كينيا: تحقيق في ما إذا كان قراصنة الصومال وراء تضاعف أسعار العقارات

أموال فدى السفن المختطفة تستثمر في الخارج

TT

أدت فورة أسعار العقارات الأخيرة في كينيا إلى غضب شعبي وتحقيق حكومي في ملكية الأجانب للعقارات هناك وسط تقارير عن أن السبب في ذلك هو ضخ قراصنة الصومال ملايين الدولارات من الفدى التي يتقاضونها في سوق العقارات في كينيا. وبينما تتراجع أسعار العقارات في مناطق كثيرة في العالم بسبب الركود العالمي، فإن أسعار العقارات في كينيا تضاعفت بين مرتين وثلاث مرات خلال السنوات الخمس الأخيرة.

ونقلت «أسوشييتد برس» عن المتحدث باسم الحكومة الكينية ألفريد موتوا أن هناك شكوكا في أن القراصنة يقومون بتبييض أموال الفدى التي يتلقونها مقابل الإفراج عن السفن التي يختطفونها في أماكن عديدة بينها كينيا. مشيرا إلى أنه «من المهم وسط التحديات الأمنية العالمية بسبب الإرهاب معرفة مَن يملك ماذا، ومن أين تأتي الأموال». كما قال إن التحقيق سيساعد الحكومة على ضبط متهربي الضرائب.

ويمكن أن تكون أكثر مكان جاذب للقراصنة بسبب أن لديها حدودا مشتركة مع الصومال يبلغ طولها 800 كيلومتر وتوجد فيها فرص استثمارية وجالية صومالية يبلغ عددها مائتي ألف. وفي نيروبي هناك حي يسمى مقديشو الصغيرة. وقدر خبير في معهد «تشاتم هاوس» في لندن مبالغ الفدى التي حصل عليها القراصنة في العامين الأخيرين بمبلغ 100 مليون دولار.

ويستثمر قراصنة الصومال أموالهم خارج بلادهم كما قال لـ«أسوشييتد برس» قرصان يسمي نفسه عثمان أفرح، الذي أشار إلى أنه اشترى 3 شاحنات لنقل البضائع في شرق أفريقيا. وقال قرصان ثان اسمه عبدلي إنه يستثمر في كينيا استعدادا لترك نشاط القرصنة. وقال عبدلي إن القراصنة لديهم استثمارات في أماكن أخرى مثل جيبوتي ودبي، مشيرا إلى أنه يستثمر في كينيا عبر شقيقه في متجر ملابس وبضائع عامة. ولا توجد في كينيا قوانين صارمة لمحاربة تبييض الأموال. ويدرس البرلمان تشريعا حاليا. وكانت الخارجية الأميركية قد وصفت كينيا في تقرير بأنها مركز رئيسي لتبييض الأموال.

وقد أثار التحقيق والاتهامات غضب الجالية الصومالية في كينيا التي قالت إنها لن تتعاون مع التحقيقات وقد تلجأ إلى القضاء. لكن بيوس كاهويا الذي يملك وكالة عقارات قال إن هناك عوامل خارج السوق ترفع الأسعار وعوامل الاقتصاد المحلي. وأشار إلى أنه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية فإن أسعار العقارات تحتاج إلى 10 سنوات لترتفع 100%، ولكنها في السنوات الخمس الأخيرة تضاعفت 3 مرات. وقال خبير عقارات آخر إن بعض رجال الأعمال الصوماليين يدفعون ضعف سعر السوق لإتمام الصفقة بسرعة. ووضع ذلك كثيرا من الكينيين خارج القدرة على الشراء. وفي الحي الراقي كارين في نيروبي فإن شقة من 4 غرف كانت تباع قبل 5 سنوات بـ200 ألف دولار تساوي حاليا نصف مليون دولار.