تضارب في المواقف حول ورقة المصالحة المصرية بين حماس وفتح

الأحمد: إذا كان مشعل صادقا في تصريحاته فليذهب للقاهرة ويسلم موافقة حركته

TT

تضاربت امس المعلومات حول موقف القاهرة من ملاحظات حركة حماس على الورقة المصرية المطروحة للمصالحة, فبينما اعلنت حماس على لسان قياديها صلاح البردويل موافقة مصر على مناقشة ملاحظاتها أكد مصدر مطلع أن وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني التي أعدتها مصر، ما زالت مطروحة لـ«التوقيع فقط دون تعديل أي بند فيها»، نافيا بشدة موافقة القاهرة على إعادة فتح الوثيقة مرة أخرى لمناقشة تحفظات أو ملاحظات لأي فصيل فلسطيني.

وشدد المصدر على أن «جميع الفصائل لديها تحفظات على الورقة المصرية»، ووصف تلك التحفظات بأنها «لا ترتقي إلى الموضوعية الكاملة»، وأضاف معلقا: «لكن إذا أخذت القاهرة هذه التحفظات في الاعتبار فسيتم تفريغ الورقة من مضمونها وستعود الأمور إلى المربع صفر».

وأشار إلى حرص مصر على إنهاء الانقسام الفلسطيني قبل استئناف عملية السلام التي يجري العمل حاليا على تحريكها من خلال الرؤية الأميركية التي ستطرحها الولايات المتحدة قريبا على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وفي تصريحات للصحافيين أمس قال البردويل إن مناقشة الملاحظات تعني تطوير الورقة والبحث في بلورة آليات التوقيع عليها، منوها بأن المسؤولين المصريين أبلغوا وفد حماس الذي زار القاهرة مؤخرا بعد عودته من دمشق إثر إجرائه مباحثات مع قيادة الحركة في سورية حول الرد على المقترحات الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى. ومن ناحيتها اتهمت حركة فتح، حماس بالتلاعب بالكلمات، ونفت أن جديدا طرأ على موضوع المصالحة، بعد تصريحات لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، أشار فيها إلى قرب التوصل إلى اتفاق مصالحة مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية.

وقال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لفتح: «إذا كان مشعل صادقا في تصريحاته فليذهب إلى القاهرة ويسلم موافقة حركته على المصالحة الفلسطينية لمصر، التي كشفت أخيرا أن حماس هي السبب في تعطيل المصالحة بين أبناء الشعب الفلسطيني».

وكان مشعل قد قال إن حركته في المراحل الأخيرة من تحقيق المصالحة مع فتح، وأضاف مشعل للصحافيين بمقر وزارة الخارجية السعودية خلال زيارة للعاصمة السعودية الرياض «قطعنا شوطا كبيرا لتحقيق المصالحة، وأصبحنا في النهايات». وأكد مشعل أن لحركته ملاحظات على الورقة المصرية «خلاصتها أن تكون هذه الورقة مطالبة بما توافقنا عليه مع الإخوة في فتح وفي الفصائل الفلسطينية الأخرى»، وأضاف: «نحن متفقون جميعا أن التوقيع سيكون في القاهرة، لكن المشكلة ليست في المكان، المشكلة هي استكمال الورقة التي نوقع عليها حتى تكون ملبية لمطالب الجميع».

وعقب الأحمد على تصريحات مشعل بقوله: «إنه لا توجد مراحل في التوقيع على ورقة المصالحة، وأن التوقيع يجب أن يكون رزمة واحدة»، وتابع أن «ما تعلنه حماس هو مخادعة وتلاعب بالكلمات دفع مصر وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى إلى التأكيد أن حماس هي الطرف المعطل للمصالحة الوطنية».

وطالب الأحمد حماس بالتوقف عن تحقيق المصالح الإقليمية التي لا تخدم أبناء الشعب الفلسطيني، ودعا إلى الوقوف في صف الشعب الفلسطيني بدلا من العمل لصالح أطراف خارجية، ولتحقيق أجندة لا تعني الفلسطينيين.

وتابع أن «إنهاء الانقسام هو السبيل الأفضل لإعمار قطاع غزة، ولن يكون الإعمار بشرعنة الأنفاق التي تُدخل المخدرات والسلاح لقتل أبناء الشعب الفلسطيني والتي تسيطر عليها سلطة الانقلاب في غزة».

وتعثرت المصالحة بين فتح وحماس، بعدما رفضت حماس توقيع ورقة المصالحة المصرية التي وقعت عليها فتح، وقالت مصر إنها لن تعدل في هذه الورقة، وإنما ستأخذ ملاحظات حماس عند التطبيق، لكن حماس رفضت وأصرت على التعديل، وقالت فتح إن أي تعديل على الورقة سيلغي توقيعها المشروط بعدم إجراء أي تعديلات.

واتهمت فتح، حماس، على لسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأنها تريد توقيع الورقة في دمشق وليس في القاهرة، لكن رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية نفى هذه التهم.

وكان القيادي في فتح، محمد دحلان، قد استبعد إجراء مصالحة قريبة مع حماس، وقال إنها غير مؤهلة للمصالحة، لأسباب شخصية وإقليمية، واتهم دحلان حماس بإدارة الظهر للشعب الفلسطيني ومصالحه.