العراق: تسليم جثة الرهينة البريطاني الخامس في العراق خلال أيام

الربيعي لـ «الشرق الأوسط» : زعيم «العصائب» ما زال محتجزا والحكومة تنظر إن كان مطلوبا لها

TT

في حين قال علي الدباغ، المتحدث باسم الحكومة العراقية، أمس، إنه من المتوقع تسليم جثة الرهينة البريطاني الخامس الذي خطف في بغداد عام 2007 «خلال الأيام القليلة المقبلة»؛ أكد موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي السابق، أن قيس الخزعلي، زعيم تنظيم «عصائب أهل الحق» الذي أعلن مسؤوليته عن اختطاف الرهائن، ما زال محتجزا لدى الحكومة العراقية للنظر في ما إذا كان مطلوبا لدى المحاكم العراقية.

وأضاف الدباغ: «ضمن الإجراءات اللازمة لإغلاق الملف نهائيا.. نتوقع تسليم الجثة في غضون الأيام القليلة المقبلة» في إشارة إلى ألان مكمينيمي (34 عاما) أحد مرافقي بيتر مور الذي أفرج عنه الخاطفون الأربعاء الماضي وعاد إلى بريطانيا الجمعة، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. ونقلت وكالة «رويترز» عن الدباغ أنه يأمل في أن يكون مكمينيمي لا يزال على قيد الحياة لكنه لا يستطيع تأكيد ذلك. من جهتها، قالت وزارة الخارجية البريطانية إنه ما من سبب يدعو للاعتقاد بأن مكمينيمي لا يزال حيا. وقالت متحدثة باسم الوزارة «موقفنا لم يتغير.. نحن نعتقد منذ فترة أن ألان قتل. وأبلغت أسرته بذلك. ونحن مستمرون في مطالبة من يحتجزونه بإعادة جثته. ونحن على اتصال وثيق مع السلطات العراقية». وكانت مجموعة «عصائب أهل الحق» الشيعية المتطرفة قامت بخطف بيتر مور، المستشار في مجال المعلوماتية، مع أربعة من حراسه الشخصيين في 29 مايو (أيار) 2007 في عملية نفذها أربعون رجلا يرتدون زي الشرطة في مكتب تابع لوزارة المالية في بغداد.

وكان بيتر مور موظفا لدى شركة «بيرينغبوينت» الأميركية للإدارة التي تعمل من الباطن لحساب الحكومة الأميركية بهدف تحريك الاقتصاد العراقي. وكان الحراس الشخصيون موظفين في شركة «غاردا وورلد» الأمنية الكندية. وقد أعلن الدباغ حينها أن «عملية إطلاق سراحه تأتي ضمن جهود الحكومة لتحقيق المصالحة الوطنية»، في إشارة إلى انفتاحها على الجهة الخاطفة (عصائب أهل الحق) المنشقة عن ميليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الديني الشاب مقتدى الصدر. وتسلمت السلطات البريطانية رفات حراسه الثلاثة الباقين، اثنان في يونيو (حزيران) الماضي وهما جيسون كريزويل (39 عاما) من غلاسكو (أسكوتلندا) وجيسون سويندلهرست (38 عاما) من سكيلمرسدال (شمال غربي إنجلترا) والثالث وهو أليك ماكلاكلان في سبتمبر (أيلول). وأفادت تقارير بأن القوات الأميركية قامت بتسليم قيس الخزعلي، زعيم تنظيم «عصائب أهل الحق» إلى السلطات العراقية تمهيدا لإطلاق سراحه كجزء من عملية إطلاق سراح الرهائن البريطانيين، كما قامت في وقت سابق بإطلاق سراح مجموعة من كبار قادة «العصائب» هم هادي الدراجي، وحسن سالم، وصالح الجيزاني، وليث الخزعلي الملقب «أبو سجاد» شقيق قيس الخزعلي، علما أن الحكومة العراقية أفرجت في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي عن نحو مائتي معتقل من «العصائب». من جانبه، قال موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي العراقي السابق، وأحد المطلعين عن كثب على ملف الرهائن البريطانيين، لـ«الشرق الأوسط» إن عملية «إطلاق سراح بيتر مور وهذا الرهينة (مكمينيمي) جزء من خطة متفق عليها منذ صيف 2008 بين الحكومة العراقية وقوات التحالف، وإن الخطة تتكون من عدة خطوات، جزء منها؛ إيقاف إطلاق النار من قبل (عصائب أهل الحق)، وقسم آخر؛ إطلاق سراح معتقلين آخرين غير قيس الخزعلي وصولا إلى تبادل الخزعلي وبيتر مور». ونفى الربيعي إطلاق سراح قيس الخزعلي من قبل الحكومة العراقية وقال إنه «سلم إلى العراق من قبل قوات التحالف، والعراق في مرحلة سؤال الأجهزة التنفيذية والقضائية إن كان مطلوبا قضائيا إلى المحاكم العراقية أم لا، وحسب علمنا لا توجد قضية قضائية ضد الخزعلي في المحاكم العراقية». ورفض الربيعي التعليق على تقارير أفادت باحتجاز الرهائن في إيران، ودعا إلى ما سماه بـ«التركيز على النهاية السعيدة والنجاحات والمكاسب التي تحققت وهي تحول فصيل من فصائل المقاومة إلى العملية السياسية ضمن المصالحة الوطنية». إلى ذلك، أكد نادر سليمان، المستشار الإعلامي للقوات متعددة الجنسية في العراق لـ«الشرق الأوسط»، أن «(عصائب أهل الحق) هي إحدى الجماعات التي تتعامل معها الحكومة العراقية ضمن مشروع المصالحة الوطنية وفقا لبنود خمسة التزمت الجماعة بتنفيذها وهي: إنهاء الهجمات ونبذ العنف، وعدم اختطاف واحتجاز أي رهائن، فضلا عن التخلي عن أسلحتهم الثقيلة، وكذلك إنهاء أي اتصال مع جهات خارجية (أجنبية) لا سيما تلك التي تقدم الدعم والتدريب، الأمر الذي يفضي إلى تحويلهم ودمجهم ضمن المجتمع العراقي كمكون سياسي مسالم ومجموعة سياسية فاعلة».

وأضاف سليمان أن «الولايات المتحدة استجابت لمطلب الحكومة العراقية، ووفقا للاتفاقية الأمنية وسيادة القانون، بنقل أعضاء (عصائب أهل الحق) من مسؤولية الولايات المتحدة الأميركية إلى مسؤولية الحكومة العراقية، وهذا يشمل قيس الخزعلي وفقا لمذكرة اعتقال عراقية وقد تم العمل بهذا الاتفاق منذ سبعة أشهر».