عريقات: خادم الحرمين الشريفين أكد لنا.. فلسطين تبدأ بالقدس وتنتهي بالقدس

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الفلسطينيين غير معنيين بأي ضمانات أميركية

TT

وصف صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في الرياض أمس، بأنه كان جيدا جدا. وقال عريقات لـ«الشرق الأوسط» إن «الملك عبد الله بن عبد العزيز بدأ اللقاء مع أبو مازن والوفد المرافق له بموضوع القدس وأنهاه بالقدس». وكان الملك غاضبا وساخطا على ما تقوم به إسرائيل في القدس واستمرار الاستيطان. وكان الملك عبد الله واضحا في كلامه مع الرئيس أبو مازن في الموضوع. إذ قال: «إنني لا أتصور سلاما من غير القدس.. وفلسطين تبدأ بالقدس وتنتهي بالقدس، كما السلام يبدأ بالقدس وينتهي بالقدس». وحسب عريقات فإن خادم الحرمين ثمّن موقف أبو مازن من مسألة المصالحة وتوقيعه على ورقة المصالحة المصرية، وشدد الملك أيضا على ضرورة المصالح الفلسطينية. وأيد الملك عبد الله كما قال عريقات «المطالب الفلسطينية بوقف الاستيطان بما فيه النمو الطبيعي، واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في آخر لقاء بين أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت في ديسمبر (كانون الأول) 2008. وأضاف عريقات: «أكد لنا الملك أنه يبذل جهدا كبيرا مع الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي، وأنت تعرف ثقل المملكة على الصعيد الدولي».

وعن اجتماعه بالقنصل الأميركي العام في القدس المحتلة دانيال روبنشتاين قال إن «الاجتماع يأتي في إطار اللقاءات الدورية بيننا». وأضاف: «بحثنا في الاجتماع استمرار النشاط الاستيطاني في القدس والعطاءات لبناء المزيد ومصادرة الأراضي التي شملت 37 دونمًا (37 ألف متر مربع) من أراضي الضفة الغربية. ورد علينا القنصل بأن الولايات المتحدة أصدرت بيانا في هذا الصدد بينت فيه انعكاسات استمرار البناء الاستيطاني على عملية السلام».

وفي هذا السياق صادق الجيش الإسرائيلي في انتهاك صريح لقرار حكومة بنيامين نتنياهو وقف الاستيطان جزئيا لمدة عشرة أشهر، على بناء 14 وحدة سكنية في مستوطنة كريات نتافيم شمال الضفة الغربية. وجاءت مصادقة الجيش ردا على لجوء حركة «السلام الآن» إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، ضد بناء الوحدات السكنية الـ14، لإقامتها بشكل غير شرعي وحتى دون ترخيص من الجيش، الجهة المسؤولة عن الضفة الغربية، على أراضٍ فلسطينية خاصة.

وحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي فإن وزارة الدفاع تريد المصادقة على خطط بناء في عدد من المناطق، غير أنها مترددة بسبب مخاوفها من ردود الأفعال الدولية.

وقال السكرتير العام لحركة «السلام الآن» لإذاعة الجيش الإسرائيلي كما أوردت صحيفة «هآرتس» أمس إنه في الوقت الذي يدعو فيه نتنياهو إلى إعادة إطلاق المفاوضات، فإنه ووزير الدفاع إيهود باراك يفعلان ما بوسعهما من أجل الترويج لخطط استيطانية جديدة في الضفة الغربية وإعطاء التراخيص للبناء غير المرخص في البؤر الاستيطانية والمستوطنات.

وحول ما يتردد عن رسائل ضمانات أميركية قال عريقات: «بلّغت القنصل روبنشتاين أنه مع احترامي الشديد للضمانات الأميركية فإن الولايات المتحدة ليست سلطة الاحتلال، وبالتالي انا لست معنيا بهذه الضمانات، بل أنا معني بإلزام أميركا لإسرائيل، بوقف نشاطها على الأرض». وكرر القول إن «المطلوب من أميركا هو شيء واحد، وهو إلزام إسرائيل بوقف أعمالها على الأرض».

وفي هذا الصدد أشار نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان صادر عن الجبهة عقب لقائه مع السفير الروسي في دمشق، إلى جهود أميركية سرية لتقديم ورقة ضمانات للسلطة الفلسطينية وإسرائيل لاستئناف المفاوضات من دون وقف كامل للاستيطان. وحسب حواتمة فإن واشنطن تهدف إلى تسويق هذه الجهود في إطار اجتماع مشترك بين وزراء خارجية أطراف اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) وعدد من الدول العربية في يناير (كانون الثاني) المقبل وفرض استئناف المفاوضات مع استمرار الاستيطان في القدس والضفة.

ورغم أن عريقات لم يحدد موعدا للزيارة المحتملة لجورج ميتشل المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط، فإنه قال إن الزيارة -وهي العاشرة في غضون عام واحد- في الأسبوع الثاني من يناير المقبل.

واختتم عريقات تصريحاته بالقول إن «وصول الأطراف المتنازعة إلى اتفاق سلام يتطلب نضوج منظومة المصالح لدى أطراف الصراع إلى الدرجة التي يصبح فيها ثمن متطلبات السلام أقل من ثمن متطلبات استمرار الصراع». وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية لم تصل بعدُ إلى مستوى هذا النضوج، بحيث تستمر في ممارسة سياسات استمرار الاحتلال كافة من بناء مستوطنات وجدران وحصار وإغلاق واقتحام واغتيال واعتقال وفرض حقائق على الأرض.