أطلقت الشرطة الدنماركية النار في وقت متأخر من أول من أمس، على رجل حاول الاعتداء على رسام الكاريكاتير الدنماركي الذي أثار غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم عام 2005 برسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقالت وكالة الأمن والاستخبارات الدنماركية إن الحادث الذي وقع في منزل رسام الكاريكاتير كورت فيسترغارد بالقرب من مدينة آرهوس مرتبط بالإرهاب. وقالت الشرطة إن المشتبه فيه (28 عاما) وهو صومالي المولد، وكان يحمل فأسا وسكينا، أصيب في يده وركبته، غير أن الإصابات لا تهدد حياته.
وذكرت الوكالة أن المهاجم على صلة بميليشيا الشباب الإسلامية في الصومال وقادة تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا. واتصل فيسترغارد (74 عاما)، بالشرطة عندما اقتحم المهاجم منزله مساء أول من أمس، وحبس نفسه في غرفة بمنزله انتظارا لوصول الشرطة، حسب ما قال للطبعة الإلكترونية لصحيفة «يولاندس بوستن».
وقال إن المهاجم صاح قائلا إنه يسعى إلى «الانتقام» و«الدم». وتسببت رسومات فيسترغارد الكاريكاتيرية المسيئة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي نشرت في صحيفة «يولاندس بوستن» في سبتمبر (أيلول) 2005 في اندلاع مظاهرات عنيفة في عدة دولة ذات أغلبية مسلمة عام 2006.
وتلقى فيسترغارد عدة تهديدات منذ ذلك الوقت، ويعيش في ظل حماية الشرطة. وأعلنت وزارة العدل الأميركية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن اعتقال شخصين، واتهمتهما بالتآمر لمهاجمة مبنى صحيفة «يولاندس بوستن» وموظفيها.
إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء الدنماركية (ريتزاو) أن القضاء الدنماركي وجه، أمس، اتهامين بمحاولة القتل إلى الصومالي الذي حاول مساء أول من أمس قتل كورت فيسترغارد، رسام الصور الكاريكاتيرية المثيرة للجدل حول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). كما وجهت المحكمة إلى الصومالي البالغ من العمر 28 عاما تهمة محاولة قتل شرطي. وكان المهاجم لا يزال في مستشفى أروس غرب الدنمارك صباح أمس، حيث نقل إلى المحكمة بعد الظهر. وقال مفوض في الشرطة: «سنطلب من القاضي توقيفه». ورفض المفوض التعليق على سؤال بشأن هوية المهاجم، وما إن كان يحمل الجنسيتين، الصومالية والدنماركية.
وأعلنت الشرطة الدنماركية، أمس، أنها أصابت بالرصاص صوماليا له صلات بـ«القاعدة» ومنظمة الشباب الصومالية عندما حاول اقتحام منزل رسام كاريكاتير أغضبت رسوماته عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم مسلمين كثيرين. وقال متحدث باسم الشرطة إن الشاب البالغ من العمر 28 عاما، الذي كان مسلحا بسكين وفأس فشل في اقتحام منزل كورت فيسترغارد في بلدة ارهوس في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، وأطلقت النار على ساقه ويده بعد أن ألقى الفأس التي كان يحملها على شرطي. وقال جهاز الأمن والمخابرات الدنماركي «بي آي تي» في بيان: «إن الرجل المعتقل حاليا له صلات وثيقة بمنظمة الشباب الصومالية الإرهابية، بالإضافة إلى زعماء (القاعدة) في شرق أفريقيا، ويشتبه بتورطه في أنشطة لها صلة بالإرهاب في شرق أفريقيا». وأضاف أن الرجل الذي كان معه إذن إقامة رسمي في الدنمارك ستوجه له محاولة الشروع في قتل فيسترغارد وضابط الشرطة. وقال إن الرجل متورط في شبكة لها صلة بالإرهاب يجري التحقيق معها منذ فترة طويلة، في ما يتعلق بتهديدات لفيسترغارد. وقال جاكوب شارف رئيس جهاز «بي آي تي» أن «بي آي تي» تنظر بجدية بالغة إلى هذه القضية التي تؤكد من جديد التهديد الإرهابي الموجه إلى الدنمارك وإلى رسام الكاريكاتير كورت فيسترغارد بشكل خاص. وقال متحدث باسم الشركة إن فيسترغارد لم يصب في الحادث. وأضاف أن الشرطة ما زالت تحقق لمعرفة ما إذا كان الرجل الصومالي قام بهذا العمل بمفرده. وفي العام الماضي اعتقلت السلطات الأميركية رجلين في شيكاغو اشتبه بتخطيطهما لمهاجمة فيسترغارد وصحيفة يولاندس بوستن التي نشرت تلك الرسوم الكاريكاتيرية.