محكمة باكستانية تمدد احتجاز 5 أميركيين 14 يوما بتهمة التخطيط لهجمات

إسلام آباد: انفجار عاشوراء ليس عملا انتحاريا

جندي باكستاني يحرس الأميركيين الخمسة قبل مثولهم أمام محكمة في ساراغودا، أمس (أ.ف.ب)
TT

صرح وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك أمس بأن الانفجار الذي استهدف موكبا للشيعة في كراتشي خلال الاحتفال بذكرى عاشوراء لم يكن عملا انتحاريا. وأضاف أنه جرى استكمال ما بين 80 و85 في المائة من التحقيقات في هذا الصدد، وسيرفع تقرير حول تلك التحقيقات خلال يومين.

وفي حديثه أمام وسائل الإعلام بعد حضور اجتماع رفيع المستوى حول الوضع في كراتشي، قال مالك إن حكومة مدينة كراتشي لم يتبين تهاونها فيما يتعلق بمأساة المدينة، مضيفا أنه ليست هناك أي بنية تحتية لإدارة الكوارث في البلاد، حسبما ذكرت قناة «جيو» التلفزيونية الباكستانية. وقال في رده على أحد الأسئلة إن أشخاصا لديهم سجلات إجرامية تورطوا في مأساة كراتشي، مضيفا أن شخصا ما تسبب في حدوث كل ذلك. وأضاف الوزير في الحكومة الاتحادية أن «الأشخاص الذين يقفون وراء الإرهاب يرغبون في زعزعة استقرار البلاد، حيث إن تلك العناصر هم أعداء باكستان، وكانوا يفعلون الشيء نفسه في السابق». وقد قررت محكمة باكستانية في سارغودا الواقعة على بعد نحو 250 كلم جنوب العاصمة إسلام آباد تمديد احتجاز الأميركيين الخمسة 14 يوما، مع نقلهم من حيازة الشرطة إلى حيازة القضاء. وتقول الشرطة إن المحتجزين الخمسة اتصلوا بـ«القاعدة» عن طريق الإنترنت، وخططوا لشن هجمات داخل باكستان، ومن المحتمل توجيه تهم الإرهاب لهم. ووصل الخمسة تحت حراسة أمنية مشددة، إذ انتشر في الموقع رجال شرطة مسلحون وأفراد من قوات الأمن على أسطح المنازل وقاموا بحراسة الطرق في مدينة سارغودا التي اعتقلوا بها الشهر الماضي. وتقول الشرطة إن الشبان الخمسة، وهم من ولاية فرجينيا المجاورة للعاصمة الأميركية واشنطن، استخدموا الإنترنت لمحاولة الانضمام إلى «حرب مقدسة» في باكستان التي تكافح لاحتواء تمرد تشنه حركة طالبان. وقالت الشرطة إنها ستسعى لاستصدار أحكام بسجن المشتبه بهم مدى الحياة. وتبرز هذه القضية التحديات الأمنية المعقدة في «الحرب على الإرهاب» التي تقودها الولايات المتحدة عالميا. ويتيح الإنترنت قنوات فورية ورخيصة لعدد من أخطر الجماعات المتشددة في العالم، وما زال بإمكان المتشددين الخطرين التنقل بين الدول رغم الخطوات المتخذة لتحديد هويتهم وتقييد تحركاتهم. وكانت السلطات الباكستانية قد اعتقلت الخمسة، وهم طلبة أميركيون في العشرينات من العمر، أثناء وجودهم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في سارغودا بإقليم البنجاب على بعد 190 كلم جنوب شرقي العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وقالت إن المعتقلين يخضعون للتحقيق لصلتهم بجماعة «جيش محمد» المحظورة والتي ترتبط بصلات مع تنظيم القاعدة وطالبان.

وذكر مسؤولو الأمن الباكستانيون أن الشبان هم اثنان من أصول باكستانية وثالث من أصل مصري ورابع من أصل يمني، بينما للخامس جذور إريترية. وقد عثر بحوزة المعتقلين - كما تقول الشرطة - على خرائط، وكانوا يعتزمون السفر عبر شمال غربي باكستان إلى معقل «القاعدة» وطالبان في ميرانشاه بمنطقة وزيرستان الشمالية التي توصف بأنها خارج نطاق القانون. وتقول الشرطة إن الرجال الخمسة من ولاية فيرجينيا المجاورة للعاصمة واشنطن، واتصلوا بـ«القاعدة» بهدف الانضمام للحرب التي تشنها طالبان باكستان على الحكومة الباكستانية. وأضافت الشرطة أنها قد تطالب بإنزال أحكام مؤبدة في حق المعتقلين الخمسة. ويسلط اعتقالهم في باكستان الأضواء على التحديات الأمنية المعقدة التي تواجهها الولايات المتحدة في إطار خوضها «الحرب على الإرهاب». ويوفر الإنترنت فرصة فورية ورخيصة بالنسبة للجماعات المتشددة المناهضة للولايات المتحدة، لكن تمكن الرجال الخمسة من السفر إلى باكستان يبرز قدرة الجماعات المتشددة على السفر رغم الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة بهدف تقييد حركتهم.