رضا بهلوي: الأوضاع الحالية تشبه «المناخ الثوري» الذي سبق سقوط الشاه قبل 30 عاما

ولي عهد إيران السابق يحث المجتمع الدولي على التحرك ضد انتهاكات طهران.. ويطالب بسحب السفراء

رضا بهلوي (أ.ب)
TT

حث وليّ عهد إيران الأسبق رضا بهلوي، دول العالم أجمع سحب سفرائها من طهران احتجاجا على الإجراءات القمعية التي قامت به الحكومة الإيرانية ضد المتظاهرين الأسبوع الماضي. وطالب بهلوي، الذي يعيش في المنفى منذ إسقاط نظام حكم والده على يد الثورة الإسلامية في خطاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإجراء تحقيق دولي في الانتهاكات التي جرت خلال الاضطرابات.

وفي مقابلة مع «أسوشييتد برس» شبّه بهلوي المناخ السائد في إيران «بالمناخ الثوري» الذي سبق سقوط نظام والده قبل 30 عاما، عندما حلت الجمهورية الإسلامية محل الملكية. وأشار إلى أن الاختلاف بين الحالتين هو أن الشعب هذه المرة يعرف ما يريد (الديمقراطية العلمانية). ويتطلع بهلوي كقادة المعارضة المنفيين، المناوئين للنظام الحاكم في طهران، إلى لعب دور قيادي من المنفى في الوقت الذي يقوم فيه المتظاهرون بتحدي السلطات في الداخل الإيراني المضطرم. وفي خطابه حث بهلوي، الأمينَ العام للأمم المتحدة للضغط على إيران للإفراج عن المعتقلين و«العمل على وقف مسيرة الأحداث الدامية».

وكان عدد من الأشخاص قُتلوا بين المتظاهرين الأحد الماضي في ذكرى عاشوراء، فيما اعتُقل المئات في أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ الانتخابات الرئاسية المتنازَع عليها في يونيو (حزيران). وقال بهلوي إن استدعاء السفراء قد يكون «تحركا بسيطا لكنه إشارة واضحة» من قِبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على دعمهم لحقوق المواطنين الإيرانيين ومعارضتهم للانتهاكات التي تمارسها السلطات الإيرانية ضد المواطنين.

وقال بهلوي في المقابلة مع «أسوشييتد برس» التي أُجريت معه عبر الهاتف: «ما نشهده في إيران اليوم هو شعور الغالبية العظمى». ويعيش ولي العهد السابق - البالغ من العمر 49 عاما والذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له - في أوروبا الآن، إلا أن مكان إقامته لم يُكشف عنه لاعتبارات أمنية. وأضاف: «يمكنني تشبيه المناخ الحالي في إيران بنفس مناخ عام 1979 قبل 30 عاما والذي أدى إلى مناخ ثوري والذي أعتقد أنه بلغ الحد ذاته في إيران الآن».

وكان الشاه محمد رضا بهلوي قد أطيح بنظامه في 11 فبراير (شباط) عام 1979، حيث فر من إيران وتنقل من دولة إلى أخرى إلى أن توُفّي في مصر عام 1980 بعد معاناة مع مرض السرطان. أما ابنه الذي يقيم في باثيسدا بولاية ميريلاند فيسافر كثيرا إلى فرنسا. وقال بهلوي الابن: «الاختلاف الأكبر بين الحالتين هو أنه إذا كان التركيز الوحيد في السابق هو إسقاط النظام السابق على الرغم من عدم معرفة الإيرانيين بما سينتهي إليه الأمر، فإنهم هذه المرة يعرفون ما لا يريدونه وهو النظام الحالي، لكنهم أيضا يعرفون ما يرغبون به».

وأشار أيضا إلى أنه يعتقد أن الغالبية العظمى من الإيرانيين ترغب في ديمقراطية علمانية بدلا من النظام الديني. ويصر بهلوي كغالبية قادة المعارضة في المنفى على أن حركة المظاهرات لا تركز بشكل أساسي على شخصية قيادية مثل مير حسين موسوي أو شخصية قيادية مثل مهدي كروبي. وتقول مجموعات المعارضة الذين لا يُتوقع انضمامهم إلى القوات إنهم على اتصال بشخصيات بارزة داخل إيران.

وقالت مريم رجوي زعيمة «مجاهدين خلق» إن مجموعتها ستناصر موسوي «على الرغم من ماضيه، إذا ما قبل بالنأي بنفسه عن الديكتاتورية الدينية». وكان جيش «مجاهدين خلق» الذي يتخذ من العراق مقرا قد تعرض لنزع سلاحه من قِبل الولايات المتحدة، فيما لا تزال المنظمة على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية.

وقالت رجوي في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» عبر الهاتف: «التغيير يجري في إيران، ولن يتوقف حتى ينتهي النظام». فيما بدا أبو الحسن بني صدر أول رئيس لإيران بعد الثورة والذي يعيش حاليا في باريس أقل تفاؤلا حيال التغيير في إيران. وقال بني صدر: «من ناحية الشرعية، فشرعية النظام انتهت، لكن لديه ثلاث وسائل متداخلة تمكّنه من الاستمرار: عائدات النفط، وقوات القمع، والخوف».

وبالنسبة إلى بهلوي الذي ينادي بالعصيان المدني فإن النضال الحالي «لحظة تراكمية». ويرى أن إيران ستشهد تحولا سلميا، على عكس حمّام الدم الذي رافق الإطاحة بوالده، مع كون بعض الأجهزة الأمنية جزءا من الحل». وزعم إن بعض أفراد الأجهزة الأمنية أظهروا في بعض المواقف تعاطفا تجاه المتظاهرين وما سماه تعاونا لرفض الأوامر بالتحرك. وكان الصحافيون الأجانب في طهران قد مُنعوا من تغطية المظاهرات، واعتمدت وسائل الإعلام الخارجية في تغطياتها على مقاطع الفيديو والتقارير التي ترد من المواطنين الإيرانيين. وأشار بهلوي إلى أنهم الآن بحاجة إلى استراتيجية خروج حتى يتمكنوا من رفض التعاون مع النظام والانضمام إلى الساعين إلى التغيير. ولم يُعرف بعد إلى الآن مدى الثقل الذي تتمتع به صفوف المعارضة المنفية في الداخل الإيراني، أو عدد الراغبين في عودة الملكية بالنسبة إلى بهلوي. بيد أنه أكد أنه لا يهدف إلى ذلك. وقال: «الأمر لا يتعلق بي، فأنا لست هنا لأدافع عن أي شيء سوى الحرية والديمقراطية للشعب الإيراني في المقام الأول، وقد حددت ذلك كمهمة أساسية لي في الحياة». بيد أنه اعترف بالقول: «إنني أحمل على عاتقي الثقل التاريخي لمؤسسة قد أكون ممثلا لها».