المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: المهلة كانت شهرين.. واشنطن ترد: إيران تعزل نفسها

طهران تتجه لرفض زيارة كيري > الشرطة ستتعامل بالقوة مع المحتجين بناء على رأي فقهي > مناورات واسعة النطاق الشهر المقبل

TT

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست أمس، أن مهلة الشهر التي تحدث عنها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أول من أمس تم الاتفاق عليها قبل شهر مع الدول الغربية للتوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الوقود النووي. فيما رد مسؤول أميركي كبير بأن إيران «تعزل نفسها» بفرضها على الدول الكبرى مهلة نهائية للموافقة على تبادل اليورانيوم وفقا لشروطها هي وليس لشروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأمهلت إيران أمس الدول الكبرى الست المتابعة لملفها النووي، شهرا للموافقة على شروطها لمبادلة اليورانيوم الذي تمتلكه بالوقود النووي الذي تحتاجه لمفاعل البحث الطبي في طهران، ملوحة بأنها ستقوم بإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب بنفسها، إذا لم تفِ هذه الدول، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، بالشروط الإيرانية حتى نهاية يناير (كانون الثاني) الجاري.

وقال مهمان باراست في تصريح نقلته وكالا أنباء إيرانية أمس، إنه «خلال المفاوضات مع الدول الغربية طلبت بعض الأطراف من إيران أن تمهلها مدة شهرين من أجل التوصل إلى تفاهم حول اقتراح مبادلة اليورانيوم.. وهو ما تمت الموافقة عليه من قبل إيران». وتابع قائلا: «انتهى إلى الآن شهر واحد من هذين الشهرين، وبقي شهر آخر، وإذا لم يتم تحقيق مطالبنا فإن إيران ستتخذ الإجراء اللازم». وقال متقي أول من أمس إن «على الدول الغربية الاختيار ما بين 3 خيارات، أولها مقترح الشراء (من الخارج) أو المبادلة.. وإلا فسوف تقوم طهران بنفسها بتخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى». وأضاف: «هذا تحذير.. وهو الإنذار الأخير».

وكانت إيران رفضت مهلة نهاية السنة التي حددها الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي، للموافقة على مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يقضي بأن تسلم إيران القسم الأكبر من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب لزيادة تخصيبه إلى نسبة 20% في روسيا ثم تحويله إلى وقود في فرنسا. من جهته أعلن مسؤول أميركي كبير أن إيران «تعزل نفسها» بفرضها على الدول الكبرى مهلة نهائية للموافقة على تبادل اليورانيوم وفقا لشروطها هي وليس لشروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايك هامر «المهلة النهائية» التي حددتها الحكومة الإيرانية قبيل ساعات، مؤكدا أن العرض الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج هو عرض كافٍ ولا ضرورة لإدخال شروط جديدة عليه.

وقال هامر إن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية لديها عرض متوازن على الطاولة، عرض يلبي مطلب الوقود (النووي) الذي قدمته إيران نفسها، ويحوز على دعم المجتمع الدولي». وأضاف: «إذا كان هدف إيران هو الحصول على الوقود النووي فما من داعٍ على الإطلاق لأن يكون العرض الموجود، والذي وافقت عليه إيران مبدئيا في جنيف، غير كافٍ. الحكومة الإيرانية تعزل نفسها».

إلى ذلك أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي، أن المجلس سيتخذ في جلسته غدا الثلاثاء قرارا في ما يتعلق بطلب عضو الكونغرس الأميركي جون كيري بزيارة إيران. وقال حسين إبراهيمي في تصريح لوكالة «مهر» للأنباء إن المجلس لن يوافق على هذا الطلب لأنه ليس من المصلحة القيام بهذه الزيارة في الظروف الحالية. من جهة أخرى أعلنت إيران أمس أنها بصدد إجراء تدريبات عسكرية دفاعية واسعة النطاق الشهر المقبل لإعداد قواتها لتكون قادرة على صد أي هجوم محتمل من جانب «أعداء البلاد». وقال قائد القوات البرية الإيرانية العميد جنرال أحمد رضا بورداستان، لاجتماع حضره عدد من العسكريين في طهران، إن جهات عدة ستشارك في التدريبات، من بينها القوات البرية، وبعض وحدات من قوات الحرس الثوري، وإن هدف المناورات هو تحسين القدرات الدفاعية للقوات الإيرانية.

من جهة ثانية قال وزير الداخلية الإيراني مصطفي محمد نجار أمس، إنه أصدر أوامره لقوات الشرطة بالتعامل بحزم مع «المشاغبين»، وإنه حصل على رأي فقهي للتعامل معهم بالقوة. وقال مصطفى محمد نجار للصحافيين أمس: «لقد أوعزنا إلى قوات الشرطة بأن تتعامل مع المشاغبين من الآن فصاعدا بحزم، وإذا ظهر أحد متعاونا معهم في التجمعات فسيعتقل على الفور». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن نجار قوله: «إن المشاغبين قد احتشدوا بجميع عناصرهم تحت لواء بريطانيا وأميركا والصهيونية». وأضاف: «بناء على الرأي الفقهي للعلماء والمسؤولين القضائيين خلال الأيام الماضية، فإن هؤلاء المشاغبين هم في حكم المُعادي والذي يعمل ضد الأمن القومي للبلاد والمحارب لله ولرسوله، فإن الحكم بحق المحارب واضح تماما».