كوريا الشمالية تدعو لإنهاء العداء مع أميركا

بيونغ يانغ تريد علاقات مع واشنطن قبل المحادثات النووية

TT

دعت كوريا الشمالية إلى إنهاء حالة العداء مع الولايات المتحدة، وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وذلك في رسالة قدمتها أمس بمناسبة العام الجديد. وقد جاءت هذه الرسالة بعد أسابيع من تلميح بيونغ يانغ إلى احتمال قبولها استئناف المحادثات الخاصة ببرنامجها النووي. وكانت بيونغ يانغ قد قدمت تعهدات مماثلة من قبل، فيما حذر محللون من أنها قد تطلب محادثات منفصلة؛ لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع الولايات المتحدة قبل موافقتها على استئناف المحادثات النووية التي تشارك فيها ست دول.

وقالت كوريا الشمالية في مقالة نشرتها وكالة الأنباء الرسمية: إن «المهمة الأساسية من أجل إرساء السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وعموم آسيا هي إنهاء العلاقات العدائية بين جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والولايات المتحدة». وأضافت أن كوريا الشمالية «تتبنى موقفا ثابتا يقوم على إرساء سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية، والتوصل إلى نزع الأسلحة النووية عبر الحوار والمفاوضات».

وفي واشنطن، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن على كوريا الشمالية أن تثبت حسن نواياها من خلال العودة إلى طاولة المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي، في إشارة إلى المفاوضات التي تشارك فيها الصين، وكوريا الشمالية، وكوريا الجنوبية، واليابان، والولايات المتحدة، وروسيا. وأكد هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «الأفعال أهم من الأقوال، وأن القيام بخطوة إلى الأمام يتمثل في العودة إلى المفاوضات السداسية».

ومن جانبها، ذكرت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية أن هذا النص يتميز عن بيان العام الماضي بتأكيده على «الحوار والمفاوضات»، بينما شددت بيونغ يانغ في 2009 على التزامها بنزع الأسلحة النووية والسلام دون أن تشير إلى الحوار.

وكان المبعوث الأميركي ستيفن بوسوورث قد صرح مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد عودته من زيارة لبيونغ يانغ أن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية «متفقتان في وجهات النظر» حول ضرورة استئناف المفاوضات الخاصة بالملف النووي، التي أنهتها بيونغ يانغ في أبريل (نيسان) الماضي. إلا أن الدبلوماسي الأميركي قد أوضح، بعد مهمته التي استمرت ثلاثة أيام، أنه لا يعرف ما إذا كان هذا التطابق في وجهات النظر يعني عودة كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات أم لا. وقال في مؤتمر صحافي: «توصلنا إلى اتفاق في وجهات النظر مع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية حول ضرورة تطبيق الإعلان المشترك (الذي صدر في 2005)، واستئناف المفاوضات السداسية». وأضاف: «بقي علينا أن ننتظر لنرى متى وكيف ستعود كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات؟».

وتجدر الإشارة إلى أن المفاوضات السداسية كانت قد بدأت عام 2003، وعقدت آخر جلساتها عام 2008. وفي سبتمبر (أيلول) عام 2005، أعلنت مجموعة الست أن كوريا الشمالية تعهدت بالتخلص من أسلحتها النووية مقابل الحصول على مساعدات وحوافز دبلوماسية، وإجراء محادثات حول التوصل إلى معاهدة سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية. هذا وتدعو الولايات المتحدة، وكل شركائها - الصين وكوريا الجنوبية واليابان وروسيا - كوريا الشمالية إلى استئناف محادثات نزع الأسلحة النووية التي انسحبت منها بيونغ يانغ في أبريل الماضي بعد صدور قرار دولي بحقها تضمن توبيخا لإطلاقها صاروخا بعيد المدى.