خبراء وكالة الطاقة يدرسون «وثيقة» عن عزم إيران شراء يورانيوم من كازاخستان

أحمدي نجاد في طاجيكستان وتركمانستان لتوثيق التعاون الاقتصادي.. قبل شبح العقوبات

TT

أكدت مصادر دبلوماسية وثيقة في فيينا لـ«الشرق الأوسط»، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدرس باهتمام بالغ التقرير الاستخباراتي الغربي الذي كشف عنه أخيرا، والذي يشير إلى عزم إيران استيراد يورانيوم من دولة كازاخستان مقابل مبلغ طائل من المال.

وقال المصدر: إن الوثيقة، التي تم الكشف عنها في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، محل دراسة خبراء الوكالة، مشيرا إلى أن الوكالة تولي هذا الأمر أهمية بالغة، وتقوم بدارسته بوسائلها الخاصة. وأوضح أن الوكالة تتسلم عشرات الوثائق وخرائط بالأقمار الاصطناعية وأشرطة فيديو، عن موضوعات مختلفة وأنها تجري عليها أبحاثها ودراساتها من خلال وسائلها الخاصة.

ونفت إيران الأربعاء الماضي تقريرا نشرته وكالة «أسوشييتد برس»، عن أنها تقترب من التوصل إلى اتفاق لاستيراد 1350 طنا من خام اليورانيوم المنقى من كازاخستان، لتجديد المخزونات التي نفدت، ووصفته بأنه «لا أساس له من الصحة». ويشكل أي اتفاق من هذا النوع انتهاكا لعقوبات الأمم المتحدة التي فرضت على إيران عام 2006 بسبب برنامجها النووي. واستندت وكالة «أسوشييتد برس» في خبرها إلى تقرير لمخابرات إحدى الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، ولم يذكر الخبر اسمها. وأضاف التقرير أن إيران مستعدة لدفع 450 مليون دولار للحصول على اليورانيوم، وأن هذه الصفقة السرية التي سيجرى إبرامها مع موظفي دولة في كازاخستان يتصرفون من دون موافقة حكومة كازاخستان، ربما تتم خلال أسابيع. واعتبر مندوب إيران لدى الأمم المتحدة في بيان «هذا الاختلاق للأنباء جزء من الحرب النفسية المعلنة على إيران لخدمة المصالح السياسية للقوى المهيمنة». كما نفت الحكومة الكازاخستانية النبأ.

في السياق ذاته، أكدت المصادر نفسها في فيينا لـ«الشرق الأوسط» أن مجموعة من وفود الدول الغربية، أعضاء مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تتدارس فيما بينها المستجدات؛ مطالبة بمزيد من الحرص لتضييق الخناق أمام أي مساع إيرانية للحصول على أي كميات من اليورانيوم.

وقد وصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى طاجيكستان أمس في أول زيارة يقوم بها إلى الخارج، منذ الاضطرابات الدامية التي شهدتها بلاده في ديسمبر الماضي، كما يزور تركمانستان اعتبارا من يوم غد. وتأتي هاتان الزيارتان فيما يهدد المجتمع الدولي إيران بعقوبات وشيكة بسبب برنامجها النووي.

والتقى أحمدي نجاد نظيره الطاجيكي إمام علي رحمانوف في مستهل الزيارة، التي ستركز بصورة خاصة على بحث المسائل الاقتصادية. ومن موضوعات البحث أيضا محطة «سانغتودا - 2 الكهرمائية»، التي تستثمر فيها إيران 200 مليون دولار، والمقرر إطلاقها نهاية العام، وستوفر المحطة الطاقة لإيران عن طريق خط أنابيب يمر عبر أفغانستان ابتداء من عام 2011.

وفي إشارة واضحة إلى التفجير الإرهابي الأخير في باكستان، قال الرئيس الإيراني إن هناك «مخاطر جديدة» يجب التصدي لها بشكل مشترك. من جانبه دعا رحمانوف إلى حل دبلوماسي للخلاف بشأن برنامج إيران النووي، وأوضح أن دوشانبي تؤيد استخدم إيران للطاقة النووية للأغراض المدنية.

ووصف الزعيم الطاجيكي إيران بأنها شريك استراتيجي لبلاده. وناقش الاجتماع بين الرئيسين، أيضا، الوضع في أفغانستان. وتسمح طاجيكستان بنقل الإمدادات التابعة لحلف شمال الأطلسي «الناتو» عبر أراضيها لتوصيلها لقوات المساعدة الأمنية الدولية «إيساف» في أفغانستان المتاخمة لإيران.

وتعد إيران أكبر خامس شريك تجاري لطاجيكستان. وتربط الدولتان علاقات تاريخية، وتستند اللهجات الطاجيكية على اللغة الفارسية. وتخشى دوشانبي انتشار الأصولية الدينية في المنطقة المضطربة.

وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن الرئيس الإيراني اصطحب معه في هذه الزيارة، التي تستمر يومين، وزراء الخارجية والدفاع والطاقة والنقل والنفط. بعد ذلك ينتقل أحمدي نجاد إلى تركمانستان في زيارة رسمية يومي الثلاثاء والأربعاء، يفتتح خلالها مع نظيره التركماني قربان قولي بردي محمدوف، خط الأنابيب الجديد بين البلدين، الذي يسمح لعشق آباد بتقليص اعتمادها على شبكات التصدير الروسية لصالح طهران.