حركة الشباب تصادر مستودعات تابعة للأمم المتحدة بجنوب الصومال

اختطاف سفينة تحمل شحنة إلى السعودية.. وميليشيات الصوفية تسيطر على «طوسامريب»

صوماليون نازحون ينتظرون مساعدات في مركز تابع لبرنامج الغذاء العالمي في مقديشو (أ.ب)
TT

صادر مقاتلو حركة الشباب المجاهدين الصومالية أمس مستودعات كبيرة ومخازن للمواد الغذائية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في مدينة «مركا»، 90 كيلومترا جنوب العاصمة مقديشو، حيث استولوا علي عشرات الأطنان من المساعدات الغذائية. وجاءت خطوة مصادرة مستودعات الأمم المتحدة التي قام بها مقاتلو حركة الشباب بعد انتهاء المهلة التي أعطتها الحركة لبرنامج الغذاء العالمي لتوزيع جميع المواد الغذائية في مستودعاته على المحتاجين الصوماليين، وتفريغ مخازنه في موعد أقصاه نهاية ديسمبر (كانون الأول) المنصرم. وقالت الحركة إنها قامت بتوزيع المواد الغذائية التي صادرتها، وكان يبلغ حجمها نحو 70 طنا، على السكان المحليين في المنطقة. وقال الشيخ «محمد عبد الله» قائد مقاتلي الحركة في مركا «قمنا بتوزيع جميع المواد الغذائية التي عثرنا عليها في مخازن برنامج الغذاء على المحتاجين المحليين الذين كانوا بحاجة إليها». ويحتاج نصف سكان الصومال (3.8 مليون شخص) لمساعدات إنسانية عاجلة حسب بيانات وإحصاءات منظمات الأمم المتحدة. ويشهد الصومال أزمة إنسانية حقيقية، ويعد برنامج الغذاء واحدا من أكثر المنظمات الإنسانية استجابة للحالات الطارئة في البلاد.

وذكر الشيخ محمد، قائد مقاتلي حركة الشباب في مركا، أنهم عثروا أيضا على كميات كبيرة من المواد الغذائية التالفة التي لا تصلح للاستهلاك البشري في مستودعات برنامج الغذاء، وقال «عثرنا على نحو 300 شوال من الذرة والفاصوليا، وكميات كبيرة من زيت الطهي انتهت صلاحيتها جميعا، إضافة إلى أدوية انتهت صلاحيتها، كلها كانت مخزونة في مستودعات برنامج الغذاء، وتم حرق جميع هذه المواد». وفي حملة لمكافحة ما تصفه الحركة بالأفلام الخليعة صادرت الحركة أيضا 4 آلاف شريط من الأفلام الهندية المترجمة إلى اللغة الصومالية كانت موجودة في مقر لدور السينما في المدينة، ووصفت الحركة بأنها منافية للأخلاق الإسلامية، وتم حرقها هي الأخرى. ولم يصدر تعليق من بعثة برنامج الغذاء في الصومال بشأن مصادرة هذه المستودعات. وكانت حركة الشباب المجاهدين قد أمرت برنامج الغذاء بتفريغ مستودعاته وتوزيع جميع المعونات في مخزوناته على المتضررين الصوماليين بحلول يناير (كانون الثاني) الحالي، كما دعت جميع رجال الأعمال الصوماليين المتعاقدين مع برنامج الغذاء إلي إنهاء تلك العقود.

إلى ذلك، استعادت ميليشيات أهل السنة والجماعة (الطرق الصوفية) سيطرتها على مدينة طوسمريب عاصمة إقليم جل جدود بعد ساعات من سقوطها في أيدي مقاتلي تنظيم الشباب. وهاجمت ميليشيات أهل السنة المدينة مساء أمس، وبعد معارك عنيفة تمكنت من نزع سيطرة المدينة من أيدي مقاتلي الشباب الذين كانوا استولوا عليها صباحا. وقال الناطق باسم جماعة أهل السنة الشيخ أبو يوسف القاضي إن قواته استعادوا سيطرة المدينة وألحقوا خسائر كبيرة في صفوف الخوارج» في إشارة إلي تنظيم الشباب. وذكر القاضي أيضا أنهم قتلوا العشرات من مليشيات الشباب، كما أنهم أسروا عددا آخر. وأوضح أنه من بين القتلى أجانب من جنسيات مختلفة. وأسفرت هذه المعارك عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصا وإصابة أكثر من ذلك، معظمهم من الميليشيات المتقاتلة.

على صعيد آخر، اختطف القراصنة الصوماليون مساء أول من أمس سفينة بلغارية كانت ترفع علم بريطانيا، لتصبح ثاني سفينة تتعرض للخطف خلال الـ24 ساعة الأخيرة، والخامسة خلال أسبوع. واستولى القراصنة الصوماليون على هذه السفينة، وتدعى «آسيان غلوري» وهي تبحر على بعد نحو 965 كيلومترا شرق الساحل الصومالي. من جهتها أعلنت الشركة المالكة للسفينة أن السفينة تحمل شحنة سيارات من سنغافورة إلى السعودية، وكانت متجهة إلى ميناء جدة. ويقتاد القراصنة السفينة إلى السواحل الصومالية. وتم اختطاف سفينة آسيان غلوي بعد ساعات من اختطاف سفينة إندونيسية أخري كانت نقل كيمياويات وترفع علم سنغافورة. وعلي الرغم من وجود قوات بحرية دولية تابعة لحلف الشمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.