حركة الشباب الصومالية تعلن عزمها إرسال مقاتلين لليمن بعد الضربات ضد «القاعدة»

وزير الإعلام الصومالي قال لـ «الشرق الأوسط»: تصريحاتهم «تنم عن غباء سياسي»

TT

أعلنت حركة الشباب المجاهدين الصومالية، المناوئة للسلطة في بلادها أمس، عزمها إرسال مقاتلين لليمن. وقال وزير الإعلام الصومالي طاهر جيلي لـ«الشرق الأوسط» إن ما صرحت به الحركة «ينم عن غباء سياسي منقطع النظير».

وأعلن الشيخ مختار روبو أبو منصور، الرجل الثاني في حركة الشباب المجاهدين، أن الحركة سترسل مقاتلين إلى اليمن للمساعدة على محاربة من وصفهم بـ«أعداء الله»، في إشارة إلى السلطات الحكومية اليمنية التي تشن حملة على فلول «القاعدة» في مناطق بوسط وجنوب اليمن.

وقال أبو منصور، الذي سبق وتلقى تدريبات عسكرية تابعة لتنظيم القاعدة بأفغانستان خلال حكم حركة طالبان «قلنا لإخوتنا المسلمين في اليمن إننا سنعبر البحر. ونصل إليهم لمساعدتهم على محاربة أعداء الله». وأعلن أبو منصور ذلك عندما كان ينظم استعراضا بمشاركة مئات المقاتلين في مناطق المتشددين المناوئين للحكومة بالصومال. وفيما امتنع «أبو منصور» عن الرد على أسئلة «الشرق الأوسط»، طالبا معاودة الاتصال به في وقت لاحق لأن الوضع غير مناسب له حاليا، أوضح مصدر مسؤول في حركة الشباب لـ«الشرق الأوسط» أن ما أعلنه «أبو منصور»، يعني أن إرسال مقاتلين إلى اليمن سيأتي بعد الانتهاء من تسوية الوضع في الصومال والقضاء على السلطة الانتقالية بقيادة الرئيس الصومالي الحالي شريف أحمد.

ونفى المصدر أن يكون «أبو منصور» يعني بهذه التصريحات اعتزام الحركة مساندة المتمردين الحوثيين الذين يشنون قتالا ضاريا ضد الجيش اليمنى، قائلا إن «المسألة ليست الحوثيين، وإنما هي رد فعل لمن قتلهم الأميركيون مؤخرا في مدينة أبين اليمنية»، في إشارة إلى عناصر «القاعدة» ممن استهدفتهم القوات اليمنية في منتصف وأواخر الشهر الماضي. وأكد اليمن أن قواته هي التي شنت هذه الضربات، نافيا مشاركة أميركية.

وتعليقا على ما أعلنته حركة شباب المجاهدين الصومالية، قال وزير الإعلام الصومالي طاهر جيلي لـ«الشرق الأوسط» إن تصريحات الحركة لا تنم عن ذكاء سياسي أو رعاية حقيقية للشعب الصومالي، مضيفا قوله إن «موقفنا كحكومة معروف بالنسبة لليمن.. هي بالنسبة لنا دولة شقيقة، وجارة، وما زالت تقدم مساعدات للشعب الصومالي، سواء لمن انتقلوا (إليها) كلاجئين، أو للحكومة الصومالية على عدة مستويات».

وأوضح جيلي أن اعتبار الحرب على اليمن مسألة شرعية «أمر مرفوض» جملة وتفصيلا من الشعب والحكومة والرئيس في الصومال، معتبرا أن «الدول الموجودة في الجزيرة العربية دول شقيقة نحن أحوج للتعاون معها». وقال إن الحديث عن غزو هذه الدول «غباء سياسي منقطع النظير»، مشيرا إلى أن هناك عملية استعداء للمجتمع الدولي على الصومال.

ووصف جيلي تصريح حركة شباب المجاهدين بأنه «مؤلم للشعب الصومالي.. كيف يمكن تحرير بلاد مسلمة من سكانها؟.. هذه قضايا لا يعقلها لا إنسان مسلم أو غير مسلم. هذا كلام غوغائي من أشخاص لا يملكون أي فهم سياسي أو شرعي».

وردا على سؤال حول قدرة الحركة على إرسال قوات إلى اليمن، قال وزير الإعلام الصومالي «لو تُركوا بمفردهم لما استطاعوا الوصول إلى اليمن، فسياراتهم وآلياتهم العسكرية المتهالكة لا تمكنهم من الوصول إلى السواحل والحدود اليمنية».

وأضاف «طبعا ليس هناك أدنى احتمال لنجاحهم في هذا، لكن طبيعة قتال (القاعدة) هي الإعلان عن نوايا خبيثة لاستعداء الآخرين والقيام بعمليات يسقط من جرائها ضحايا ومن ثم بقاء الوضع على ما هو عليه».

ورأى الوزير الصومالي أن حركة الشباب مرتبطة بتنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن مصطفى أبو اليزيد الرجل الثالث في التنظيم قال إن «القاعدة» موجودة في الصومال قبل عشر سنوات.

وتعهد جيلي بأن تبذل الحكومة الصومالية قصارى جهدها لتحقيق الاستقرار والسلام في البلاد، مشيرا إلى أن الدول المجاورة والقريبة من الصومال قادرة على حماية أراضيها وسواحلها من أي خطر.

وحول وجود معلومات عن عمليات تهريب مقاتلين وأسلحة من الصومال إلى اليمن، قال جيلي «كوزير للإعلام لا أتابع بالتفاصيل هذه الأمور، لكن هناك تسريبات وعمليات إرهابية تحدث هنا بشكل يتماثل مع عمليات جرت في دول أخرى»، معتبرا أن العمليات الانتحارية والتفجيرات التي تتم في الصومال من قبل عناصر حركة الشباب، لا تنم عن مستوى رفيع من القوة العسكرية، وإنما هي محاولة للفت الانتباه واستخدام لغة المزايدة السياسية لكسب أنصار من الداخل والخارج واستعداء العالم كله على الصومال.