نرد ونصد ونردع كل من يحاول المساس بسيادة وطننا ومواطنيه والمقيمين عليه».

وقال مخاطبا الضباط: «لا أخفيكم بأنه يحز في خواطرنا هذا الفعل المشين ومثل هذه المناوشات التي ليست من مصلحة أحد، لأن أي قطرة دم تراق من الطرفين تدمي قلوبنا، والدم العربي المسلم غالٍ وعزيز على قلوبنا».

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خلال استقباله الأمير خالد بن سلطان، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية، وكبار القادة والضباط، يتقدمهم الفريق أول ركن صالح بن علي المحيا رئيس هيئة الأركان العامة، ونائبه الفريق الركن حسين بن عبد الله القبيّل، وقادة أفرع القوات المسلحة الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بعودته إلى أرض الوطن، حيث أكد أنه ذهل للإصرار العميق والعزيمة الصادقة عند زيارته لمصابي القوات المسلحة الأسبوع الماضي، بأنهم كانوا يتمنون الشفاء العاجل «ليعودوا إلى أرض المعركة، إيمانا منهم بصدق العقيدة ووضوح الهدف»، وقال: «ثقوا وتأكدوا جميعا أن كافة أُسر الشهداء والمفقودين والمصابين هم في عيون قائدهم الملك عبد الله بن عبد العزيز، الرجل الفذ، الحريص على كل فرد منهم».

وفي ما يلي نص كلمة ولي العهد:

«إن المملكة العربية السعودية دولة كانت ولا تزال دولة سلام، ومحبة له، وكم عملت عليه وصنعته لكثير من الأوطان، ولها سجلّ حافل من الأيادي البيضاء في جميع دول العالم في هذا المجال، ولكن مع شديد الأسف وجدنا أنفسنا أمام موقف فرض علينا، وليس أمامنا إلا أن نواجهه بعزة وكرامة.

إننا وإذ ندافع عن بلدنا فإننا نرد ونصد ونردع كل من يحاول المساس بسيادة وطننا ومواطنيه والمقيمين عليه، ولا أخفيكم بأنه يحز في خواطرنا هذا الفعل المشين ومثل هذه المناوشات التي ليست من مصلحة أحد، لأن أي قطرة دم تراق من الطرفين تدمي قلوبنا، والدم العربي المسلم غالٍ وعزيز على قلوبنا، وكنا نتمنى ممن يقاتلوننا أو من يحرضونهم على القتال، لو وجهوا سلاحهم باتجاه أعدائنا، لا أن تكون البندقية باتجاهين متضادين، والعالم من حولنا يسارع الخطى في البناء والتطور، وكان الأَولى بهؤلاء المتسللين لو ساهموا في بناء بلدهم وانضموا إلى قيادته العزيزة التي لا تود إلا كل الخير لجميع الشعب اليمني. واعلموا وأنتم تقومون بواجب الدفاع عن وطنكم، بأن الله معنا، والعالم كله معنا، لأننا لم نعتدِ على أحد، ولا نرضى بأن يكون رجالنا قوة شر ضد الأشقياء، بل قوة خير وسلام.

لقد كنت في يوم السبت الماضي بين أبنائي المصابين في مستشفى القوات المسلحة في الرياض، وقد أذهلني ذلك الإصرار العميق، والعزيمة الصادقة لدى كل واحد منهم وهم يتمنون الشفاء العاجل ليعودوا إلى أرض المعركة، إيمانا منهم بصدق العقيدة ووضوح الهدف. وثقوا وتأكدوا جميعا أن كافة أُسر الشهداء والمفقودين والمصابين هم في عيون قائدهم الملك عبد الله بن عبد العزيز، الرجل الفذ، الحريص على كل فرد منهم، فلمقامه الكريم خالص الشكر وعظيم التقدير باسمكم جميعا، والشكر موصول لجميع القادة العسكريين ولجندهم الميامين، والله أسأل أن يتولانا جميعا بعطفه ورحمته، وأن يمنّ بالفردوس الأعلى على شهدائنا الأبرار، وأن يكتب السلامة لمفقودينا، والشفاء العاجل لمصابينا، والنصر المبين لوطننا الغالي.

أنا مفوض من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بأن أقوم بخدمتكم جميعا، وسيتولى الابن خالد ورئيس هيئة الأركان العامة متابعة كل احتياجاتكم الخاصة والعامة. ولا تترددوا، أنا منكم وإليكم في الصغيرة والكبيرة، وأشهد الله بحبكم وتفانيكم وإخلاصكم في أداء واجباتكم، والله ينصركم على أعدائكم». وقال الفريق أول ركن صالح المحيا رئيس هيئة الأركان العامة: «إن الأبطال الصامدين المدافعين عن الحدود الجنوبية للمملكة، على مختلف مستوياتهم، أخذوا من عودة ولي العهد جرعات معنوية عالية، انطلقوا يقاتلون بعزيمة وقوة إيمان بعدالة مواقف المملكة، وفي وقت راحتهم عمتهم أفراح غامرة»، مثمنا تقدير رجال القوات المسلحة وثناءهم لخادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، «الذي كان لموقفه الحازم وتوجيهاته القاطعة لدحر المعتدين على حدودنا الجنوبية أبلغ الأثر في نفوس جميع أبنائه رجال القوات المسلحة، متوجها حفظه الله بزيارة كريمة لأبنائه وإخوانه المقاتلين في ميدان الشرف والبطولة، تفقد أحوالهم، واطمأن عليهم، فجزاه الله خير الجزاء وبارك جميع خطواته الخيرة».

حضر الاستقبال الأمير مشعل بن عبد الله بن مساعد مستشار ولي العهد، وعلي بن إبراهيم الحديثي رئيس ديوان ولي العهد، وعبد الله بن سعد الغريري رئيس مراسم ولي العهد، ومحمد بن سالم المري السكرتير الخاص لولي العهد، وعبد الله بن مشبب الشهري رئيس المكتب الخاص لولي العهد، والفريق أول الدكتور علي بن محمد الخليفة مدير عام مكتب ولي العهد، ومحمد بن عبد العزيز الشثري رئيس الشؤون الخاصة بمكتب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.

من ناحية اخرى أثنى الأمير سلطان بن عبد العزيز، على الجهود التي تبذلها مؤسسة النقد العربي السعودي في دعم وتعزيز الاستقرار النقدي والمالي الكبير الذي يتميز به الاقتصاد المحلي، إلى جانب تطوير الخدمات المصرفية والمالية المقدمة للمواطنين والمقيمين، داعيا الله أن «يوفق الجميع لما فيه مصلحة بلادنا الغالية».

جاء ذلك عند تسلمه نسخة من التقرير السنوي «الخامس والأربعين» لمؤسسة النقد العربي السعودي خلال استقباله أمس في مكتبه بوزارة الدفاع والطيران، الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف وزير المالية، والدكتور محمد بن سليمان الجاسر محافظ مؤسسة النقد، والدكتور عبد الرحمن الحميدي نائب المحافظ، وكبار المسؤولين في المؤسسة.

ويستعرض تقرير المؤسسة السنوي أبرز التطورات الاقتصادية المحلية للعام المالي الماضي وأحدث تطورات العام المالي الحالي، كما يقدم تحليلا شاملا ومفصلا لأداء مختلف القطاعات الاقتصادية، وفي نهاية الاستقبال تسلم ولي العهد ميدالية ذهبية قامت مؤسسة النقد العربي السعودي بسكها بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس «أرامكو السعودية».

إلى ذلك استقبل ولي العهد السعودي أمس بمكتبه بوزارة الدفاع والطيران بالرياض، الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وأعضاء اللجنة الذين قدموا للسلام عليه. حضر اللقاءين الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، والأمير مشعل بن عبد الله بن مساعد مستشار ولي العهد، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وعلي الحديثي رئيس ديوان ولي العهد، ومحمد بن سالم المري السكرتير الخاص لولي العهد، وعبد الله بن مشبب الشهري رئيس المكتب الخاص لولي العهد.