إسبانيا تعتزم تعزيز التعاون الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب

بريطانيا تراجع ترتيبات الأمن بعد محاولة تفجير طائرة ديترويت

TT

تنوي مدريد تعزيز تنسيق مكافحة الإرهاب في أوروبا خلال فترة ترؤسها للدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، بهدف مكافحة التهديد الإرهابي بصورة أفضل، كما ذكرت صحيفة «ال باييس» أمس. وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادر مقربة من وزارة الداخلية أن الفكرة الإسبانية هي في تشكيل نوع من «لجنة أوروبية لتنسيق مكافحة الإرهاب» تضم الهيئات الوطنية لعدد من الدول المكلفة بهذه المهمة. وقد وافقت ثماني دول على الانضمام إلى إسبانيا لتشكيل مثل هذه الهيئة للتنسيق، وهي ألمانيا وبريطانيا والدنمارك وهولندا وإيطاليا وبلجيكا والبرتغال وفرنسا، عبر «وحدة تنسيق مكافحة الإرهاب». وقد أثارت محاولة الاعتداء الأخيرة ضد طائرة تجارية أميركية المخاوف مجددا حيال الإرهاب الدولي. وقد رفعت مدريد للتو درجة الإنذار لديها لمواجهة احتمال حصول اعتداء تنفذه منظمة «إيتا» الباكسية الانفصالية المسلحة. وبحسب المسؤولين الإسبان، فإن اللجنة الجديدة الأوروبية لمكافحة الإرهاب المنوي تشكيلها ستتيح بشكل خاص نقل المعلومات بصورة أفضل، وإعادة توزيع المهمات في أوروبا. ويتوقع أن يعقد مسؤولون من مراكز مكافحة الإرهاب الأوروبية اجتماعا لهذا الغرض في 21 و22 يناير (كانون الثاني) في مدريد، بحسب «ال باييس».

وفي لندن، قالت بريطانيا أول من أمس (الجمعة)، إنها تراجع أمن المطارات وإجراءات تفتيش الركاب بعد اتهام شاب نيجيري درس في بريطانيا بمحاولة تفجير طائرة ركاب أميركية متجهة إلى ديترويت الأسبوع الماضي. وصرح غوردن براون، رئيس الوزراء البريطاني، بأن بريطانيا تعمل عن كثب مع الولايات المتحدة ودول أخرى على تحسين عملية تبادل المعلومات حول الإرهابيين المشتبه بهم. وقال براون في مقال نشر على موقع الحكومة البريطانية إنه بالتعاون مع الولايات المتحدة ستدرس بريطانيا تقنيات جديدة لتعزيز أمن المطارات، مثل أجهزة المسح الكامل لأجسام الركاب، والكشف عن آثار المتفجرات وتقنية الأشعة السينية المتطورة. وأعلنت هولندا ونيجيريا أول من أمس أنهما ستستخدمان أجهزة مسح كامل لأجسام الركاب في مطاراتهما بعد إحباط هجوم يوم عيد الميلاد على طائرة متجهة للولايات المتحدة. وكان المشتبه به النيجيري (وهو في الثالثة والعشرين من العمر) قد مر عبر عمليات تفتيش في الدولتين من دون أن يكتشف أمره. وقال رئيس الوزراء البريطاني في مقاله «(القاعدة) وأتباعها مستمرون في سعيهم لتلقين آلاف الشبان في شتى أنحاء العالم رغبة قاتلة للقتل والإعاقة». وكشفت محاولة تفجير الطائرة عما وصفه الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الثلاثاء بأنه إخفاقات بشرية ونظامية في وكالات الأمن الأميركية، وقال إن المعلومات المتاحة لخبراء الاستخبارات كان يجب أن تدرس. وقالت وزيرة الداخلية الهولندية جوسي تير هورست يوم الأربعاء إن الإجراءات المعتادة اتبعت كما ينبغي في حالة عمر الفاروق عبد المطلب النيجيري المتهم بمحاولة تفجير طائرة متجهة من سخيبهول إلى ديترويت في يوم عيد الميلاد. ويقتصر الاستخدام الحالي لأجهزة المسح الكامل للجسم على 19 مطارا أميركيا، وهو اختياري، والبديل لها هو التفتيش الذاتي. وقالت تير هورست إن أجهزة رصد المعادن العادية لم تستطع رصد المتفجرات، وإن استخدام أجهزة مسح الجسم كله كان سيساعد على منع عبد المطلب من الصعود بها إلى الطائرة. وكان عبد المطلب قد سافر أولا من لاغوس إلى أمستردام، ووصل إليها في الصباح الباكر من يوم عيد الميلاد قبل أن يتجه إلى ديترويت. ودرس عبد المطلب بجامعة لندن من عام 2005 حتى عام 2008، وأصبح رئيسا للجمعية الإسلامية للطلبة. وأثارت محاولته الفاشلة لتفجير طائرة الركاب الأميركية تساؤلات عما إذا كان قد لقن الفكر الإسلامي المتشدد في بريطانيا، مما دفع بعض المنتقدين الأميركيين إلى القول بأن بريطانيا لم تبذل الجهد الكافي لمحاربة التشدد الإسلامي في البلاد.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» هذا الأسبوع إنه إذا ثبت أن عبد المطلب لقن الفكر المتشدد في بريطانيا فسيظهر هذا أن بريطانيا الحليف الوثيق للولايات المتحدة تشكل خطرا كبيرا على المجتمع الأميركي. وقال براون إن بريطانيا تعرف بشكل واضح أن عبد المطلب أصبح على اتصال بـ«القاعدة» في اليمن بعد مغادرته لندن. وأضاف براون أن اليمن كحاضن وملاذ آمن للإرهاب يشكل خطرا إقليميا وعالميا.

وتراجع جامعة لندن بشكل مستقل سجل عبد المطلب أثناء دراسته فيها. ورفضت بريطانيا تمديد إقامة عبد المطلب في مايو (أيار) ووضعته على قائمة المهاجرين المراقبين، بعد أن تقدم بطلب زائف للدراسة. واعترف براون بأن هناك حاجة لمعرفة الخطوات الدولية الأخرى التي كان يمكن أن تتخذ لمنع عبد المطلب من السفر من نيجيريا إلى ديترويت عبر أمستردام. وأكد براون على أن بلاده من أكثر البلاد التي تشدد القيود على حدودها.