وكيل الخارجية السعودي: شكلنا فريق عمل للتحقيق في قضية «تيلا بيري»

وصول جثامين القتلى السعوديين في النيجر و «الشرق الأوسط» تحصل على تفاصيل جديدة

المصاب السعودي زياد آل الشيخ لحظة إنزاله من الطائرة في قاعدة الملك فيصل الجوية في الرياض أمس (تصوير: مسفر الدوسري)
TT

وصلت إلى العاصمة السعودية الرياض مساء أمس، طائرة الإخلاء الطبي، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لنقل جثامين القتلى السعوديين الأربعة الذين قضوا نحبهم أول من أمس، بالإضافة إلى المصابين الناجين من الهجوم الوحشي الذي تعرضوا له أثناء رحلة الصيد التي كانوا يقومون بها في بلدة تيلا بيري بالنيجر.

وحصلت «الشرق الأوسط» أمس على تفاصيل جديدة للجريمة التي طالت السعوديين الستة، حيث أكد موسى سيدي محمد نائب رئيس الغرفة التجارية في النيجر، وهو من «عرب النيجر»، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من العاصمة «نيامي»، أن السلاح الذي استخدم في قتل السعوديين هو رشاش من نوع «كلاشنيكوف»، مؤكدا استغراب وزير الدفاع في النيجر، الذي يرتبط معه بعلاقة صداقة، من عدم إبلاغ سلطات بلاده بوجود السياح السعوديين المغدورين في بلاده.

وأضاف: «عادة عندما يزور الخليجيون النيجر للصيد، ترافقهم عناصر أمنية حتى يصلوا بسلام للمنطقة التي يهدفون الوصول إليها، إلا أن المجني عليهم لم يخبرونا عن مجيئهم، وبالتالي لم نستطع توفير عناصر الأمن لهم». وأكد سيدي محمد أن المنطقة التي جرى فيها الهجوم تعد آمنة «بعكس ما راج عن أنها ملجأ لعصابات المافيا أو تنظيم القاعدة»، مشيرا إلى جدية تناول السلطات الأمنية للقضية، وإلى أن التحقيقات جارية لمتابعة الأحداث ومستجداتها، وقال: «هناك احتمال وجود معلومات لديهم عن الجناة بحسب ما أبلغني به وزير الدفاع في النيجر».

واستقبلت طائرة الإخلاء التي وصلت مساء أمس إلى مطار قاعدة الملك فيصل الجوية في الرياض، من قبل جمع غفير يتقدمهم الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز، والأمير خالد بن سعود وكيل وزارة الخارجية السعودي، إلى جانب ذوي المصابين والمتوفين الأربعة.

وسرد موسى سيدي محمد لـ«الشرق الأوسط» قصة الاعتداء على السعوديين الستة، وقال: «بناء على المعلومات اللي وصلتنا، فإن الجناة راقبوا الضحايا منذ خروجهم من العاصمة، وكان هدفهم سلب المجموعة وليس قتلهم»، مضيفا: «على بعد 10 كلم عن بلدة تيلا بيري التي تبعد بدورها 150 كلم عن العاصمة نيامي نجح المهاجمون في إخراج السياح السعوديين نحو 500 متر على جانب الطريق في منطقة رملية، وبادر المعتدون، وعددهم ثلاثة أشخاص أحدهم كان يقود السيارة، والآخر كان ممسكا بسلاح الجريمة، والثالث مهمته السلب، وحين حاول أحد السعوديين المقاومة انطلقت الأعيرة النارية من أسلحة المعتدين التي يرجح أنها من نوع (كلاشنيكوف) المعتاد استخدامه من قبل العصابات المعروفة في المنطقة، حيث قتل في الحال ثلاثة من السعوديين فيما توفى الرابع وهو في طريقه إلى المستشفى».

من جانبه، أكد الأمير خالد بن سعود وكيل وزارة الخارجية السعودي عقب استقباله المصابين وجثامين القتلى، أنه سيتم تشكيل فريق سعودي للتحقيق في تداعيات هذا العمل الإجرامي، مبينا أنه فور تحديد الجناة سيتم الاستعانة بالإنتربول للقبض عليهم، موضحا أن «السعودية لا تترك أبناءها مهما كان، وأن الخارجية السعودية لديها خطط وبرامج وإجراءات منظمة لاتخاذ إجراءاتها وواجباتها في مثل هذه الحوادث».

وثمن الأمير خالد توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني لتأمين طائرة الإخلاء الطبي فور علمهم بالحادث، مؤكدا أنه تم الاتصال بوزارتي الداخلية والخارجية في دولة النيجر للتشاور في القضية.

وندد نائب رئيس غرفة النيجر بالحادثة، وقال: «من الضروري أن تكشف الحقائق، لأنها عار على العرب في النيجر الذين يشجبون هذا التصرف ولا يقبلونه بتاتا، خاصة فيما يخص أمن السعوديين الذين يستقبلوننا بكل حفاوة خلال موسمي العمرة والحج»، وكانت «الشرق الأوسط» قد بادرت باتصال هاتفي مع مسؤول في السفارة السعودية في نيامي، للحديث عن طبيعة الحادثة وطبيعة فريقي العمل الذي وجه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي بتشكيلهما لمتابعة التحقيقات التي تجريها السلطات الأمنية في النيجر للقبض على المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي، إلا أنه رفض التحدث قائلا: «نكتفي بما نشر في الصحف».