نيجيريا: قضية عبد المطلب تكشف ثغرات أمنية

تحقيق داخل هيئة الاستخبارات النيجيرية لعدم تفاعلها مع تحذيرات والده

TT

ألقت الانتقادات اللاذعة الموجهة إلى مسؤولين أميركيين بسبب عدم اهتمامهم بتحذيرات مبكرة خاصة بعمر الفارق عبد المطلب، وهو الرجل النيجيري المتهم بمحاولة تفجير طائرة خلال عطلة يوم عيد الميلاد، بظلالها على أجهزة الأمن القومي النيجيرية، لتكشف عن ثغرات خطيرة تشوب التعاون فيما بينها. ويقول مسؤول استخباراتي نيجيري إنه كان يجب إجهاض رحلة عبد المطلب من داخل مطار لاغوس، كبرى المدن النيجيرية، حيث استقل طائرة متجها إلى أمستردام التي ذهب منها إلى ديترويت. ولكن يضيف المسؤول أنه لم يتم تبادل أي معلومات تتعلق بالتهديد الذي كان يطرحه عبد المطلب. وقال المسؤول، الذي لم يكن مخولا الحديث إلى وسائل الإعلام: «لو كنا على علم، لكنا وضعناه على قائمة المطلوبين، ولما كان له أن يستقل طائرة داخل نيجيريا». ووجه المسؤول الاستخباراتي انتقادات لاذعة إلى نظرائه الأميركيين «لأن هذه هي الهيئات التي نحترمها»، كما انتقد هيئة الاستخبارات الوطنية النيجيرية لعدم رفعها التحذيرات التي حصلت عليها من مصدر محلي موثوق به، وهو والد عبد المطلب، وهو وزير سابق في الحكومة ومن أبرز رجال الأعمال الناجحين داخل البلاد. ويوجد في الوقت الحالي تحقيق داخل هيئة الاستخبارات النيجيرية لعدم تفاعلها مع التحذيرات، مع ورود تقارير إخبارية عن أن مستشار الأمن القومي السركي مختار انتقد الهيئة لعدم رفعها مخاوف الوالد خلال اجتماع يعقده المسؤولون الاستخباراتيون في البلاد أسبوعيا. وكان الوالد قد شعر بالخوف بعد أن وصلته رسائل نصية خلال فصل الخريف. وفي هذه الرسائل، حكى قريب للوالد عن أن عبد المطلب قال إنه عثر على «الإسلام الحق» وإنه يجب «على عائلته أن تنساه، إذ إنه لن يعود مرة أخرى».

وقال القريب إن والد المتهم النيجيري كان قد أخبر مسؤولين أميركيين بأن ابنه قد اتجه إلى منعطف متطرف، وأنه عرف هيئة الاستخبارات الوطنية النيجيرية بالأمر. وقد رفض والد المتهم وأفراد آخرون في العائلة الحديث يوم الجمعة حول هذه القضية بعد رفض طلب لهم من قبل حارس أمني خارج منزل العائلة الفخم الموجود في منطقة مياتاما الراقية بالعاصمة أبوجا. ويرفض متحدث باسم السفارة الأميركية داخل أبوجا مناقشة القضية، ولم يتسن الوصول إلى مسؤول استخباراتي نيجيري بارز. ولم يرد مسؤولون حكوميون على طلبات للتعليق على الأمر، من بينهم المدير العام لوكالة الاستخبارات الوطنية. ويشير غطاء الصمت الذي سيطر على المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة إلى الحساسية الشديدة التي تكتنف القضية هنا. وقال المسؤول الأمني النيجيري: «لقد أعرب الجهاز الذي أتبعه عن شعوره بالإحباط من جهازه الشقيق». وقال إنه كان يجب أن يكون الأميركيون أكثر حرصا «لأنهم يمثلون الأهداف الأكثر أهمية».

وأضاف: «إذا لم يكن في استطاعتهم التعامل مع معلومة استخباراتية بسيطة ممن أصفه بأنه مصدر موثوق به، فلن يكون هناك شخص في أمان إذا لم يتعاملوا بجد مع ذلك».

وتظهر موجات عنف تتضمن متطرفين دينيين بصورة شبه منتظمة هنا. وفي الصيف الماضي قمعت الحكومة انتفاضة قامت بها طائفة إسلامية معادية للغرب في الشمال. ولكن لم يتم الربط من قبل بين نيجيريا والإرهاب الدولي الذي يستهدف الغرب. وفي الواقع، أعرب كثير من النيجيريين عن إعجابهم بالولايات المتحدة. ويشعر نيجيريون بالاستياء بالفعل من عدد من الأشياء التي تضر صورتهم في الخارج مثل الفساد والعنف الديني، وقد أعربوا عن غضبهم من إضافة الإرهاب إلى هذه القائمة. وقال آبا محمود، وهو كاتب عمود في صحيفة «القيادة» يوم الخميس: «كنا دوما عرضة لأشكال الإهانة كافة بسبب جواز السفر الأخضر، ويرجع ذلك إلى التصرفات التي يقوم بها البعض منا المتورطون في أفعال مشينة» مثل المخدرات والاحتيال عبر الإنترنت. وهو يشير إلى لون جواز السفر النيجيري، وهو أخضر. ويضيف: «ويأتي الإرهاب على رأس هذه الأشياء المخجلة».

خلال الأيام الأخيرة، سعى مسؤولون حكوميون إلى التأكيد على أن الوقت الذي قضاه عبد المطلب داخل مطار لاغوس قبل أن يستقل الطائرة إلى أمستردام ومنها إلى ديترويت كان قصيرا. وقالت وزيرة الإعلام النيجيرية دورا أكونيلي في مقابلة أجريت معها مساء يوم الجمعة: «لقد قضى أقل من 30 دقيقة»، مشيرة إلى أن جواز سفره مسح على بوابة الدخول الساعة 8:08 مساء، وعلى بوابة الخروج 8:35 مساء. وقالت أكونيلي إنه مع ذلك تمكن عبد المطلب من اجتياز الفحوصات الأمنية المطلوبة داخل المطار عندما كان في لاغوس. وأضافت: «لقد اجتاز جميع العمليات المطلوبة قبل أن يستقل الناس الطائرة. وكوزيرة إعلام، فإنه عندما أصدر تصريحا ليس من المفترض أن أذكر تحليلا له، وهذا ليس تحليلا».

* خدمة «نيويورك تايمز».