كابل: أميركا تعد بتقديم 16 مليار دولار لتدريب وتسليح الجيش الأفغاني

جندي أفغاني يفتح النار على قوات من الناتو

متظاهرون أفغان يحتجون على قتل مدنيين وأطفال في غارة لـ«الناتو» على مقاطعة كونار أمس (أ.ف.ب)
TT

قال مسؤول بالجيش الأفغاني أمس إن الولايات المتحدة تعهدت بتقديم 16 مليار دولار لإنفاقها على تدريب جيش أفغانستان وقواتها الجوية، غير أن البلاد بحاجة إلى المزيد لبناء قوة قادرة على ضمان الاستقرار. وقال ظاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع إن كابل تأمل أن يوفر مؤتمر للمانحين يعقد في العاصمة البريطانية لندن الشهر القادم الأموال والإمدادات اللازمة للخطط الطموحة لتوسعة نطاق الجيش ليصل قوامه إلى 240 ألف جندي في زيادة عن العدد الحالي الذي يبلغ 100 ألف جندي. وأضاف عظيمي: «بالنسبة إلى عملية توسعة الجيش تعهدت الولايات المتحدة بتقديم 16 مليار دولار»، مضيفا أن الأاموال ستوزع على مدار الفترة اللازمة لزيادة عدد أفراد الجيش التي تقدر حاليا بنحو أربعة أعوام. ومضى يقول: «هذا ليس كافيا بأي حال من الأحوال ونأمل أن نتلقى مزيدا من المساعدات في مؤتمر لندن من الحلفاء الآخرين بحلف شمال الأطلسي». وكان يتحدث في مؤتمر صحافي مع متحدث باسم القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي الذي لم يشكك في رقم 16 مليار دولار.

وحيث إن أعمال العنف قد بلغت أعلى مستوياتها خلال سنوات يرسل الرئيس الأميركي باراك أوباما 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان لمحاولة تغيير دفة الأمور في الحرب. وترسل دول أخرى من حلف شمال الأطلسي نحو سبعة آلاف جندي إضافي. لكن خطة واشنطن تدعو أيضا إلى خفض مستويات القوات اعتبارا من يوليو (تموز) 2011 لتسليم المسؤولية الأمنية تدريجيا للأفغان. ويرجح أن يغطي جزء من الأموال الأميركية الإنفاق المزمع على شراء ما يزيد عن 150 طائرة بينها طائرات هليكوبتر وطائرات استطلاع ومقاتلات وطائرات نقل وهي حيوية للتحرك في أفغانستان ذات التضاريس الوعرة والبنية التحتية الضعيفة. وقال عظيمي إن المساعدات الأخرى ستستهدف تدريبا إضافيا وإنشاء قواعد فضلا عن توفير أسلحة تتفق مع معايير حلف شمال الأطلسي. ويُعتبر الجيش قصة نجاح نسبي للحكومة الأفغانية وحلفائها الغربيين. وقال عظيمي إن واشنطن ضخت 17 مليار دولار لبناء القوات منذ إسقاط طالبان في أواخر عام 2001.

من جهة ثانيةانضم مئات الأفغان لتجمعات حاشدة بالشوارع أمس احتجاجا على مقتل عشرة مدنيين معظمهم تلاميذ في سن المراهقة في غارة عسكرية نفذتها القوات الأجنبية مطلع هذا الأسبوع. وقال أسد الله وفا رئيس وفد رئاسي أرسل للتحقيق في الهجوم الذي وقع مطلع الأسبوع الحالي بإقليم كونار وهو إقليم ناءٍ وأحد أكثر مناطق شرق أفغانستان اضطرابا إنه تأكد من أن القتلى لم يكن بينهم أي متمردين. وأضاف قائلا للصحافيين في أسد آباد عاصمة إقليم كونار: «هؤلاء الذين قتلوا كانوا مدنيين أبرياء.. نريد أن نعثر على من أدلى بالمعلومات الخاطئة بوجود متشددين هناك ومعاقبته». ومضى وفا يقول «إن ثمانية فتيان تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاما وشابين في العشرينات من العمر قتلوا». وأذكت الخسائر البشرية بين المدنيين على يد القوات الغربية الغضب تجاه القوات الأجنبية التي يقول الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال قائد قوات حلف شمال الأطلسي إنها تقوض مهمته. ومنذ توليه القيادة في يونيو (حزيران) أصدر ماكريستال أوامر جديدة تهدف إلى خفض أعداد القتلى بين المدنيين من خلال وضع حدود لاستخدام الأسلحة. وقضى الفريق الذي يقوده وفا عدة أيام في إجراء مقابلات مع مسؤولين محليين وأقارب للقتلى لكن موقع الهجوم يخضع لسيطرة طالبان إلى حد كبير، ومن الخطورة الشديدة بمكان أن يزوره مسؤولون حكوميون. وقالت القوات التي يقودها حلف الأطلسي إن الغارة كانت عملية مشتركة وإنها ما زالت رهن التحقيق لكن ظاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية قال إن القوات الأفغانية لم تشارك فيها. وصرح وفا بأن القوات الأجنبية نقلت جوا لتنفيذ الهجوم مما بدد بعض الارتباك بشأن العملية التي كان مسؤولون بارزون قد وصفوها فيما سبق بأنها غارة جوية وهجوم بأسلوب القوات الخاصة. وفي عاصمة إقليم ننكرهار المتاخم لكونار خرج نحو 200 من طلبة الجامعات إلى الشوارع للاحتجاج على الغارة مطالبين بتقديم المسؤولين عنها للعدالة. وهتفت مجموعة قائلة لم يعد لدينا صبر. حدث هذا بشكل متكرر وإذا حدث هذا مجددا سنترك أقلامنا ونحمل السلاح. واستهدف آخرون الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الأفغاني حميد كرزاي. ويساور الأفغان القلق من أن إرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي بناء على أمر أصدره أوباما في وقت سابق هذا الشهر لمحاولة تحويل دفة الأمور في الحرب الأفغانية سيسفر عن مزيد من الهجمات وارتفاع في معدلات الخسائر البشرية بين المدنيين. إلى ذلك دعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إلى التحقيق في ملابسات مقتل 11 مدنيا بينهم أطفال في مديرية نرنغ بولاية كونار شرق أفغانستان الليلة الماضية على يد قوات أجنبية وأفغانية. وقال بيان صادر عن الرئاسة الأفغانية إن الرئيس كرزاي أدان مقتل أولئك المدنيين وأمر بتشكيل لجنة برئاسة نائب في البرلمان للتحقيق فيها. ويأتي ذلك بعدما انسحب نواب الولايات الشرقية من جلسة البرلمان أمس وكانت مخصصة لمناقشة تعيين أعضاء الحكومة المقبلة احتجاجا على مقتل المدنيين. وقال مسؤول أمني كبير في ولاية كونار إن محققين أرسلوا إلى تلك المنطقة النائية للتحقيق بشأن تقارير تقول إن من سقطوا في هجوم القوات الدولية هم مدنيون. وفي تفاصيل أخرى عن الحادث قال حاكم ولاية كونار إن قرويين في منطقة نائية شمال شرقي أفغانستان أفادوا بأن غارة جوية للقوات الأجنبية أسفرت عن مقتل عشرة مدنيين. وأضاف حاكم الولاية سيد فضل الله أنها «منطقة وعرة جدا ولا يمكننا دخولها لوجود مقاتلي حركة طالبان بها.. شيوخ القرية أخبرونا بأن عشرة أشخاص قتلوا في هذه الغارة منهم ثمانية تلاميذ». وقالت القوات الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان إنها ستتحرى صحة الأنباء حول مقتل مدنيين في الهجوم. وقالت تلك القوات في وقت سابق إنه لا علم لها بشأن وقوع عمليات أو سقوط قتلى في ولاية كونار، لكن مسؤولا عسكريا غربيا قال إن قوات أميركية خاصة كانت تقود عمليات ضد مسلحين في المناطق الحدودية لكونار. إلى ذلك، فتح جندي أفغاني النار على قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) غربي البلاد أمس، مما أسفر عن مقتل جندي أميركي وإصابة جنديين إيطاليين. وذكر بيان لقوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي في البلاد أن جنديا أميركيا لقي حتفه في الحادث. وقال الجنرال خير محمد خاواري، المسؤول العسكري بالمنطقة، إن جنديين إيطاليين أصيبا في الحادث الذي وقع في منطقة بالا مورجاب بإقليم باديجس. وأضاف أن قوات الحلف ردت بإطلاق النار لتصيب الجندي الأفغاني الذي «يعتقد بأنه يعاني من مشاكل عقلية». وأفاد البيان: «تعمل إيساف حاليا مع الشركاء الأفغان للتحقيق في الحادث». يذكر أن أكثر من 500 من جنود قوات الحلف لقوا حتفهم العام الحالي، الذي يعد الأكثر دموية للقوات الدولية منذ الإطاحة بنظام طالبان أواخر عام2001. كما لقي 311 جنديا أميركيا حتفهم خلال العام الحالي، مقابل 155 جنديا العام الماضي. ويتمركز أكثر من 110 آلاف جندي من القوات الدولية من 43 دولة في أفغانستان.

ومن المتوقع وصول 37 ألف جندي إضافي من الولايات المتحدة ودول أخرى أعضاء في حلف الأطلسي إلى أفغانستان بحلول الصيف المقبل.