مصالحات لبنان.. بدأت إسلاميا وآمال باستكمالها مسيحيا

صفير: الوضع السياسي سيكون إيجابيا بعد المصالحات التي حصلت

TT

يدخل لبنان العام الميلادي الجديد على وقع المصالحات التي بدأت في الشارع الإسلامي بين القوى التي تخاصمت أكثر من 4 سنوات، وانقسمت بين شارعين، «14 آذار» المعادي لسورية، و«8 آذار» المتحالف معها. وتتجه الأنظار حاليا نحو الشارع المسيحي، الذي تجري محاولات لضمه إلى «محور التفاهمات» القائمة.

وتسعى الرابطة المارونية، وهي إحدى الجمعيات البارزة في الشارع المسيحي، إلى تأمين عقد لقاءات ومصالحات بين الفريقين، اللذين استمرا في الخصام على الرغم من أجواء التفاهم، تلك اللقاءات والمصالحات التي أشاعها الانفراج الإقليمي في الشارع اللبناني، التي كانت أولى ثمارها حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري، التي ضمت كل الأطراف الممثلة في البرلمان تقريبا.

وقال البطريرك الماروني نصر الله صفير أمس، ردا على سؤال عما إذا كان الوضع السياسي سيكون إيجابيا بعد المصالحات التي حصلت: «إن تتفاءلوا بالخير تجدوه»، مؤكدا أنه «مطمئن إلى حد ما، والله موجود، وهو يسير عقول الناس وآراءهم وأفكارهم». فيما دعا الشيخ عبد الأمير قبلان، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، إلى «فتح صفحة جديدة من التعاون، وفتح الجسور فيما بينهم، وأن يعملوا مخلصين لمصلحة الوطن»، مشيرا إلى أنه «بعد تشكيل الحكومة ونيلها الثقة لا عذر للمسؤول بعد اليوم، وعلى الحكومة أن تشمر عن ساعد الجد، وتعمل لمصلحة الشعب وحمايته وإنقاذه، فالدولة مسؤولة عن الصغيرة والكبيرة، شرط أن تصوب المسار».

ورأى النائب عماد الحوت، ممثل «الجماعة الإسلامية» الوحيد في البرلمان، أن «من واجب الوزراء الآن الخروج من الاصطفافات السياسية للعمل كفريق متجانس داخل هذه الحكومة، وبالتالي نستطيع تأمين رغبات المواطن»، معتبرا أنه «مع عدم وجود جو سياسي وأمني مستقر في لبنان، لن يكون هناك جو ملائم لتحقيق احتياجات المواطنين»، مشددا على «ضرورة أن تكون هناك محطة نتوقف فيها عن كل السجالات وكل الاستفزازات، وأن يكون كل التركيز لتأمين جو مناسب للعمل والإنتاج».

واعتبر أن «أي لقاء بين لبناني ولبناني هو أمر مطلوب»، لافتا إلى أن «أي مصالحة وأي تخفيف من حدة الموقف بين اللبنانيين هو أمر مرحب به»، ومؤكدا أن «المصالحات لا تعني أن كل فريق غير وجهة نظره أو غير موقفه»، مشيرا إلى أنه «يجب أن نعتاد كلبنانيين أن نحترم وجهة نظر الآخر، وهذا لا يعني أن نكون في صدام إذا كنا مختلفين مع الآخر»، لافتا النظر إلى أن «ثقافة قبول الرأي الآخر بدأت تنتشر شيئا فشيئا في الوسط السياسي». وأشار إلى أن «المصالحات قد تؤدي إلى تغير في الاصطفافات، ولكن ليس بالضرورة أن تكون هناك تحالفات جديدة واصطفافات جديدة»، متخوفا من أن «تكون المرحلة القادمة انتقالا من اصطفاف حاد إلى اصطفاف حاد آخر»، آملا أن «تكون المرحلة القادمة عكس ذلك»، مشيرا إلى «ضرورة أن يعبر كل فريق سياسي عن قناعاته بكل حرية وانفتاح وهدوء، بعيدا عن الاستفزازات والاصطفافات الحادة».