لبنان: مزيد من ردود الفعل على نصيحة نصر الله إلى المسيحيين

وزير العدل يعتبر أن كلامه يضر أكثر مما ينفع وقاسم يرى فيه تعبيرا عن خسائر «14 آذار» المتتالية

TT

لا تزال ردود الفعل تتوالى على الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وتحديدا في تفسير ما قاله فيما يتعلق بـ«بعض المسيحيين» الذي اعتبره هؤلاء «تهديدا مبطنا». وفي هذا الإطار أوضح نائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، أن «النصيحة التي وجّهها نصر الله للمسيحيين في ذكرى عاشوراء كانت نابعة من إرادته رؤيتهم موحّدين ملتفتين إلى أن لبنان هو المكان الطبيعي السليم ليعيشوا فيه مع إخوانهم المسلمين». وأشار إلى أن نصر الله كان يريد أن يقول لبعض المسيحيين إن أميركا لم تنفع أحدا وأنّها أضرّت بكل حلفائها وأن التطورات السياسية تستدعي أن نلتف حول بعضنا. وأسف لوجود «قرار لدى بعض الفئات أن يواجهوا أي خطاب يمكن أن ينطلق منه الأمين العام لاعتقادهم أن كثرة السهام على كلام نصر الله يدرجهم في الساحة ويجعلهم قادرين على أن يكونوا رقما صعبا باعتبار أن من يواجه الصعب يمكن أن يصبح صعبا».

كلام قاسم جاء في حديث إذاعي. رأى فيه أن ردود مسيحيي «14 آذار» على خطاب نصر الله «تعبير عن الخسائر المتتالية التي أصيبت بها هذه القوى على المستوى السياسي».

وردا على سؤال، أشار الشيخ قاسم إلى أنه «ليس مطروحا أن تكون هناك زيارة لحزب الله إلى السعودية، ولم توجه دعوة إلى حزب الله، وكل الأخبار في هذا الإطار ما هي إلا أخبار صحف، والموضوع غير مطروح حاليا». وقال «تجاوزنا خطرا كبيرا لتسعير الفتنة بين السنّة والشيعة عمل عليها بعض المتضررين». وتمنى أن «تكون سنة 2010 سنة التعاون الفكري والسياسي بين السنّة والشيعة».

وردا على سؤال حول وساطة لـ«حزب الله» مع سورية لدعوة جنبلاط لزيارتها، أكد الشيخ قاسم أن «كل الأمور تتطور بشكل طبيعي، وكل شيء ينجح في وقته».

وأشار إلى أنه «في عام 2009 وصلت الولايات المتحدة إلى طريق مسدود في لبنان، وقد اقتنعت أنه لا إمكانية لها أن تدخل بشكل مباشر إلى لبنان من خلال حلفائها».

وعن قوة المقاومة، أوضح أن «المقاومة ازدادت قوة شعبيتها بمقدار ما وجه إليها من صواريخ واتهامات سياسية ونكتفي بالقول، من الناحية السياسية، إن الحزب يملك من القوة العسكرية ما يمكنه من مواجهة العدو والتغلب عليه».

إلا أن وزير العدل إبراهيم نجار قال إن كلام السيد حسن نصر الله للمسيحيين، «يضرّ أكثر مما ينفع؛ لأنه يخلق حساسيات، لا سيما أنني لم أر أي زعيم مسيحي يقول للشيعة أو للسنة: افعلوا هذا أو ذاك». أما النائب في تكتل «التغيير والإصلاح»، يوسف خليل، الذي شدد على أن «الزعيم المسيحي والزعيم الماروني حاليا هو العماد ميشال عون»، فقد اعتبر أن «نصيحة نصر الله الأخيرة هي نصيحة سياسية لبعض السياسيين المسيحيين». وشدد على أهمية أن «توضع أي نصيحة بموضعها وألا توضع كتحدٍ». وقال النائب في «القوات اللبنانية» أنطوان زهرا إن «كلام نصر الله كان توجيهيا وإرشاديا، يحمل تهديدا مبطنا، وإنه دعانا إلى التفكير بخياراتنا لأن خياراتهم هي الصحيحة، وقد تضمن اتهاما للمسيحيين، ولتاريخهم ولدورهم، ونحن نرفض هذا الاتهام، وهو اتهام مردود، خيار المسيحيين محسوم على مدى التاريخ، ولولا المسيحيون في لبنان لما كان هناك لبنان؛ الكيان المعروف حاليا». وفي رد على كلام عون بأن السلاح لن يأتي إلى الداخل، رأى زهرا أن «عون مستسلم لهذا المنطق، وهو يقيس الحركة السياسية ومصلحته فيها، وما إذا كانت تخيفه أم لا تخيفه، أما نحن فلا نخاف من السلاح، وإذا كان العماد عون يخاف ويذهب ويختبئ، أو يمارس شعورا بأنه أقلية ويعطيهم الحق، فهذه مشكلته لا مشكلتي، فأنا مع قوة الحق، ولست مع حق القوة بأن تفرض رأيها على أي إنسان». وأضاف «هل لدى المقاومة مصلحة في أن لا تبنى دولة في لبنان وأن لا يكون هناك سلطة وجيش؟ فلتبادر المقاومة إلى تسهيل بناء مثل هذه الدولة، وليس إلى عرقلة قيامها، كما حصل في الضاحية؛ عندما مُنعت الدولة من الدخول للتحقيق في جريمة حصلت هناك إلا بعد مرور وقت وتغيير المعالم».