مسؤولون في حرس الحدود العراقي يشيدون بتعاون السعودية لمنع دخول المتسللين

«الشرق الأوسط» تجول المنطقة الحدودية بين البلدين

TT

صحراء قاحلة بدت فيها التلال والرمال المتحركة على مد البصر، ولا يمكن التنقل فيها سوى عن طريق الأدلاء الذين يعرفون خبايا هذه البادية الجنوبية العراقية المحاذية للحدود السعودية التي يفوق ما فيها من ألغام خلفتها حرب الخليج عام 1991 الحيوانات المفترسة.

«الشرق الأوسط» قامت بجولة على الحدود العراقية السعودية، التقت خلالها مسؤولين في قوات حرس الحدود العراقية التي بدأت بفرض إجراءات أمنية جديدة تقابلها إجراءات مماثلة من جانب السعودية لمنع عبور المتسللين.

وأشاد المسؤولون في قيادة قوات الحدود بتعاون السعودية في منع عمليات تسلل الإرهابيين وكل ما يعبث بأمن البلدين. وأكد أمر الفوج الثاني في المنطقة الخامسة لقيادة حرس الحدود أن «هنالك تعاونا كبيرا بين الجانبين العراقي والسعودي في التصدي لجميع أنواع عمليات التسلل، وقد أثمر التعاون كثيرا». وأضاف الرائد الركن نعمان محمد لـ«الشرق الأوسط» أن «الجانب العراقي قد أنشأ الكثير من المخافر الحدودية التي قلصت من عمليات التهريب أو التسلل»، مؤكدا أن «عناصر حرس الحدود من خلال الدوريات الراجلة والآلية إضافة إلى الكمائن تمكنت من إلقاء القبض على الكثير من المتسللين إلى البلاد».

وكشف محمد عن «وجود تصوير جوي للمنطقة الحدودية يساعد في كشف جميع مناطق التسلل، وسوف تدخل الخدمة طائرات استطلاع وأجهزة كشف متطورة والتي بدورها ستقضي على جميع عمليات التسلل والتهريب». وفيما يخص تعاون الجانب السعودي، قال محمد «الجانب السعودي لديه تعاون كبير معنا، وقد حفر خندقا على طول الحدود، إضافة إلى ساتر ترابي وأسلاك شائكة حدت من عمليات التهريب المختلفة».

أما بخصوص معاناة حرس الحدود، فقد أكد محمد أن «جميع المستلزمات تتوافر وبشكل كبير جدا إلى عناصر الحدود، ونشكر المسؤولين على ذلك، لكن المعوق الوحيد هو الطرق غير المبلطة التي تسبب لنا مشاكل كثيرة»، مضيفا «يوجد حاليا فريق عمل هندسي على الشريط الحدودي مع الجانب السعودي يقوم بمسح الطريق الحدودي، ومن المؤمل البدء بتبليطه في العام الحالي».

عناصر حرس الحدود في مخفر (جميمة) كانوا متفائلين جدا في التصدي لأي عمليات إرهابية أو تسلل، مؤكدين رغم كل المعوقات التي تواجههم أنهم عازمون على غلق الحدود العراقية أمام كل من يروم العبث في بلادهم. وأكد الملازم زيد عبد الأمير أنه «يوجد تطور كبير في عمل عناصر حرس الحدود حيث اكتسبوا خبرة كبيرة جدا في نصب الكمائن للمتسللين وإلقاء القبض عليهم».

إلى ذلك، أكد دليل رفض الكشف عن اسمه خلال تجولنا في البادية الجنوبية أنه «لا تستطيع أي قوة أو أجهزة كشف أن تمنع عمليات التسلل، بسبب ابتكار المتسللين طرقا جديدة للتسلل كلما وضعت الأجهزة الأمنية إجراءات جديدة لمواجهتهم»، مضيفا «نحن نتجول في البادية في الليل مثلما تتجولون أنتم في المدن، ولدينا القدرة على اختراق أي حاجز».