إطلاق نار في مخيم «عين الحلوة» في الجنوب اللبناني

مسؤول بالمخيم: الحادث فردي

TT

نفى قائد الكفاح المسلح في مخيم عين الحلوة اللبناني منير المقدح لـ«الشرق الأوسط» ما تردد من معلومات عن وقوع اشتباك في المخيم في جنوب لبنان بين عناصر من حركة «فتح» وآخرين من «جند الشام». وقال «المسألة لا تتجاوز حصول إشكال فردي، وذلك عندما أقدم شخص يدعى يحيى أبو سعيد من بقايا ما يسمى (جند الشام) على إطلاق النار على مكتب لحركة فتح في المخيم في منطقة البركشات عند مخيم الطوارئ الواقع في الجهة العليا من عين الحلوة، بالقرب من حاجز للجيش اللبناني. وأصاب أبو سعيد أحد عناصر حركة فتح بجراح، ثم توارى عن الأنظار».

وكانت وسائل الإعلام قد أشارت إلى أن «كل أنواع الأسلحة الرشاشة استخدمت في الاشتباكات التي دارت في حي الصفصاف، وشهد المخيم حالة استنفار، فيما عملت الفصائل الفلسطينية على تهدئة الوضع».

إلا أن المقدح أكد أن «الأسلحة التي استخدمت كانت فرديةن وقد انتشر الكفاح المسلح في مكان الحادث، كما اجتمعت لجنة المتابعة في المخيم في منزلي. والبحث جار عن مطلق النار لإلقاء القبض عليه. كما أن التحقيق جار لمعرفة دوافع الإشكال». وأكد أن «الأمور عادت إلى طبيعتها في عين الحلوة».

كذلك نفى المقدح ما كان قد تردد عن أن «سبب الاشتباك مرتبط بدخول نحو 30 عنصرا من (القاعدة) إلى المخيم، مما أدى إلى استفزازات مع حركة فتح». وقال «هذه المعلومات ليست صحيحة. من أين يدخلون إلى المخيم؟ فالمعروف أن الدخول إلى عين الحلوة يستوجب الحصول على تصريح من الجيش اللبناني. والمداخل كلها في ممسوكة من الجيش. كما أن الأمور مضبوطة».

ومعروف أن «عين الحلوة» هو أحد أهم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، ويقع ضمن مدينة صيدا الساحلية، التي تعتبر عاصمة الجنوب اللبناني. وتبلغ مساحته نحو كيلومتر مربع واحد، وعدد سكانه يفوق 80 ألف نسمة، لذا فهو أكبر مخيم في لبنان من حيث عدد السكان، ومعظمهم نزح في عام 1948 من قرى الجليل في شمال فلسطين. وكانت بعض الجماعات الإسلامية «المتطرفة» قد أوجدت لنفسها حيزا على الخريطة السياسية للمخيم، إلا أن الفصائل الفلسطينية وبجهود وتنسيق مع الجهات السياسية والأمنية اللبنانية قد توصلت إلى الحد من هذه الظاهرة والإمساك بالمخيم من جديد لمنع تحوله لبؤرة أمنية تهدد بالانفجار، كما كان الحال مع مخيم نهر البارد الذي شهد عام 2007 أعنف اشتباكات لاستئصال تنظيم فتح الإسلام منه بعد أحداث دامية، دفع ثمنها الجيش اللبناني نحو 200 قتيل.