براون يقر بتراجعه في الاستطلاعات ويهدد «بمعركة طاحنة» في انتخابات 2010

أعلن عن قرب استخدام أجهزة الـ«سكانر» في المطارات البريطانية

TT

أعرب رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس عن استعداده لخوض «معركة طاحنة» من أجل الانتخابات التشريعية المرتقبة العام الحالي، مشيرا إلى أنها ستدور حول الملف الاقتصادي. وفي إشارة إلى تراجعه الكبير في استطلاعات الرأي مقارنة بزعيم المعارضة ديفيد كاميرون، قال الزعيم العمالي براون، في مقابلة مع القناة الأولى لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي»: «عند التخلف في الاستطلاعات، ينبغي التصرف كمحارب». وأضاف: «سيشن حزب العمال معركة طاحنة. نحن مصممون على المواجهة والفوز».

ولم يحدد رئيس الوزراء بعد موعدا للانتخابات المقبلة التي ستعقد على أبعد تقدير في مطلع يونيو (حزيران) المقبل، أي مع انتهاء ولاية مجلس العموم التي تبلغ 5 سنوات. وقال إن تلك «الانتخابات ستدور حول قرارات يمتد أثرها لعقد من الزمن. هل نريد اقتصادا ينمو، أم تدمير الانتعاش؟ وهل نريد مزيدا من الوظائف أم تفاقم البطالة؟»، في انتقاد لسياسة التقشف التي سيطبقها المحافظون إن وصلوا إلى السلطة. وتابع براون أن «المحافظين أخطأوا فهم الانكماش بالكامل. حزبنا هو الوحيد القادر على قيادة الشعب من الانكماش إلى الانتعاش وضمان النمو في المستقبل».

وبريطانيا هي إحدى الدول القليلة ذات الاقتصاد المتطور التي تعذر عليها الخروج من الانكماش. فإجمالي ناتجها الداخلي شهد تراجعا في الفصول الستة المنصرمة، في ما يشكل أطول فترة انكماش ملحوظة في البلاد منذ نصف قرن.

وكان زعيم المعارضة المحافظة ديفيد كاميرون قد أطلق أول من أمس حملته الانتخابية، معتبرا أن براون أنهى فترة حكمه، وأعلن عن نشر برنامجه السياسي رسميا في الأسبوع المقبل. وقال كاميرون: «علينا المساهمة في إعادة إنهاض البلاد» متهما حزب العمال بتبني «سياسة اقتصادية غير مسؤولة» تهدد بتأخير خروج البلاد من الانكماش. وصرح: «لا يسعنا الاستمرار في خضم هذه الفترة الصعبة مع رئيس وزراء ضعيف وحكومة مقسومة. لا يمكننا الاستمرار خمس سنوات مع غوردن براون».

وفي تطرقه للإجراءات الأمنية الجديدة التي ستتخذها بلاده في أعقاب المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة في 25 من الشهر الماضي، أعلن براون أن المطارات البريطانية ستعتمد تدريجيا آلات المسح الضوئي (سكانر) لتفتيش المسافرين. وقال: «نعلم أن تنظيم القاعدة يستخدم أنواعا جديدة من الأسلحة، وعلينا الرد بما يتناسب مع ذلك». وتابع: «برز نوع جديد من المتفجرات لا ترصده الآلات العادية. علينا الذهاب أبعد من ذلك. سبق أن طلبت (الشركة المشغلة لأغلبية مطارات بريطانيا) آلات سكانر».

وجاءت تصريحات براون بعد محاولة الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب في يوم الميلاد تفجير طائرة أميركية متجهة من أمستردام إلى ديترويت (شمال الولايات المتحدة)، بعد أن نجح في تهريب متفجرات في ملابسه الداخلية عبر نقاط التفتيش. وتابع براون «سنباشر تدريجيا اعتماد آلات سكانر لكامل الجسم في المطارات». وأوضح: «كما سنتخذ إجراءات لرصد آثار متفجرات محتملة في حقائب اليد»، كما سيخضع مسافرو الترانزيت للتفتيش.

وأوضحت متحدثة باسم الشركة المشغلة للمطارات «بي إيه إيه»: «بعد أن أعطت الحكومة الضوء الأخضر، سنتزود بآلات مسح سكانر للجسم بأسرع وقت ممكن». وتابعت: «نعتبر أن دمج التكنولوجيا ومعلومات الاستخبارات، وتحليل سلوك المسافرين، سيمكننا من المساهمة في تحسين الحماية من التهديدات الإرهابية المحتملة التي تستهدف القطاع الجوي، التي لا يمكن توقعها وتشهد تطورا دائما». وأعلنت السلطات الهولندية بدورها، الأربعاء الماضي، عن اعتماد آلات المسح لكامل الجسم في مطار سخيبهول في أمستردام في غضون ثلاثة أسابيع وذلك لجميع الرحلات المتوجهة إلى الولايات المتحدة. كما أعلنت نيجيريا عن السعي إلى تزويد مطاراتها بآلات المسح عينها.