السفير الإسرائيلي في واشنطن: الحوار مع أميركا لم يناقش الخيار العسكري ضد إيران

قال إن التركيز الرئيسي ينصب حاليا على صياغة وتطبيق العقوبات

TT

قال السفير الإسرائيلي في واشنطن أمس إن الحوار الإسرائيلي الأميركي بشأن إيران لم يصل إلى درجة مناقشة الخيار العسكري لضرب طموحاتها النووية وإنما يركز على العقوبات التي يمكن فرضها في عام 2010.

وفي ختام عام حاول فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما من دون نجاح الدخول في مباحثات مع إيران لوقف عمليات تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يستخدم في إنتاج القنابل النووية، قال السفير مايكل أورين إنه لم ير أية علامة على تخفيف الأميركيين لموقفهم من هذا المطلب الجوهري. وقال أورين في مقابلة مع رويترز: «إنني واثق تماما من التزام أميركا بمنع إيران من تخصيب اليورانيوم على أرضها، وهو هدف مشترك لنا». وقال: «موقفنا معا من إيران مترابط تماما، وهناك تعاون وثيق واتصالات مستمرة فيما بيننا».

وأثار المأزق الدبلوماسي الحالي التكهنات بأن إسرائيل التي ربما تخشى تحولا من جانب واشنطن إلى سياسة تقوم على احتواء إيران النووية على غرار الحرب الباردة، قد تلجأ إلى تنفيذ تهديداتها المبطنة وتوجه ضربة وقائية إلى عدوها اللدود إيران. وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت إسرائيل تواجه أية ضغوط أميركية بشأن الخيار العسكري المحتمل، قال أورين: «هذا ليس موضوعا مثارا. وهو ليس موضوعا للنقاش. كما أنه ليس موضوعا للمحادثات فيما بيننا لأننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد. ونحن لا نزال بعيدين جدا عن ذلك». وقال: «التركيز الرئيسي ينصب حاليا على صياغة وتطبيق العقوبات. هذا ما نحن فيه الآن». وتحدت إيران عدة جولات من العقوبات التي فرضها عليها مجلس الأمن الدولي واستمرت في تخصيب اليورانيوم من أجل ما تصفه بأنه مشروع سلمي للطاقة النووية. ويشك كثير من الخبراء في أن تستطيع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية أن تحشد الدعم الروسي والصيني لأي عمل جديد من جانب مجلس الأمن. وهذا ما يترك الخيار مقصورا أمام الولايات المتحدة وحلفائها على عقوبات منخفضة المستوى محدودة التأثير الاقتصادي.

وقال مسؤول حكومي إسرائيلي بارز اشترط عدم ذكر اسمه إن إسرائيل سترحب بمثل هذه الخطوة من جانب أوباما حتى لو كانت مجرد إشارة إلى استعداده للانتقال «من التفاوض إلى المواجهة».

ورفضت الحكومة الأميركية في العام الماضي وفي ظل رئاسة جورج بوش طلب إسرائيل لشراء طائرات للتزود بالوقود في الجو وقنابل مخصصة لاختراق التحصينات، فيما اعتبر تحذيرا منها بعدم محاولة مهاجمة إيران. وردا على سؤال بشأن وجود رفض مماثل لبيع عتاد عسكري استراتيجي منذ توليه منصبه في يونيو (حزيران) قال أورين: «لم يحدث. هذا ليس موضوعا للمناقشة بين الحكومة الإسرائيلية وبين حكومة أوباما». وتمتلك إسرائيل الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة وتقول إن هدفها هو أن تكون خيارا أخيرا للدفاع عن النفس. لكن بعض الخبراء المستقلين يعتقدون أن سلاحها الجوي التقليدي أصغر بكثير من إلحاق دمار دائم بمنشآت إيران النووية البعيدة والمتفرقة والمحصنة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد وجود تعاون وثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة على الصعيد الاستراتيجي، خاصة في ما يتعلق بمواجهة التسلح الإيراني. وقال نتنياهو في جلسة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إن «هناك تبادل معلومات وتقديرات مكثفة وتنسيقا سياسيا لا بأس به بيننا وبين واشنطن حيال إيران». وأضاف: «إنها (إيران) المشكلة الكبرى التي تواجهها إسرائيل الآن، والمصلحة العليا لنا هي منع امتلاك إيران السلاح النووي». وتحدث نتنياهو عما وصفه بالحدثين المهمين اللذين وقعا في إيران هذا العام، وقال إن الأول يتعلق بالسعي الجاد والتقدم الذي تم في إيران على صعيد امتلاك السلاح النووي، والثاني يتعلق بحالة التغيير التي شهدها المجتمع الإيراني، لجهة ازدياد المعارضة لسياسة الحكومة الإيرانية، وهو ما اعتبره يخدم مصلحة إسرائيل. وعرض نتنياهو أمام لجنة الخارجية ما تقوم به الولايات المتحدة لمحاصرة إيران ومنعها من امتلاك السلاح النووي، وأوضح نتنياهو أن الوقت بات قريبا لاتخاذ قرارات واضحة ضد إيران في حال فشلت المفاوضات الجارية الآن. وأبدى نتنياهو ارتياحه للدور الصيني والروسي المتمثل في الوقوف ضد إيران في امتلاك السلاح النووي، ولكنه أبدى تشككا في استمرار هذا الموقف.

ويعتقد نتنياهو أنه «خلال السنوات الأخيرة ينظر إلى إيران على أن نظامها يثير النفور، واليوم يثير حقدا كبيرا في صفوف الشعب (الإيراني). ويتم التعبير عن ذلك في الخارج، مما يشكل ورقة مهمة جدا لدولة إسرائيل». وعلى غرار كثير من الدول الغربية، تتهم إسرائيل الجمهورية الإسلامية بالسعي إلى امتلاك القنبلة الذرية تحت غطاء نشاطات نووية مدنية، وهو ما تنفيه طهران. وتعتبر إسرائيل إيران عدوها اللدود، لا سيما أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تحدث مرارا عن وجوب شطب الدولة العبرية من الخريطة.