جنبلاط: مستمر في مسار المصالحات الداخلية وأنبه إلى مخاطر التشويش على الدور السعودي

كشف لـ عن زيارة سيقوم بها إلى عون الخميس

الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، خلال استقباله أمس وزير الخارجية القبرصي ماركوس كيبريانوس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

أكد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب اللبناني، وليد جنبلاط، استمراره في خط المصالحات الداخلية من أجل ترتيب البيت اللبناني في مواجهة المتغيرات في المنطقة، وكشف جنبلاط لـ«الشرق الأوسط» عن نيته زيارة رئيس تكتل التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، الخميس المقبل لاستكمال المصالحة التي جرت بينهما في القصر الجمهوري أواخر العام الماضي. وأشار إلى أن لقاء الشويفات الذي يضمه مع حزب الله الأحد المقبل يقع في إطار استكمال المصالحات التي رعاها بين الضاحية والشويفات العام الماضي من أجل ترسيخ الوضع فيها.

ووضع جنبلاط زيارته الأخيرة لرئيس تيار التوحيد، وئام وهاب، الأحد الماضي في إطار سعيه لتجاوز «رواسب الماضي القريب»، معتبرا أن أي تحرك يقوم به ينطلق من رؤيته للوضع القائم.

وقال جنبلاط إن الوضع الداخلي يتجه إلى مزيد من التهدئة، مكررا التأكيد أن زيارته إلى سورية سوف تتم «في الظروف المناسبة للطرفين». ونبه جنبلاط إلى خطر تنظيم القاعدة الذي عاد ليطل برأسه في المنطقة، مستغربا «التقارب - غير العقائدي - بين (القاعدة) وبعض الأطراف اليمنية» محذرا من مخاطر «التشويش على الدور السعودي الهادف إلى معالجة مشكلات المنطقة، وفي مقدمتها الوضع الفلسطيني المتأزم».

وفي الإطار نفسه شدد جنبلاط في مقاله الأسبوعي لصحيفة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه على أنه «من الضروري جدا أن تستكمل مناخات المصالحات العربية - العربية في اتجاه معالجة ذيول المراحل السابقة، لا سيما على المستوى الفلسطيني، لأن تأخير المصالحة الوطنية الفلسطينية ينعكس سلبا على القدرات المفترضة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل سياساته العدوانية والتوسعية الاستيطانية على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية». ودعا جنبلاط إلى «التنبه إلى الخطر القديم - الجديد الذي يسمى (القاعدة)، والذي عاد ليطل برأسه في وقت تتقارب فيه العواصم العربية وتسعى لمعالجة الملفات العالقة، وهو ما يحتم حل الصراع في اليمن على قاعدة الحوار وعدم التعرض للأمن أو الحدود السعودية، وعلى قاعدة تحقيق الإصلاح والتطوير الاقتصادي والاجتماعي والتنمية في اليمن». وأضاف أن «محاولات التشويش المستمر على الدور السعودي الإيجابي في أكثر من مجال، تجعل من الضروري الإسراع في معالجة المشكلة اليمنية وفق القواعد المذكورة أعلاه. فالمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى دورها الإيجابي المستمر في لبنان، تسعى جاهدة إلى تغيير الواقع العربي القائم من خلال إصرارها على رأب الصدع الفلسطيني والتشديد على الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تبقى حجر الأساس لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. كما أنها تبذل جهودا كبرى لإعادة الاعتبار لقواعد العمل العربي المشترك التي تعطلت منذ زمن».

وأمل جنبلاط أن «تؤدي زيارة قيادة حماس إلى المملكة العربية السعودية إلى النتائج المرجوة، وأن تنجح في أن تشكل مجالا للخروج من حالة الانقسام الفلسطيني العميق التي تجذرت خلال السنوات القليلة الماضية، والتي باتت تتطلب حلا جذريا بعيدا عن الحسابات الفئوية الضيقة» وقال «لذلك، فإننا نرى أن الإسراع في توقيع وثيقة المصالحة الوطنية الفلسطينية هي خطوة لا يجوز تأخيرها بأي شكل من الأشكال بعد اليوم».

وتحدث رئيس تيار التوحيد الوزير الأسبق، وئام وهاب، أمس عن وجود «بعض الشكليات لإتمام زيارة جنبلاط إلى سورية»، لافتا إلى أن «جنبلاط وضع الأمر في عهدة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله»، ومشيرا إلى أن «الأمر لم يعد بحاجة إلا إلى ترتيبات صغيرة». ورأى أن «جنبلاط اقترب عمليا كثيرا من سورية. وتمنى أن تتم الترتيبات الشكلية في سرعة. كاشفا أن الزيارة لن تتأخر أكثر من أسابيع». ولفت إلى أن «مهمتي انتهت عندما نقلت الرسالة إلى سورية، وأتمنى أن يكون كل الدروز في حضن دمشق، وهذا ما يتعلق بأهمية الدور للطائفة الدرزية».

وتحدث وهاب أيضا عن «قلق درزي»، معتبرا أن الدروز يستحقون أكثر مما هم حاصلون عليه اليوم، ومن هنا تأتي إثارتنا لموضوع التعيينات الإدارية، إضافة إلى الدور الوطني الكبير للدروز على مستوى المنطقة، والذي لا يمكن أن ينجح إلا بالتضامن مع المقاومة وسورية. وإذ تمنى وهاب «أن يكون كل الدروز في حضن دمشق بكل صراحة، وأنهم يستحقون أكثر مما هم عليه اليوم..، ولذلك نتكلم عن مجلس الشيوخ»، اعتبر أن «الدور الوطني الكبير للدروز، لا يمكن أن يكتمل إلا بالتحالف مع المقاومة».

وأشار النائب مروان حمادة، الذي رافق جنبلاط إلى اللقاء الذي عقد في منزل وهاب في بلدة الجاهلية في الشوف اللبناني، إلى أن «هناك سعيا منذ أشهر في الجبل إلى إعادة الأجواء الوفاقية ضمن المجتمع الواحد، وبالتالي هذا ما تكرس بالأمس في لقاء وليد بك (جنبلاط) والوزير وئام وهاب». وقال «ليس غريبا أن أكون إلى جانب جنبلاط في الجاهلية لإزالة رواسب 7 مايو (أيار) «في إشارة إلى العملية العسكرية للمعارضة عام 2008». وحول زيارة النائب جنبلاط لسورية، قال حمادة «يجب الفصل بين تلبية دعوة وهاب إلى الجاهلية وزيارة دمشق التي لم تتحدد بعد، بل هي مرهونة بمعطيات النظام السوري ومعطيات جنبلاط الخاصة». وقال مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس عن زيارة النائب جنبلاط لسورية، «نحن قلنا إن الزيارة ستحصل في الوقت والظرف الملائمين، وعندما تصبح الظروف ملائمة ستحصل الزيارة».

وأكد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود القماطي، أن «لقاء الجاهلية يأتي في إطار توطيد العلاقات بين النائب جنبلاط وفريقه، وبين المعارضة والشخصيات التي حضرت هذا اللقاء»، معتبرا أن «هذا اللقاء يصب في خانة توطيد العلاقة والمضي قدما في تأكيد النهج الجديد لوليد جنبلاط»، لافتا إلى أن «مكان اللقاء، وهو دارة وهاب، له دلالته في كل الاتجاهات». ورأى أن «لقاء الشويفات الأحد المقبل يأتي في إطار إغلاق ملف السابع والحادي عشر من مايو»، لافتا إلى أن «المصالحات في الشويفات ستكون على مستوى الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله وحركة أمل والحزب الديمقراطي اللبناني، والحزب السوري القومي الاجتماعي»، مشيرا إلى أن «هذا يؤكد مجددا المضي قدما في تشكيل محور جديد بين الفرقاء المتفاهمين».