باكستان: مقتل 70 شخصا في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة على ملعب للكرة الطائرة

مقتل 4 وجرح خامس في غارة أميركية على وزيرستان

TT

قُتل 40 شخصا على الأقل، وأصيب العشرات بجروح، أمس، عندما فجر انتحاري سيارة كان يقودها وسط حشد من القرويين الذين كانوا يشاهدون مباراة للكرة الطائرة في شمال غربي باكستان، بحسب حصيلة للشرطة، وأصيب أكثر من 50 شخصا بجروح في التفجير الذي حصل في قرية شاه حسن خان في إقليم بانو في الولاية الحدودية الشمالية الغربية، التي تكثر فيها الهجمات والتفجيرات التي ينفذها متمردو طالبان، انتقاما من الحملات المتعددة التي يشنها الجيش على معاقلهم.

وقال قائد الشرطة في إقليم بانو المضطرب، محمد أيوب خان، لوكالة الصحافة الفرنسية: «احتشد القرويون لمشاهدة المباراة بين فريقي القرية عندها قاد الانتحاري سيارة نقل إلى حيث يتجمعون وفجرها»، وأضاف: «قُتل 40 شخصا على الأقل والحصيلة مرشحة للارتفاع»، وأكد حبيب الله خان المسؤول المحلي عن الشرطة أن التفجير حصل عندما كان فريقا القرية يلعبان بحضور جمع كبير من المتفرجين، مضيفا أن التفجير أدى كذلك إلى إصابة 50 شخصا بجروح في قرية شاه حسن خان التي تبعد نحو 30 كلم عن مدينة لاكي مروة، القريبة من حدود ولاية وزيرستان الجنوبية القبلية التي تعد معقلا لطالبان الباكستانية.

وقال مشتاق مروات العضو في مجموعة محلية مناهضة لطالبان لمحطة «جيو» التلفزيونية الخاصة إن «لجنة السلام» كانت مجتمعة في مسجد قريب عندما هاجم الانتحاري ملعب كرة الطائرة في الخارج، وأضاف: «سمعنا دويا هائلا، خرجنا ورأينا جثثا ممدة وجرحى في كل مكان. دمر الانفجار عشرة منازل وثلاثة متاجر»، متوقعا ارتفاع الحصيلة بشكل كبير.

وقال محمد أيوب خان إنه تم إخراج نساء وأطفال من تحت أنقاض منزل مجاور هدمه الانفجار، مضيفا أن «القرية تحاول بإمكانياتها المحدودة التعامل مع مخلفات الانفجار الكبير»، وأضاف أنها «منطقة نائية بسيطة والعيادة المحلية ليس فيها طبيب. لقد نقل السكان الجرحى في سياراتهم إلى مستشفى لاكي مروة»، وقد شنت الشرطة والجيش حملة على المقاتلين المتمردين في بانو في أواخر عام 2009 وأعلنت أنها تمكنت من تطهير معاقلهم، لكن حركة التمرد استمرت، وقال خان إنه يعتقد أن المتطرفين الإسلاميين وراء التفجير، وقال أيضا: «يبدو أنهم وجدوا الفرصة في تنفيذ هذا الهجوم»، وقد أدان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني التفجير، وقال في بيان صادر عن مكتبه: «إن هذه الأعمال الإرهابية لن توهن عزم الحكومة عن محاربة التهديد الإرهابي حتى اقتلاعه بالكامل»، وفي 17 أكتوبر (تشرين الأول) أرسل الجيش قرابة 30 ألف جندي إلى وزيرستان الجنوبية حيث يتمركز عناصر طالبان الباكستانية، هذا وقد وتدهور الوضع الأمني في باكستان منذ سنتين ونصف، حيث أدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 2800 شخص منذ يوليو (تموز) 2007، وردّ المتمردون على حملة الجيش بتصعيد الهجمات التي تستهدف المدنيين، الأمر الذي يسبب وقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، وقد قتل 43 شخصا الاثنين في تفجير انتحاري خلال موكب شيعي في ذكرى عاشوراء في مدينة كراتشي جنوب باكستان.

الى ذلك أصيبت كراتشي العاصمة التجارية لباكستان بالشلل تقريبا أمس مع دعوة زعماء السياسة والدين للإضراب احتجاجا على العنف بعد أن قتل مهاجم انتحاري 43 شخصا في موكب للشيعة هذا الأسبوع. وأعلنت طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع يوم الاثنين في موكب كبير للشيعة وهددت بإراقة مزيد من الدماء. وتأتي احتمالات تصاعد العنف في وقت حرج للرئيس آصف علي زرداري الذي يواجه توترا سياسيا بسبب إمكانية تجدد اتهامات بالفساد لبعض مساعديه. وكان زرداري قد تعهد بهزيمة طالبان و«القاعدة»، لكن الجماعتين المتشددتين ما زالتا على تحديهما وقتلتا مئات الأشخاص في تفجيرات على الرغم من حملات حكومية كبيرة ضدهما. وفي مؤشر على تنامي القلق بشأن هجمات طالبان و«القاعدة»، قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة أمس إن المنظمة تعتزم سحب بعض موظفيها الدوليين من باكستان. وأضحى المتشددون أكثر تحديا في محاولتهم للإطاحة بالحكومة وفرض تفسيرهم المتشدد للشريعة الإسلامية ومن بين ذلك الجلد والإعدام العلني لأي شخص يخالفهم.

وأظهرت مذبحة كراتشي مدى قدرتهم على الخروج من معاقلهم في الحدود مع أفغانستان والوصول إلى المدن الكبرى ومن بين ذلك هجوم بالقرب من مقر للجيش.

وخلت شوارع كراتشي من المارة تقريبا. وأغلقت البورصة، التي عادة ما تعمل في اليوم الأول من العام، أبوابها. وألقت الشرطة القبض على 18 شخصا منذ أدت أعمال الشغب التي أشعلتها التفجيرات إلى تدمير مئات من المتاجر مما كبد أكبر مدينة باكستانية خسائر بنحو 30 مليار روبية 356 مليون دولار. وجابت دوريات من الشرطة وقوات الأمن المدينة، لكن السكان لم يخاطروا بالخروج. وعلى الرغم من أن المستثمرين في باكستان اعتادوا على وقوع هجمات يومية تقريبا في الشمال الغربي، فإنه كان للعنف في كراتشي تأثير مباشر بشكل أكبر على أسواق المال ومعنويات المستثمرين. ويخشى المحللون من أن يؤدي مزيد من الهجمات إلى زيادة الشكوك حول انتعاش اقتصاد البلاد الذي يعاني حاليا من كساد حقيقي؛ إذ بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2008 - 2009 اثنين في المائة وهو تقريبا معدل النمو السكاني نفسه. من جانب آخر، صعدت الولايات المتحدة، التي أصابها الإحباط مما تقول إنه تخاذل من جانب باكستان في سحق المتمردين الذين يعبرون الحدود لمهاجمة القوات الغربية في أفغانستان، غاراتها بمقاتلات من دون طيار على من يشتبه في أنهم متشددون. وبينما أسفرت الهجمات عن قتل قياديين من «القاعدة» وطالبان، فإنها أثارت غضب الباكستانيين من الأميركيين. وقال مسؤولون أمنيون إن طائرة أميركية من دون طيار قتلت أربعة على الأقل من المتشددين كانوا يستقلون سيارة في منطقة وزيرستان الشمالية على الحدود مع أفغانستان أمس.