أبو مازن يهدد بإعادة النظر في العلاقات الأمنية مع إسرائيل

حماس تعتبر ذلك اعترافا بالمتاجرة بمصير الفلسطينيين

TT

هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بإعادة النظر في العلاقات الأمنية بين السلطة وإسرائيل في حالة استمرار ما وصفه بالعمليات الإسرائيلية أحادية الجانب.

جاء ذلك بعد عشرة أيام من إعدام الجيش الإسرائيلي ثلاثة كوادر من حركة فتح في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وأحرجت العملية السلطة التي تباهي بأنها حققت أمنا في المدن التي تسيطر عليها، واشتكت السلطة إلى الولايات المتحدة التي طلبت تفسيرا من إسرائيلن فردت بقولها إنها قتلت 3 مسؤولين عن قتل مستوطن إسرائيلي في عملية إطلاق نار على شارع قريب من نابلس.

وقال أبو مازن للتلفزيون الفلسطيني إن السلطة ستراجع علاقاتها الأمنية مع إسرائيل إذا استمرت العمليات الأحادية الجانب.. معتبرا ذلك (مراجعة العلاقة الأمنية) جزءا كذلك من الخطة الفلسطينية للاستقلال عن إسرائيل. وشكا أبو مازن من تعمد إسرائيل استفزاز السلطة، وقال «هذه الاجتياحات أصبحت تتم بشكل متواصل».

وكان عباس قد قال في خطاب له قبل يومين إن «العملية الحقيرة في نابلس» جعلت السلطة تتوقف جديا عن ذلك، وسيكون لها موقف. وفي العادة، تطلب إسرائيل من السلطة اعتقال أي من الناشطين، وقال مصدر أمني إسرائيلي إن الجيش قرر تنفيذ العملية بنفسه حتى لا تتساهل السلطة مع الناشطين الثلاثة كونهم من فتح.

وقال عباس للتلفزيون الرسمي «نحن بصراحة في حالة مراجعة الآن، وأنا أقولها علنا: هناك مراجعة.. بمعنى نحن نتعامل مع بعضنا البعض لكن بالأسلوب الذي تقوم به إسرائيل، فيجب أن نعيد النظر في الكثير من القضايا التي نقوم بها».

ويعتبر التنسيق الأمني الحالي بين السلطة وإسرائيل في أفضل حالاته منذ قيام السلطة عام 1993، واعترف قادة أمنيون إسرائيليون بأن هذا التنسيق الذي طال كل المناحي مع السلطة ليس مسبوقا، وكان هذا التنسيق شرطا أميركيا من أجل تسليم مدن فلسطينية للسلطة.

ولا ينوي عباس قطع العلاقات مع إسرائيل، كما لم يوضح ما هي الإجراءات التي يمكن أن يأخذها، لكنه قال إن «التنسيق بيننا وبين الإسرائيليين مطلوب وضروري جدا، ولكننا لا نقوم بأي عمل أمني لصالح إسرائيل، بل يجب أن نفهم أن هذا إنما هو لصالحنا نحن».

وعلقت حماس فورا على تصريحات أبو مازن بقولها إنها «إقرار رسمي منه بأن الاعتقالات والملاحقات الأمنية التي تجري في الضفة الغربية تأتي في إطار التنسيق الأمني مع الاحتلال».

وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري «إن هذه التصريحات من عباس تدحض ادعاءاته السابقة بأن هذه الاعتقالات (اعتقالات عناصر حماس) تجري على خلفيات أخرى». وأضاف أن «هذا الاعتراف يؤكد أن عباس يتاجر بمصير أبناء الشعب الفلسطيني لخدمة أغراض سياسية خاصة».

وأكدت حماس أنها تعتبر تصريحات أبو مازن «دليلا جازما وقاطعا من عباس على ملاحقة قوى المقاومة، وفي مقدمتها حماس، في سياق ما يسمى التنسيق الأمني»، ودعته إلى «التوقف عن الاستمرار في هذه الجرائم، وإلى إطلاق سراح أبناء الشعب الفلسطيني، لأن هذه الجرائم لا تخدم إلا الاحتلال وتضر بالقضية الفلسطينية وتلحق بالشعب أضرارا بالغة».

وفي سياق متصل، أصيب أمس 3 نشطاء من حماس في سلسلة هجمات شنها الجيش الإسرائيلي جنوب وشرق قطاع غزة. ونجت مجموعة من كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، من موت محقق عندما استهدفتهم طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ واحد على الأقل شرق حي الشجاعية شرق غزة. وتمكنت المجموعة من الفرار، لكن 3 منهم أصيبوا في الهجوم الذي سبقه قصف مدفعي استهدف الشجاعية، سقطت قذائفه في أرض مفتوحة.

وقبل ذلك، شن الطيران الإسرائيلي غارة على ما قال إنها منصة لإطلاق الصواريخ في بلدة جباليا شمال غزة، وهجوما على شرق بلدة القرارة في خان يونس جنوب القطاع.

جاء ذلك بعد أن هدد الجيش الإسرائيلي بالرد على إطلاق نشطاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صاروخين من نوع «غراد» على بلدة نيتفوت الإسرائيلية. وهدد الجيش بأن الأمر لن يمر مرور الكرام في حال إطلاق أي صاروخ من جانب منظمات فلسطينية.