زينة زوجة نجل بن لادن إلى طهران لتحريك ملف أولاد زعيم «القاعدة»

عمر بن لادن: أشقائي وأولادهم سيعودون فرادى من إيران

عمر وزينة في صورة حديثة لهما (خاصة بـ«الشرق الأوسط»)
TT

قالت زينة، زوجة عمر النجل الرابع لأسامة بن لادن زعيم «القاعدة»، إنها تقدمت بطلب للحصول على تأشيرة دخول إلى إيران لكسر الجمود في ملف شقيقة زوجها إيمان الموجودة في ضيافة السفارة السعودية في العاصمة طهران. وقالت إن أشقاء زوجها الخمسة وزوجة بن لادن السيدة خيرية (أم حمزة) يعيشون حياة طيبة داخل المجمع السكني على أطراف العاصمة طهران.

وأشارت في اتصال هاتفي أجرته معها «الشرق الأوسط» إلى أنها وزوجها عمر تحدثا هاتفيا أول من أمس، إلى عثمان نجل بن لادن (27 عاما)، الذي أكد على حسن تعامل السلطات الإيرانية مع أشقائه. وأشارت زينة إلى أن أولاد أسامة يعيشون في منازل متلاصقة مزودة بحدائق، ولديهم «لاب توب» (من دون إنترنت) وحمامات سباحة داخل المجمع السكني.

وأكدت أنها، من خلال اتصالاتها مع الجهات المعنية داخل العاصمة طهران، علمت أن أشقاء زوجها دخلوا إلى إيران بجوازات سفر غير سعودية وبأسماء مختلفة عن أسمائهم، مشيرة إلى أن زوجها عمر عندما خرج من أفغانستان كان يتنقل بجواز سفر سوداني تحت اسم عمر محمد عبود. ووجهت الشكر إلى الرئيس أحمدي نجاد على حسن معاملة السلطات الإيرانية لأولاد بن لادن.

من جهته، أعرب عمر، النجل الرابع لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن (29 عاما)، عن أمله في أن تتدخل الحكومة السعودية لصالح أشقائه بعد عودتهم إلى حضن وتراب الوطن. وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «جميع أشقائي ليس لهم ناقة ولا جمل في تهم الإرهاب التي طالت والدي، وهم أبرياء من هذه الآفة». وقال «(وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.. وأن سعيه سوف يرى). ولاؤنا أمس واليوم وغدا للتراب السعودي، ونشهد الله عز وجل على ذلك». وأضاف عمر بن لادن أن أشقاءه جميعا في حاجة ماسة إلى الاندماج في المجتمع السعودي، وهذا في حاجة إلى توصية خاصة.

وتحدث عن تجربته قبل أن يخرج من السعودية، والصعوبات التي واجهته بذريعة أنه نجل بن لادن. وبحسب النجل الرابع لابن لادن، فإن شقيقته إيمان وإخوانه سعد (29 عاما) وعثمان (25 عاما) وفاطمة (22 عاما) وحمزة (20 عاما) وبكر (15 عاما)، إضافة إلى زوجة بن لادن خيرية (أم حمزة)، يعيشون في إيران منذ هروبهم من أفغانستان مع الاجتياح الأميركي في 2001.

وأشار الشاب المقيم في قطر إلى أن السلطات الإيرانية تؤمن لهم السكن في مجمع سكني يخضع لحراسة مشددة في طهران، وهي «كريمة في إعاشتهم»، وأن طهران «لم تكن تعرف ماذا ستفعل بهذه المجموعة الكبيرة من العوائل العربية غير المرغوب فيها من أي طرف».

وذكر أيضا أن إخوانه المتزوجين والموجودين في إيران لديهم 11 ولدا، معربا عن أملهم في أن تسمح السلطات الإيرانية لجميع أفراد العائلة بمغادرة طهران للعودة إلى السعودية أو سورية.

وأعرب عمر بن لادن لـ«الشرق الأوسط» أمس عن اعتقاده أن جميع أشقاءه سيعودون قريبا من الديار الإيرانية واحدا بعد الآخر، وليس على دفعة واحدة، «سيعودون إلى حضن وتراب الوطن تحت راية الحكومة العادلة الرشيدة الكريمة، يأملون في الآية الكريمة (ولا تزر وازرة وزر أخرى) أن تكون خير نبع وعون لهم في الاندماج في المجتمع مع أهلهم وأقاربهم». وقال «نحن اليوم في حاجة إلى رعاية من الحكومة السعودية التي لن تتخلى عنا لأننا أبناؤها، ولها في رقبتنا بيعة وولاء».

وكانت «الشرق الأوسط» نشرت الأربعاء مقابلة مع عمر بن لادن، كشف فيها عن وجود 6 من أشقائه وزوجة أبيه (أم حمزة) في إيران منذ عام 2001، مؤكدا لجوء شقيقته إيمان إلى السفارة السعودية في طهران، بعد أن فرت من الحراسة المفروضة عليها. فيما قالت أولى زوجات أسامة بن لادن لـ«الشرق الأوسط» في اليوم التالي «يحتجز في مجمع سكني أولادي سعد وعثمان ومحمد وفاطمة وبكر وأولادهم وزوجاتهم، بالإضافة إلى السيدة خيرية (أم حمزة) زوجة بن لادن، أما ابنتها إيمان فهي في ضيافة السفارة السعودية في طهران». وشكر عمر بن لادن السلطات السورية التي استضافت ثلاثة من أشقائه على الرحب والسعة، وهم عبد الرحمن ورقية ونور، ووالدته السيدة نجوى الغانم.

وأشاد بالسلطات الإيرانية التي رعت أشقاءه الستة خلال تلك السنوات لأنهم لم يمسوا بأذى منذ عام 2001، وقال «الحقيقة أنهم في عيشة طيبة، ولم يقصر الإيرانيون في حسن معاملتهم»، وتمنى على الله أن يكمل الإيرانيون الجميل بإرسال أشقائه إلى البلد الذي يناسبهم.

وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي قال الأسبوع الماضي إن السفارة السعودية في طهران أبلغت السلطات الإيرانية بأن إحدى بنات بن لادن زعيم «القاعدة» موجودة في السفارة وتريد مغادرة البلاد.

وقال متقي متحدثا على شاشات التلفزيون الإيراني «أبلغتنا السفارة السعودية منذ بعض الوقت بأن إحدى بنات بن لادن موجودة في السفارة السعودية في طهران».

وأضاف «لا نعرف.. كيف دخلت السفارة السعودية، وكيف دخلت إيران أصلا.. وهويتها الحقيقية ليست واضحة لنا بعد.. عندما نتحقق من هويتها الحقيقية فسيمكنها مغادرة إيران بالتصريح المناسب».

ولم يشر متقي إلى أي أقارب آخرين لابن لادن يعيشون في إيران.