هنية ينفي أن طلب حماس المصالحة خارج مصر.. ويصف اتهامات عباس بالأعاجيب

دعا «عقلاء فتح» إلى مصالحة حقيقية وتشكيل حكومة وحدة

فتاتان فلسطينيتان تشاركان في مهرجان إحياء الذكرى الـ 45 لانطلاقة حركة فتح في مخيم بلاطة في نابلس أمس (رويترز)
TT

نفى رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية أن تكون حركة حماس قد طلبت من حركة فتح، توقيع المصالحة، في بلد غير مصر. وقال هنية أمس إن «حماس لم تطلب مطلقا التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة في مكان بديل عن القاهرة»، وأضاف مخاطبا فتح: «تعالوا نتفق ونوقع على ورقة المصالحة في إطار ترتيبات معينة وجديدة في قلب جمهورية مصر، لا في أية عاصمة أخرى»، معتبرا أن توقيع المصالحة يحتاج إلى «إرادة سياسية حقيقية، وليس إلى تلاعب بالألفاظ». وقال إن هذه الإرادة تتطلب مقاربة سياسية تتجاوز الحساسيات والفرعيات. وحدد هنية مفهوم الإرادة السياسية «بالجمع بين العمل السياسي والمقاومة، وإحداث اختراق في ملف المنظمة، وتشكيل حكومة توافق وطني، وتحصين الساحة من التدخلات الخارجية، وتحسين خطة الصمود الوطني». وشن هنية خلال حفل إحياء المجلس التشريعي، الذكرى الأولى لقصف مقره الرئيسي في غزة، هجوما على الرئيس الفلسطيني واصفا اتهاماته لحماس بالأعاجيب، ونفى قطعيا أن تكون حركته قدمت عرضا لتأجيل الانتخابات عشر سنوات، وأن تكون حكومته تلاحق المقاومين، كما نفى أن تكون قيادة حماس هربت إلى سيناء خلال الحرب الأخيرة على غزة. وكان عباس قبل يومين في خطاب في ذكرى انطلاقة فتح قال إن حماس عرضت عليه رسميا التوقيع على المصالحة خارج مصر وطلبت التمديد للمجلس التشريعي والرئاسة 10 سنوات أخرى. وأضاف هنية: «هذه التصريحات تدل على أن هؤلاء لا يزالون يتحركون بالدسائس لتمزيق الوحدة التي ننشدها.. فأمثال هؤلاء لا يعبرون عن أصالة شعبنا، فهم يدعون إلى الهزيمة والاستسلام، ويحرضون الآخرين ويتمنون عليهم إدامة الحصار، ويسارعون في تأييد الجدار الفولاذي؛ بما في ذلك إغلاق المعابر ويشرِّعون القتل».

وتبادلت السلطة وحماس الاتهامات بعد تصريحات أبو مازن حول طلب حماس تغيير مكان التوقيع من القاهرة إلى بلد عربي آخر، وقالت فتح إن حماس تريد دمشق مكانا للتوقيع، وإنها لن تسمح بتسديد ضربة إلى مصر، وأكد وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش أن حماس طلبت توقيع وثيقة المصالحة بين الفصائل الفلسطينية خارج مصر. وردت حماس ببيان رسمي، قالت فيه إن «تصريحات أبو مازن مختلقة تماما ولا أساس لها من الصحة، وإن محاولاته للتصيد بالماء العكر لا تنطلي على أحد. وإن المكان الطبيعي للتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة حال تعديلها بما ينسجم مع ما اتفق عليه هو جمهورية مصر العربية، وليس أي مكان آخر، وإن حماس ما زالت تنتظر أن يقوم الراعي المصري بمراعاة ملاحظاتها، ودعوة الفصائل للتوقيع على الوثيقة».

وهاجم هنية فتح على تفويتها ما قال إنه فرصة تاريخية ثمينة بمشاركة حماس في النظام السياسي وفي منظمة التحرير الفلسطينية، وقال: «لا نتوقع ولا نقبل أن تعود فترة الاستبداد أو التفرد بالقرار أو بالاتفاقيات». وأضاف أن «فتح تحولت إلى سوط في يد الاحتلال، وهذا أخطر ما يسجله التاريخ». وتساءل: «مَن مِن حركات التحرر الوطني في عالمنا سلكت هذا الطريق وخلعت ثوب العفة الوطنية فوصفت المقاومة بالعبثية، وحاكمت كافة الرموز الوطنية». وعلى الرغم من ذلك، دعا هنية «عقلاء حركة فتح»، إلى «المبادرة للتوجه إلى مصالحة حقيقية وتشكيل حكومة بشروط فلسطينية ومؤسسة أمنية أمينة وميثاق يصون الحقوق الفلسطينية». وأضاف أن «هذا ممكن لأن السفينة لم تغرق بعد ويمكن إنقاذها».

وحذر هنية السلطة في الضفة من «دفع أنصار الشرعية الانتخابية والسياسية والمجلس التشريعي، إلى ردود أفعال تخرج عن نطاق التحكم تحت وطأة الممارسات القمعية».