قائد القيادة الأميركية الوسطى: الرهينة البريطاني كان محتجزا لبعض الوقت في إيران

الجنرال بترايوس أكد تسليم زعيم «عصائب أهل الحق» للسلطات العراقية

TT

أكد أكبر قائد عسكري أميركي في منطقة الشرق الأوسط أمس أن البريطاني بيتر مور الذي خطف عام 2007 وأفرج عنه قبل ثلاثة أيام كان لبعض الوقت في إيران. كما أكد الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القيادة الأميركية الوسطى، أن الجيش الأميركي سلم فعلا قيس الخزعلي، زعيم جماعة «عصائب أهل الحق» التي خطفت مور وأربعة من حراسه، الذي كان يعتقله إلى السلطات العراقية.

وأوضح بترايوس للصحافيين في قصر الفاو قرب مطار بغداد: «تشير تقديرات أجهزتنا الاستخباراتية إلى أنه بالتأكيد أمضى بعض الوقت في إيران عندما كان محتجزا»، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وتابع: «أقول هذا استنادا إلى تقديرات الاستخبارات ولم يتسن لي سماع ذلك منه».

وأفرج الخاطفون الأربعاء عن مور، العامل في قطاع المعلوماتية وسلموه إلى السفارة البريطانية في بغداد. وكان مور خطف في بغداد في 29 مايو (أيار) 2007 مع حراسه الشخصيين الأربعة الذين تسلمت السلطات جثث ثلاثة منهم، ويرجح أن يكون الرابع قتل أيضا.

وتبنت «عصائب أهل الحق» الشيعية المتشددة عملية الخطف التي جرت في مكتب تابع لوزارة المالية بيد أربعين رجلا يرتدون زي الشرطة. وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية نقلا عن «مصادر موثوقة في العراق وإيران» أول من أمس الخميس أن الحرس الثوري الإيراني نظم عملية الخطف واقتاد الرهائن الخمسة إلى إيران في الساعات التي تلت. وأكد منشق عن «عصائب أهل الحق» في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» نشرتها في عددها الصادر أمس، الرواية، مؤكدا أن الخمسة نقلوا إلى إيران بعد أيام قليلة من خطفهم. لكن إيران نفت ذلك. ونقلت قناة «العالم» الإيرانية الناطقة بالعربية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمن باراست قوله إن «هذه المعلومات لا أساس لها».

وفي لندن، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أن مور (36 عاما) كان سيعود في وقت لاحق أمس «على الأرجح إلى بريطانيا». وسلم رفات ثلاثة من حراسه إلى السلطات البريطانية التي تفترض أن يكون الحارس الرابع ألان ماكمينمي قتل أيضا. واتهم دنيس ماكمينمي والد الحارس البريطاني الذي يعتبر ميتا، الخارجية البريطانية بـ«الخداع والكذب وبإخفاء معلومات» حول دور إيران في عملية الخطف.

إلى ذلك، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن بترايوس قوله إن الخزعلي، زعيم «عصائب أهل الحق» سلم إلى السلطات العراقية بموجب الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الولايات المتحدة والعراق التي تنص أيضا على تسليم من تحتجزهم القوات الأميركية للحكومة العراقية أو الإفراج عنهم. ونقلت الوكالة عن ممثل لـ«عصائب أهل الحق» قوله إن الجماعة لم تفرج عن مور إلا بعد أن تلقت تأكيدا بتسليم زعيمها للسلطات العراقية التي أفرجت في الأشهر الأخيرة عن نحو مائتين من عناصر الجماعة في إطار ما تعتبره الحكومة مصالحة وطنية ومسعى لإدماج الجماعة المنشقة عن «جيش المهدي» التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في العملية السياسية. وفي السياق نفسه، أكد خالد الأسدي، القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، أن جهود المصالحة الوطنية مستمرة من قبل الحكومة، لا سيما فيما يتعلق بالمجموعات المسلحة. وحول المعلومات التي أشارت إلى وجود صفقة لإطلاق سراح عناصر «عصائب أهل الحق» بمن فيهم زعيمها، قال الأسدي لـ«الشرق الأوسط» إن «جهود المصالحة مستمرة بهذا الاتجاه». وأكد أن إطلاق سراح المختطف البريطاني «كان ضمن جهود المصالحة».

إلى ذلك، نفى الشيخ صلاح العبيدي، المتحدث باسم التيار الصدري، علمهم بأمر الصفقة التي تتم من أجل الإفراج عن الخزعلي، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط»: «لا علم لنا بموضوع الصفقة مع (عصائب أهل الحق)، لا سيما أنه لا صلة لنا بهذه الموجوعة سواء من ناحية عملها أو ترتيبها المنفصل عنا».