2009 نهاية عقد : الفصل الأخير في حياة مايكل جاكسون

نهاية الأسطورة السمراء

TT

25 يونيو (حزيران) من هذا العام.. تاريخ حفظه عشاق مغني البوب الأميركي مايكل جاكسون الذي توفي في هذا اليوم عن عمر يناهز 50 عاما، في مستشفى المركز الطبي لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس. لم يعلن عن سبب الوفاة في حينها وإنما صدرت شهادة وفاة في يوم حفل تأبيه من دون تحديد السبب.

وبعد ذلك بعدة أسابيع أصدر معهد الطب الشرعي بيانا موضحا فيه سبب الوفاة: «تسمم خطر بمادة بروبوفول». وهذه المادة هي مادة مخدرة بالغة التأثير كان يستخدمها جاكسون لمقاومة الأرق على ما أفاد آخر أطبائه كونراد موراي. يحظى جاكسون بجنازة تابعها مئات ملايين الأشخاص في العالم عبر محطات التلفزة الفضائية في مزرعته، نيفرلاند، في كاليفورنيا. وقد انفرد جاكسون بأدائه الراقص والغريب، المترافق مع ملابسه الأكثر غرابة ما جعله صاحب الأسبقية. وخلال سنين غنائه حصل على العديد من الجوائز بلغت 405 جوائز من ضمنها جائزة World Music Award كأفضل مغن يحقق مبيعات في هذه الألفية، وعلى American Music Awards باعتباره مغني القرن. ويوم جنازته وقفت باريس، ابنة مايكل ذات الـ11 عاما، لتخطف الأضواء بكلمتها المؤثرة، حيث أبدت شجاعة في مواجهة الجمهور، وقالت: «منذ لحظات ولادتي وجميع مراحل حياتي، كنت أفضل أب يمكن أن أتخيله». سمع العالم صوتها المتهدج بالبكاء وهي تقول: «أريد فقط أن أقول إنني أحبه كثيرا».

بدا جاكسون رجلا غريبا ذا موهبة واسعة وحياة خاصة ضيقة وغامضة. بدا مثيرا للانتباه بغنائه ورقصاته وابتكاراته الفنية، وكذلك بالعمليات التجميلية الكثيرة التي حولت بشرته من الأسود إلى الأبيض الباهت، بعد إصابته بالبهاق.. أجرى لأنفه عملية تجميل أيضا جعلت هذا الأنف أصغر مما كان في السابق. وتعرض بعد ذلك لأزمة حين جرى اتهامه بالإساءة الجنسية إلى الأطفال، لكنه بُرئ منها في عام 2005.

وانتشرت حوله شائعة أنه دخل الدين الإسلامي، خاصة بعد أن أعلن شقيقه جيرمان جاكسون اعتناقه للإسلام في منتصف الثمانينات، وغير اسمه إلى محمد عبد العزيز، وهو أكثر إخوة مايكل قربا له منذ الصغر. ولجاكسون تسعة أشقاء هم: روبي، وجاكي، وتيتو، وجيرماين، ولاتويا، ومارلون، وراندي وجانيت. وولد جاكسون لعائلة من الطبقة المتوسطة، كان والده جوزيف والتر ووالدته كاثرين اسثير، وعانى كثيرا في طفولته من سوء معاملة والده له.

ظهر جاكسون للمرة الأولى على المشهد الغنائي وعمره لم يتجاوز الحادية عشرة، كعضو في فريق العائلة الغنائي (جاكسون فايف). واشتهر بالعديد من الأغاني التي ظهرت في مجموعة ألبوماته، من أقواها ألبوم «ثريلر» في عام 1982، الذي تضمن أغاني مثل «بيت ات» و«بيل جين». وسجل هذا الألبوم رقما غير مسبوق لمبيعات الأسطوانات في التاريخ، إذ بيع منه 21 مليون نسخة في الولايات المتحدة و27 مليون نسخة في الخارج.

وعلى صعيد جولاته الغنائية العالمية كان آخر غناء علني له في بريطانيا خلال حفل توزيع جوائز «ميوزيك أووردز» الموسيقية عام 2006. لكن الموت لم يمهله الوقت ليقوم بجولته الفنية الجديد حيث كان مقرراً له أن يُحيي 50 حفلة غنائية تمتد من يوليو (تموز) 2009 إلى فبراير (شباط) 2010، لتأتي نهاية رجل استطاع بذكائه وموهبته أن يجعل العالم كله يعرفه ويعرف اسمه ويغني أغانيه.