محكمة مصرية ترفض دعوى سحب الدبلوماسيين المصريين من إيران

اعتبرته عملا من أعمال السيادة خارجا عن نطاق سلطتها

TT

رفضت محكمة مصرية أمس دعوى قضائية من أحد المحامين طالب فيها بسحب الدبلوماسيين المصريين من إيران وطرد نظرائهم من مصر احتجاجا على ما سماه «تحريض إيران ضد مصر والإساءة إلى رموزها»، حيث قضت المحكمة بعدم اختصاصها ولائيا بنظر الدعوى.

وقالت محكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار عادل فرغلي نائب رئيس مجلس الدولة في أسباب حكمها: «إن المشرع المصري أخرج من دائرة اختصاص القضاء المصري ككل النظر في الطلبات المتعلقة بأعمال السيادة، كما منع المشرع المحاكم الخاضعة لقانون السلطة القضائية من أن تنظر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في أعمال السيادة».

وأضافت المحكمة أن سحب الدبلوماسيين المصريين العاملين بمكتب رعاية المصالح المصرية بإيران أو الإبقاء عليهم يندرج في إطار تنظيم علاقة مصر بغيرها من الدول، ويخضع لتقدير السلطة المختصة بالدولة في ضوء ما تراه محققا للمصالح العامة، وهو الأمر الخارج عن الاختصاص الولائي لمحاكم مجلس الدولة والقضاء عموما.

وكان سمير صبري المحامي قد أقام دعواه، لافتا إلى أن إيران شرعت مؤخرا في سلسلة من الأفعال الاستفزازية ضد مصر ودبلوماسييها، كان آخرها أن ادعت أن مصر تساعد إسرائيل في حصار غزة، فضلا عن قيام وسائل الإعلام الإيرانية بسبّ مصر والتهجم على الشخصيات والرموز المصرية والتحريض عليها وعلى بعثة رعاية المصالح المصرية في طهران، معتبرا أن تصرفات وأفعال إيران تشبه العصابات وليس الدول، بما يستوجب قطع كافة العلاقات معها. وأضاف صبري في دعواه أن إيران تقدم على هذه الأفعال لوجود أطماع وأهداف لها في المنطقة تتلخص في رغبتها في فرض سيطرتها على الخليج، وتفرقة الفلسطينيين إلى جبهات ومحاور متصارعة، ورهن القضية الفلسطينية بأكملها لصالح الملف النووي الإيراني، معتبرا أن طهران تهدد الأمن القومي العربي.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي تداوم فيه إيران على الطعن في ذمة الرئيس الراحل أنور السادات ووصفه بالخيانة والعمالة لأنه وقّع اتفاقية سلام مع إسرائيل، وتحتفي بقاتله خالد الاسلامبولي بإطلاق اسمه على أحد أهم شوارع العاصمة الإيرانية، فإن القاهرة من جانبها تصرّ على ضرورة حل أزمة الملف النووي الإيراني سلميا وليس عسكريا؛ منعا لتكرار الحروب في المنطقة وحرصا على الأمن القومي العربي.

واعتبر صبري أنه في ظل تلك التصرفات الإيرانية، والتي شملت مؤخرا تحريض السلطات الإيرانية للطلاب والناس للتظاهر أمام مقر البعثة الدبلوماسية المصرية، فإن الأخطار تهدد أرواح الدبلوماسيين المصريين هناك، معربا عن خوفه من تكرار سيناريو مقتل السفير السابق في العراق إيهاب الشريف مع أي من أفراد البعثة بطهران.

يشار إلى أن العلاقات المصرية- الإيرانية تعاني من الاضطراب منذ أن قطعت إيران علاقاتها الدبلوماسية مع مصر في عام 1980، بعد قيام الثورة الإسلامية، احتجاجا على اعتراف مصر بإسرائيل قبل ذلك بعام. إلا أنه يوجد مكتب رعاية مصالح في كل من طهرن والقاهرة، يمثل الرابطة الوحيدة بين الدولتين في الوقت الحالي.