«القوات الأميركية» اسم جديد بدلا من «القوات متعددة الجنسية»

TT

كان شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي الشهر الأول الذي لم يشهد وقوع قتلى بين صفوف القوات الأميركية المقاتلة منذ غزو العراق، وهو ما اعتبر خطوة كبيرة لقيت ثناء كبيرا من المسؤولين العسكريين خلال الاحتفال الذي أقيم لإعطاء القوات الأميركية اسما جديدا في بداية عام يشهد خفضا لجهود الحرب. فمنذ الآن وصاعدا، سيطلق رسميا على القوات الدولية متعددة الجنسية في العراق «قوات الولايات المتحدة في العراق» في اعتراف متأخر بحقيقة أن الولايات المتحدة عملت بمفردها خلال الفترة الماضية من الصراع الذي استمر ما يقرب من سبع سنوات. وكانت القوات البريطانية والأسترالية والرومانية قد أكملت انسحابها في يوليو (تموز)، تاركة القوات الأميركية، كآخر الأعضاء فيما سماه الرئيس جورج بوش من قبل «تحالف الراغبين». وعلى الرغم من وجود عدد قليل من الأفراد من جنسيات مختلفة يعملون في بعثة التدريب التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، فإنهم لا يشكلون جزءا من القوات متعددة الجنسية. وضم التحالف في أوج ذروته 32 دولة، لكن العدد أخذ في التضاؤل مع انسحاب كثير من الدول مثل إستونيا وتونغا، اللتين كانتا بين أصغر حلفاء الولايات المتحدة وشاركتا في القوة الدولية بأقل من 100 جندي. وقد أضفى استعداد الولايات المتحدة هي الأخرى للانسحاب من العراق على احتفال إعادة التسمية الذي أقيم في واحد من قصور صدام حسين السابقة على مجمع معسكر «كامب فيكتوري» الضخم خارج العاصمة بغداد، شعورا بانتهاء حقبة ما من تاريخها. وقال الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القيادة الأميركية الوسطى، الذي أشرف على حربي العراق وأفغانستان للقوات والدبلوماسيين الذين تجمعوا في بهو الفندق الرخامي إن الاسم الجديد إيذان ببداية حقبة جديدة للعسكرية الأميركية تترافق مع استعداداتها لوقف كل العمليات القتالية وخفض أعداد الجنود الموجودين حاليا في العراق من 110.000 إلى 50.000 بحلول أغسطس (آب) المقبل. وسيكتمل انسحاب الجنود الباقين الذين سيقدمون الدعم والتدريب بنهاية 2011. وعلى الرغم من وجود بعض التحديات في صورة مسلحي «القاعدة» في العراق والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، قال بترايوس: «هناك تقدم مستمر». أما الجنرال راي أوديرنو، قائد القوات الأميركية في العراق فوصف عدم سقوط قتلى بين صفوف القوات المقاتلة الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) بأنه «حدث مهم» في الجهود الأميركية لأن تترك خلفها دولة مستقرة. وقال أوديرنو: «انتقل العراق من الظلام إلى نور الأمل. وبعد عامين من الآن ستكون القوات قد أكملت إعادة انتشارها وستضطلع القوات العراقية بكاملة المسؤولية عن البلاد». وفي الصفوف الأولى للحفل جلس خمسة من الجنود الذين أصيبوا خلال العمليات في مقاعد الشرف، الذين عادوا إلى العراق للمرة الأولى منذ إصابتهم. كان وجه أحدهم مشوها إلى حد بعيد، وآخر قد وضع تركيبات اصطناعية بدلا من يديه ويبدو أنه فقد جزءا كبيرا من أنفه. وبعد أن أثنى عليهم بترايوس تلقوا تصفيقا حارا من الحضور.

*خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»