أبو مازن يدعو في ذكرى انطلاقة فتح المتنورين والوطنيين في حماس لإنهاء الانقلاب

الحركة تدعو لتصعيد الكفاح الشعبي.. وتؤكد أن العودة للسلاح بحاجة لقرار

TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إن حركة حماس أبلغت السلطة أنها مستعدة للتوقيع على المصالحة ولكن ليس في مصر، وأضاف أبو مازن في خطاب ألقاه في رام الله بمناسبة الذكرى الـ45 لانطلاق حركة فتح «تعبنا.. سنتان ونصف ومصر تسعى من أجل المصالحة، ورغم أنه كانت لدينا بعض الملاحظات ومن أجل المصلحة الوطنية وحرصا على جهود مصر فإننا قبلنا بالوثيقة ووقعنا عليها، وفوجئنا بأن حماس قالت لدينا ملاحظات وبدأت هذه الملاحظات بتقرير محمد غولدستون ثم وضعوا مجموعة من الملاحظات، فقالت لهم مصر تعالوا وقعوا وسنأخذ بعين الاعتبار ملاحظاتكم، لكنهم رفضوا وأصروا، وأرسلوا لنا بشكل رسمي، يقولون نحن مستعدون للتوقيع على الوثيقة ولكن ليس في مصر»، وتابع القول «لم تكن القضية قضية ملاحظات لكنها في مكان التوقيع.. نحن رفضنا ومصممون على أن يكون التوقيع في مصر».

ودعا أبو مازن حماس للتوقيع فورا على الورقة المصرية والذهاب إلى الانتخابات، قائلا «هذا هو الطريق الأمثل، حتى يقول الشعب كلمته ويحدد خياراته»، وأعلن أبو مازن أن السلطة ذاهبة نحو استكمال الانتخابات لكل المنظمات والهيئات والبلديات بعد انتخابات فتح والمنظمة. وطالب عباس قيادات حماس «وبالذات المتنورين والوطنيين، الذين يعرفون الحقيقة» إنهاء الانقلاب، وقال لهم «قوّموا مسؤولية نتائج الانقلاب، وقوّموا ردود الفعل على تصريحاتكم وأفعالكم، وقوّموا كم تكسب إسرائيل من الانقسام».

وأعاد تأكيد أنه رفض اقتراحا من حماس بالتمديد للمجلس التشريعي والرئاسة، وقال «اقترحوا علينا بشكل رسمي التمديد 10 سنين للمجلس التشريعي والرئاسة فقلنا كلا». وأضاف «نحن جادون.. مش حنمدد ولا حنمطط ولا بنتكتك». واتهم أبو مازن حماس بأنها أصبحت اليوم ضد الصواريخ العبثية، «وبدأوا يمنعون ويضربون كل من يحاول أن يقوم بعمل مقاوم لدرجة شهد لهم رئيس الأركان الإسرائيلي، غابي اشكنازي، شهادة شعرية، وقال نحن قمعنا حماس وهي تقمع باقي الناس».

وتساءل أبو مازن «ما هو الفرق الآن بين مواقفنا السياسية ومواقف حماس؟ إذا تكلم العالم معهم سيقبلون، لا يوجد اختلاف لا على العقيدة ولا على السياسية ولا على المقاومة، ولا يريدون التوقيع على مصالحة؟» واعتبر أن التوتر مع مصر لا يخدم سوى إسرائيل، وقال «إن الإمارة المتأسلمة التي تسعى لها حماس في غزة تصب في المشروع الإسرائيلي».

وتحدث أبو مازن «عن 45 عاما من النضال»، وقال «أثبتت الثورة أن هذا الشعب لا تثنيه جراحه ومعاناته عن النهوض كطائر الفينيق، من أجل تحقيق حلمه بالحرية وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس درة التاج، وحل متفق عليه لقضية اللاجئين كما ورد في المبادرة العربية والقرار 194».

وشدد أبو مازن على ضرورة التمسك بما صرح به الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقال «إن قول أوباما بأن إقامة الدولة الفلسطينية مصلحة حيوية أميركية كلام مهم، وعليهم أن ينفذوا هذا الكلام لا أن يكون كلاما في الهواء».

وتجنبت حركة فتح، في ذكرى انطلاقتها الـ45، الحديث عن العودة إلى الكفاح المسلح، الذي طالما انتهجته الحركة لعشرات السنين. واكتفت فتح بالقول إنها تدعو إلى تصعيد الكفاح الشعبي المقاوم للاحتلال، كما دعت لملاحقة إسرائيل دوليا.

وقال بيان صادر عن أمانة سر لجنتها المركزية، إن الحركة تؤكد على البرنامج الذي أقره المؤتمر العام السادس، الذي «يشدد على المهام الكفاحية في هذه المرحلة، ورسم لها خطين، أولهما تصعيد الكفاح الشعبي المقاوم للاحتلال مقتديا بنموذج بلعين ونعلين والمعصرة وغيرها، وتعزيز التحرك على المستوى الدولي لملاحقة إسرائيل وعزلها دوليا، وإرغامها على الاستجابة للشرعية الدولية».

وأوضح أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لفتح، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الكفاح الشعبي يعني مواجهة إسرائيل عبر المظاهرات والاحتجاجات في كل نقاط التماس معها، عند الجدار والمستوطنات وفي القدس». وردا على سؤال عما إذا كان يعني هذا أن فتح أسقطت خيار الكفاح المسلح، قال مقبول «هذا خيار لم يسقط، وأقر في المؤتمر العام السادس، وأقرته الشرعية الدولية كذلك، وهو أحد الخيارات الممكنة.. لكن العودة إلى خيار الكفاح المسلح، بحاجة إلى دراسة متأنية وتدقيق، وإلى إقراره أولا في مؤسسات الحركة.. هذا قرار استراتيجي بحاجة إلى فهم الواقع جيدا».

وتأمل فتح بعد 45 عاما على إطلاق رصاصة الثورة الأولى، باستعادة شعبيتها التي تراجعت خلال الأعوام الماضية، التي تلقت خلالها ضربتين موجعتين، تمثلت الأولى بهزيمتها الكبيرة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني لصالح حركة حماس، والثانية في هزيمتها عسكريا على يد نفس الحركة في اقتتال داخلي في غزة أدى في يونيو (حزيران) 2007، إلى سيطرة حماس على القطاع.