عمر عبد المطلب كان على اتصال بأصوليين مراقبين في بريطانيا

انتقادات جديدة للمخابرات البريطانية بسبب محاولة تفجير الطائرة الأميركية

TT

تواجه المخابرات الداخلية البريطانية (إم آي 5) انتقادات شديدة في أعقاب المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة أميركية في ديترويت. وذكرت صحيفة «صنداي تايمز» الصادرة أمس أن المحققين عرفوا بالفعل قبل ثلاثة أعوام بوجود اتصالات عديدة بين النيجيري عمر فاروق عبد المطلب (23 عاما) الذي حاول تفجير الطائرة الأميركية، وبين عناصر متطرفة في لندن. وأضافت الصحيفة أن عناصر المخابرات كانوا يراقبون هؤلاء المتطرفين في أثناء وجود عبد المطلب في لندن لدراسة الهندسة. ولم يتم نقل هذه المعلومات آنذاك إلى السلطات الأميركية.

وقال مسؤول بريطاني رفيع المستوى أمس لوكالة «الأسوشييتد برس» «أدرك المسؤولون بعد عام من وصول عمر الفاروق عبد المطلب إلى لندن للدراسة في عام 2005 بأنه كان على اتصال مع متطرفين إسلاميين يخضعون للمراقبة»، إلا أنه أشار إلى أنه لم تكن هناك دلائل على أن عبد المطلب أراد تنفيذ عملية ضد الولايات المتحدة أو فكر في التحول نحو العنف». وقال المسؤول، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية عمله: «وكان واضحا أنه يمد يده إلى المتطرفين في المملكة المتحدة لكن لم يكن هناك ما يشير إلى أنه يميل إلى العنف».

وقال المسؤول: «هناك شريحة كبيرة من الناس في بريطانيا يعربون عن اهتمامهم بالتطرف الأصولي لكنهم لم يلجأوا إلى العنف. إن عمر عبد المطلب ظهر فقط على شاشات المراقبة بسبب أشخاص آخرين كنا مهتمين بهم». وامتنع المسؤول البريطاني عن ذكر اسم المتطرفين الذين التقاهم عبد المطلب خلال وجوده في لندن، وقال المسؤول لوكالة «الأسوشييتد برس»: «كنا سنبلغ الشريك الأميركي في الحرب على الإرهاب إذا ما تبين أن عمر كان يخطط لشيء ما ضد المصالح الأميركية، مشيرا إلى أن تحوله إلى التطرف ربما جاء من الوقت الذي أمضاه في اليمن».

وفي لندن أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس أن مطارات بلاده ستعتمد تدريجيا آلات المسح الضوئي (سكانر) لتفتيش المسافرين، في تعزيز للإجراءات الأمنية في أعقاب المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة في 25 ديسمبر (كانون الأول).

وكانت صحيفة «ديلي تلغراف» قد نشرت معلومات مشابهة حول هذا الموضوع في السابق.

ووفقا لـ«صنداي تايمز» فإنه تم الآن نقل المستندات البريطانية إلى المخابرات الأميركية. وتشير هذه المستندات إلى أن عبد المطلب كان له صلة بأشخاص مشتبه فيهم كانت السلطات تراقب اتصالاتهم الهاتفية وبريدهم الإلكتروني، في أثناء دراسته في لندن بين عامي 2005 و 2008.

وصنفت المخابرات البريطانية الشاب النيجيري وقتها على أنه ضمن مجموعة كبيرة من الشباب الذين لهم اتصالات بعناصر متطرفة ولكنها رأت أنه لا يمثل خطورة ولا يعد لتنفيذ هجمات.

وترجح السلطات البريطانية أن يكون عبد المطلب قد تم تجنيده بعد أن غادر بريطانيا وأقام في اليمن الصيف الماضي. ويواجه عمر الفاروق عبد المطلب اتهامات بمحاولة تفجير طائرة لشركة «نورث وست» خلال رحلتها رقم 253 التي كانت قادمة من أمستردام لدى اقترابها من ديترويت في يوم عيد الميلاد. وكان عبد المطلب يدرس في لندن في ما بين عامي 2005 و2008.

ويقول الرئيس الأميركي باراك أوباما إن فرعا للقاعدة يتخذ من اليمن مركزا له يقف وراء هذا الهجوم على ما يبدو. وأضافت الصحيفة في مقال نُشر على موقعها على الإنترنت أنه لم يتم نقل أي من هذه المعلومات إلى المسؤولين الأميركيين وهو الأمر الذي سيثير تساؤلات بشأن إخفاق المخابرات قبل الهجوم.

وقالت إن المسؤولين البريطانيين نقلوا الآن ملفا إلى نظرائهم الأميركيين بشأن أنشطة عبد المطلب في أثناء دراسته في جامعة كوليدج لندن. وأضاف التقرير أن هذا الملف أظهر اتصاله بشكل مستمر بأشخاص كان جهاز «إم آي 5»، يقوم بتسجيل اتصالاتهم التليفونية وباعتراض رسائلهم الإلكترونية بالإضافة إلى أشكال أخرى من المراقبة. وأنحى أوباما باللائمة على «إخفاق بشري ونظامي» في السماح بوقوع هذا الهجوم الذي تم إحباطه قائلا إنه كان لا بد من تجميع المعلومات المتوفرة لخبراء المخابرات.