متظاهرون على أبواب غزة يهتفون ضد إسرائيل.. وحاخام يدعو الله لزوالها

وزير الأمن الداخلي يطالب بمحاكمة نائب عربي مكن هنية من التحدث إليهم عبر جواله

TT

شارك المئات من فلسطينيي الداخل ومتضامنون أجانب ونواب كنيست عرب في مظاهرة أمس، أمام حاجز بيت حانون «إيريز» في الذكرى السنوية الأولى لحرب إسرائيل على قطاع غزة، ونددوا بحصارها المفروض على القطاع وطالبوا بمحاكمة قادتها. ولفت انتباه الحاضرين ووسائل الإعلام التي تغطي المناسبة وجود حاخام يهودي قادم من الولايات المتحدة بين المشاركين في التظاهر. ودعا هذا الحاخام الله أن يزيل دولة إسرائيل، التي قال إنها أقيمت على أرض ليست لها.

واعتذر الحاخام اليهودي للشعب الفلسطيني عن الجرائم التي ارتكبت بحقه، وقال «إن الشعب اليهودي غير مقدر له أن تقوم له دولة، كما ورد في نصوص التوراة، لا سيما فوق أرض ليست له». وأضاف، «هذا الشيطان الشرير (دولة إسرائيل) يسيء لنا نحن يهود العالم.. فهو لا يمثلنا.. هذه حركة صهيونية فاسدة تستخدم اسم اليهود لارتكاب الجرائم واحتلال أرض ليست أرضهم.. وهذا يتنافى مع نصوص التوراة وممنوع في التوراة»..

وقال النائب، جمال زحالقة، عن «التجمع الوطني الديمقراطي العربي» في الكنيست الإسرائيلي، إن «الحرب لم تنته، واستمرار الحصار هو شكل من أشكال العدوان المستمر على مدى 24 ساعة على شعبنا في غزة». وأضاف «إسرائيل تقتل وتدمر وتلبس ثوب الديمقراطية وتدعي الرغبة في السلام، ويجب فضح هذه الازدواجية». وتابع القول «إن هوايات وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، هي الاستماع للموسيقى الكلاسيكية والعزف على البيانو وقتل الأطفال في غزة.. هذا مجرم حرب وتجب محاكمته، وليس استقباله بالأحضان». وجاءت المظاهرة متزامنة مع أخرى جرت في القاهرة، لمتضامنين أجانب منعوا من دخول القطاع للتضامن مع أهله في ذكرى الحرب.

وتمكن رئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية، من الحديث إلى المتظاهرين عند إيرز عبر الهاتف، وقال لهم «إن الشعب الفلسطيني اليوم أكثر قوة مما كان عليه قبل العدوان الإسرائيلي، ويتوق للحرية والاستقلال وإقامة دولته وعاصمتها القدس». وأضاف «إن صمود الفلسطينيين في الداخل يعزز صمودنا، ونحن نجحنا في التغلب على مخططات الاحتلال، وواثقون بأننا سنلتقي في المسجد الأقصى والقدس التي ستبقى عربية إسلامية».

وطالب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يتسحاق أهارونوفيتش، وعضو الكنيست، زفولون أورليف، والمستشار القانوني للحكومة، مني مزوز، بفتح تحقيق جنائي ضد عضو الكنيست العربي، طلب الصانع، بهدف تقديمه للمحاكمة بتهمة دعم «تنظيم إرهابي». وجاءت هذه المطالبة، حسب أهارونوفيتش، بعد أن أتاح الصانع لهنية استخدام جواله لمخاطبة المتظاهرين عند مدخل قطاع غزة. وقال أهارونوفيتش، «إنه لا يمكن القبول بأن يشكل أي شخص، ناهيك عن عضو كنيست في دولة إسرائيل، قناة لتنظيم إرهابي جل هدفه القضاء على دولة إسرائيل». وأضاف «إن هناك حدودا للاستهزاء بالقيم والمعايير المألوفة، علما بأن حتى فاتورة الجوال (جوال الصانع الذي تحدث عبره هنية) مدفوعة من قبل دولة إسرائيل». وأضاف وزير الأمن الداخلي في رسالته إلى مزوز أنه يجب تقديم طلب الصانع للمحاكمة بمقتضى أحكام قانون مكافحة الإرهاب، التي تقضي بفرض عقوبة سجن لمدة أقصاها 3 سنوات على مرتكب مخالفة كهذه.

وفي القاهرة تظاهر عشرات النشطاء الأجانب في عدة أماكن بوسط العاصمة المصرية القاهرة أمس تضامنا مع القضية الفلسطينية. وانتشرت قوات الأمن منذ الصباح الباكر في شوارع وسط القاهرة المؤدية إلى ميدان طلعت حرب قرب مقر حزب الغد المعارض، وميدان التحرير، أكبر ميادين العاصمة المصرية.

ورفع المتظاهرون لافتات بالعربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية كتب عليها: «الحرية لفلسطين»، و«أوقفوا الإبادة الجماعية في فلسطين». وطالبوا السلطات المصرية بفتح الحدود مع غزة والسماح بدخول قوافل المساعدات لأهلها المحاصرين.

وشهدت المظاهرة التي أطلق عليها المشاركون فيها اسم «مسيرة تحرير فلسطين بالقاهرة»، احتكاكات بين المتظاهرين والأمن المصري، بسبب محاولة المشاركين الاعتصام في وسط الشارع بميدان التحرير، إلا أن قوات الأمن منعتهم وأجبرتهم على البقاء فوق الرصيف، حيث اعتلوا السور الخاص به وعلقوا عليه لافتاتهم.

ولفت المظاهرة أنظار وتعليقات الموظفين بمجمع التحرير، أكبر مجمع حكومي بالقاهرة. فلأول مرة يرون متظاهرين بالميدان تعاملهم قوات الأمن بليونة، على عكس المتظاهرين المصريين الذين يعاملون بقسوة.

يقول ليث دونالد، وهو شاب إنجليزي: «دخلت إلى مصر بتأشيرة سياحية، وهدفي هو المشاركة في توصيل المساعدات للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة». وأعرب عن دهشته من تعامل الأمن المصري مع المتظاهرين، وقال: «لم يحدث قط أن رأينا قوات الأمن تمنع المتظاهرين من التوجه إلى حيث يريدون وتجبرهم على التظاهر في مكان معين!».

أما دورا ميشيل، وهي سيدة فرنسية في الخمسين من عمرها، فتسلقت سور رصيف ميدان التحرير وهي ترتدي العلم الفلسطيني، فأعربت عن خيبتها لمنع النشطاء الأوروبيين من التوجه إلى مدينة العريش في طريقهم إلى غزة. وقالت: «قضينا الليلة قبل الماضية (الثلاثاء) أمام السفارة الفرنسية، وليلة أمس (الأربعاء) أمام السفارتين الأميركية والبريطانية المتجاورتين، وسنقضي الليلة (أمس) هنا حتى يسمحوا لنا بالتوجه إلى العريش». وفي العريش واصل 35 ناشطا أجنبيا يحملون جنسيات مختلفة ومعهم عدد من المصريين، احتجاجاتهم لليوم الرابع على التوالي، لمنعهم دخول غزة،، ورددوا هتافات نددت بالجدار الفولاذي، واستنكروا استمرار الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.