مستشار أوباما للإرهاب: سنبيد تنظيم القاعدة عن بكرة أبيه

قال إن بلاده تنسق مع صنعاء ولا تريد نشر قوات أرضية هناك حاليا

TT

تعهد جون برينان، مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب أمس، بأن واشنطن ستبيد تنظيم القاعدة عن بكرة أبيه «سنظهر من خلال جهودنا في أفغانستان وباكستان واليمن وغيرها أنه حتى وإن تمكن عناصر (القاعدة) من الفرار، فإنهم لن يستطيعوا الاختباء».

وقال برينان إنه تحدث مرتين أمس مع ستيف ساتشي، السفير الأميركي في اليمن، عن «معلومات استخباراتية عن خطط (القاعدة) لضرب أهداف في صنعاء، وإن سفارتنا أو أميركيين هناك ربما من هذه الأهداف». وأشار إلى إغلاق السفارة الأميركية في صنعاء أمس قائلا «لا نريد أخذ أي مخاطر فيما يتعلق بأرواح موظفي السفارة هناك».

وقال برينان إن خطر «القاعدة»: «حقيقي وحي»، وإن لها «عدة مئات» من المقاتلين، وإن قوتها في اليمن زادت مؤخرا، وإنه سافر إلى اليمن مرتين أخيرا وقابل الرئيس علي عبد الله صالح مرتين، وإن الاتصالات مع صالح مستمرة.

وأضاف برينان في لهجة حادة «نحن مصممون على تدمير (القاعدة)، سواء في باكستان أو أفغانستان أو اليمن. وسنحقق ذلك». وفي إشارة إلى السعودية، قال «نحن نتعاون مع حكومة اليمن، ومع شركائنا الدوليين، مع البريطانيين، ومع السعوديين، ومع آخرين».

وتحاشي برينان الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات عسكرية أرضية إلى اليمن. لكنه قال إن التعاون مستمر، وأشار إلى «عمليات عسكرية ناجحة» ضد قادة إرهابيين في اليمن، وأن يعضهم قتل. لكنه لم يفصل الدور الأميركي في هذه الضربات.

لكنه أكد أن بلاده لا تنوي أن تفتح في اليمن «جبهة ثانية» في حربها على الإرهاب، أو نشر قوات في هذا البلد في الوقت الحالي. وأشار إلى أن واشنطن تريد التنسيق مع صنعاء في محاربة عناصر «القاعدة» الموجودين في اليمن.

وقال في حديث لشبكة «فوكس»: «لا أقول إننا سنفتح جبهة ثانية»، وذلك غداة إعلان السلطات الأميركية والبريطانية تعزيز تحركهما ضد الإرهاب في اليمن والصومال إثر محاولة تفجير طائرة الركاب الأميركية يوم الميلاد. وأضاف «الحكومة اليمنية أبدت حسن نية في محاربة (القاعدة)، وتميل إلى قبول مساعدتنا. سنقدم لهم كل ما يطلبونه. لقد حققوا حقا تقدما»، موضحا أنه ليس من الوارد «في الوقت الحالي» نشر قوات أميركية في شبه الجزيرة العربية.

وكان الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب حاول يوم عيد الميلاد تفجير طائرة تابعة لشركة «نورث وست إيرلاينز» الأميركية قبيل هبوطها في مدينة ديترويت (شمال الولايات المتحدة) آتية من أمستردام. وقد أعلن إثر توقيفه أن عناصر «القاعدة» هم الذين قاموا بتدريبه وتجهيزه في اليمن.

وقال مستشار الرئيس الأميركي «لدينا معلومات قوية تشير إلى أن تنظيم القاعدة يقوم بتدريب وإعداد رجال في اليمن»، مشيرا إلى أن الأجهزة الأميركية تتحقق مما لديها من معلومات «لمعرفة ما إذا كان يوجد عبد المطلب آخر هنا».

وقالت وكالة «أسوشييتد برس» إن العسكريين الأميركيين يدرسون خططا شاملة لتقديم دعم قوي ومستمر إلى اليمن، وإنهم يعرفون أن القوات اليمنية المسلحة «ليست قوية إلى المستوى المطلوب منها». وأشارت إلى أن تنظيم القاعدة «قتل، خلال الشهور القليلة الماضية عددا من كبار المسؤولين الأمنيين في المناطق البعيدة من العاصمة. مما يوضح عدم قدرة الحكومة اليمنية على السيطرة على اليمن».

وأضافت «تسيطر القبائل في المنطقة، وكثير من هذه القبائل غير راض عن الحكومة، أو له مشاكل معها، وقدم مساعدات لمقاتلي (القاعدة)، وهم يمنيون وعرب آخرون جاءوا من السعودية أو مناطق القتال في العراق وأفغانستان».

من جانبها، قالت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إن خطة البنتاغون بقيادة قائد القيادة الوسطى الجنرال ديفيد الجنرال بترايوس ستنفذ، بالإضافة إلى خطة وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» التي ظلت تتعاون مع الاستخبارات اليمنية في مواجهة الإرهاب والإرهابيين هناك. وقالت الصحيفة إن هذا التعاون الاستخباراتي كان وراء هجمات جوية وأرضية على مواقع إرهابية في اليمن، وإن أكثر من ستين شخصا قتلوا خلال هذه العمليات.

ورغم أن الصحيفة لم تقل إن الأميركيين اشتركوا مباشرة في العمليات، فإنها قالت إنهم أمدوا اليمن بمعلومات استخباراتية، وطائرات هليكوبتر. وإن طائرات «بريديتور» (من دون طيار) ستزيد عملياتها في اليمن، وهي العمليات التي تديرها «سي آي إيه» مباشرة من رئاستها في واشنطن، حيث يوجد مكتب يجمع المعلومات البشرية والتكنولوجية، ويوجه الطائرات لالتقاط صور، أو إطلاق صواريخ.