رحيل مرشح الرئاسة اليمنية المنافس الأخير لصالح.. فيصل بن شملان

اتصف بالنزاهة والاستقامة ودارت شائعات عن علاقته بـ«الإخوان المسلمون»

TT

في أول يوم من أيام العام الميلادي الجديد 2010، رحل إلى بارئه المهندس فيصل بن شملان، مرشح الرئاسة اليمنية باسم المعارضة «تكتل اللقاء المشترك»، في سبتمبر (أيلول) عام (2006)، عن عمر ناهز 75 عاما، وذلك بعد صراع مع مرض عضال.

وذكرت مصادر في المعارضة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» أن بن شملان، توفي مساء أمس في شقته في عدن بعد أن عاد مؤخرا من رحلة علاجية في الهند، حيث تدهورت صحته فجأة.

وولد بن شملان عام 1934م بمحافظة حضرموت، قبل أن يدرس المراحل الدراسية الأولى في منطقة غيل باوزير والثانوية في جمهورية السودان، ثم تخرج في جامعة كينغستون في بريطانيا متخصصا في الهندسة المدنية.

ولدى بن شملان ولد واحد وأربع بنات. وبدأ بن شملان، الذي وصف من قبل أصدقائه وخصومه بالنزاهة والاستقامة، مسيرته في الجهاز الحكومي، عام 1967، كوزير للأشغال العامة والمواصلات في أول حكومة شكلت في الشطر الجنوبي من اليمن (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، بعيد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، إبان عهد الرئيس الراحل قحطان الشعبي. وكان بن شملان وزيرا للنفط في حكومة الرئيس علي عبد الله صالح التي شكلت عام 1994م، إلا أنه استقال في مارس (آذار) عام 1995م «احتجاجا على الفساد»، كأول وزير يمني يستقيل، كما أنه استقال من عضوية مجلس النواب (البرلمان) في عام 2001، وذلك احتجاجا على تمديد البرلمان لنفسه، فترة جديدة.

واختارت المعارضة اليمنية المنضوية تحت إطار «تكتل اللقاء المشترك» الذي يضم نحو ستة أحزاب رئيسية في البلاد، بن شملان كمرشح لها لخوض الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، في الانتخابات التي جرت في سبتمبر (أيلول) عام 2006م، وكان منافسا شرسا، وخطيبا مفوها.

وبعد رحيله عن عمر يناهز قرنا إلا ربع، لم يعرف بعد - في اليمن - الانتماء السياسي الحقيقي للسياسي اليمني الراحل فيصل بن شملان، على الرغم من أنه عاصر المراحل كافة، بدءا من استقلال الجنوب عن بريطانيا، ومرورا بصراعات الشطر الجنوبي، وكذا فترة الوحدة اليمنية، وانتهاء بموقع المرشح الأبرز المنافس للرئيس صالح.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر في المعارضة اليمنية أن بن شملان سيشيع إلى مثواه الأخير في مقبرة الحسوة بمدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، بعد الصلاة عليه في أحد مساجد مدينة البريقة.