قيادي كردي: لا شروط مسبقة للتفاوض مع عرب الموصل

مساع أميركية لمصالحة قائمتي «الحدباء» و«المتآخية»

TT

كشف قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، عن أن زيارة الجنرال ريموند أوديرنو، قائد القوات الأميركية في العراق، لمدينة الموصل مؤخرا، تأتي في سعي منه لإجراء مصالحة بين قائمتي «الحدباء» العربية وقائمة «تآخي نينوى» الكردية. وكانت قائمة «التآخي» الكردية قد فازت بثلث عدد مقاعد محافظة نينوى، ومركزها الموصل، في انتخابات مجالس المحافظات، التي جرت في يناير (كانون الثاني) الماضي، غير أن قائمة «الحدباء»، التي تضم شخصيات عربية قومية، حصلت على معظم المناصب المهمة في المحافظة، مما أدى إلى مقاطعة الأعضاء الأكراد لجلسات المجلس. كما شهدت المحافظة توترات في المناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد.

وقال خسرو كوران، مسؤول مكتب تنظيمات حزب بارزاني في الموصل ورئيس الكتلة الكردية في مجلس إدارة المحافظة، لـ«الشرق الأوسط» إن «الخلافات القائمة بين قائمتي (تآخي نينوى) و(الحدباء) العربية يجب أن تحل في إطار توافقي، فلا يمكن في اعتقادنا لأي طرف كان أن يستأثر بحكم منفرد للمحافظة، خاصة أنها تضم مكونات عديدة وهي في حاجة إلى حكم توافقي»، وأضاف أن «هناك محاولة أميركية لإجراء المصالحة بين القائمتين يقودها الجنرال ريموند أوديرنو قائد القوات الأميركية في العراق، حيث زار المحافظة مؤخرا، واجتمع بأطراف المشكلة للاستماع إلى آرائهم ومطالبهم، ونحن من جهتنا ليست لدينا أي شروط مسبقة لدخول حوار جدي وبناء لإنهاء تلك الخلافات بشكل توافقي». وكان الجنرال أوديرنو قد اقترح في وقت سابق تشكيل قوات ثلاثية؛ الجيش العراقي، وقوات البيشمركة الكردية، والقوات الأميركية، لنشرها في المناطق المتنازع عليها في المحافظة. وحول الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية عن وجود نية لدى الحكومة المركزية في بغداد لإرسال قوات عسكرية إلى كل من محافظتي الموصل وكركوك لضبط الأمن فيهما تمهيدا لإجراء الانتخابات التشريعية القادمة، قال كوران: «لسنا قلقين من إرسال القوات العراقية إلى الموصل. وبحسب ما سمعنا، فإن هذه القوات تأتي إلى المحافظة في إطار تغيير دوري وعادي للقوات العسكرية، حيث يستبدل لواء عسكري بآخر، وهذه الإجراءات الروتينية لا تبعث على القلق، ولكننا نعترض فقط على إرسال القوات إلى المناطق المتنازع عليها، لأن استقدام القوات إلى المناطق التي تعاني بسبب أوضاع أمنية مضطربة أمر عادي، أما إلى المناطق المتنازع عليها فيجب أن يكون في إطار تنسيق كامل بين القوات العراقية والكردية والأميركية، وأعتقد أن هذا التنسيق موجود على أعلى المستويات، ولذلك فلا حاجة إلى القلق من استقدام أي قوات عراقية إلى الموصل». وكشف القيادي الكردي عن أن الكرد في الموصل سيخوضون الانتخابات التشريعية القادمة المزمع إجراؤها في مارس (آذار) المقبل بـ58 مرشحا ينضوون تحت راية التحالف الكردستاني. غير أنه أضاف قائلا إن «الوضع الأمني في المناطق الكردية خارج حدود مركز مدينة الموصل مستتب، وستسير الانتخابات فيها بشكل اعتيادي، ولكننا نخشى الوضع الأمني داخل مركز المدينة، حيث هناك فعلا تهديدات من إرهابيين وفلول البعث والشوفنيين العرب تجاه المشاركة الكردية في تلك الانتخابات».