كلينتون: حان الوقت للمجتمع الدولي أن يوضح توقعات وشروطا للحكومة اليمنية لاستقرار اليمن والمنطقة

الشيخ حمد بن جاسم يبحث فرص السلام والملف النووي الإيراني في واشنطن

TT

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أمس، أن «هناك عدة نزاعات في اليمن، ويبدو أنها تزداد سوءا، وهناك المزيد من اللاعبين ينشغلون بها، وحان الوقت للمجتمع الدولي أن يوضح لليمن أن هناك توقعات وشروطا لدعمنا المستمر للحكومة كي تتخذ إجراءات لتكون هناك فرصة أفضل لتحقيق السلام والاستقرار للشعب اليمني والمنطقة»، موضحة أن المؤتمر حول اليمن الذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، فرصة لتوضيح ذلك للحكومة اليمنية. وأصبح استقرار اليمن من أبرز أولويات الولايات المتحدة في علاقاتها الخارجية، حيث تصدر، أمس، لقاء كلينتون مع وزير خارجية قطر، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مع الشيخ حمد إن عدم الاستقرار في اليمن يشكل «مجموعة صعبة من التحديات، ولكن علينا التعامل معها»، مضيفة: «نحن نشيد بالإجراءات التي قامت بها حكومة اليمن مؤخرا لتعطيل شبكة القاعدة في الجزيرة العربية، ونحن نعيد التأكيد على عزمنا المساعدة في تلك الجهود». وأوضحت ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع المزمع عقده في لندن نهاية الشهر الحالي حول اليمن «يشكل فرصة للدول التي يمكنها أن تلعب دورا في استقرار اليمن في أن تجتمع وتناقش خطوات يمكننا أن نتخذها فرديا أو جماعيا». وتابعت: «عدم استقرار اليمن يؤثر مباشرة على دول الجوار، وبالطبع هناك تداعيات في الحرب في اليمن وجهود (القاعدة) لإحداث هجمات إرهابية خارج المنطقة»، مضيفة: «سنستمع إلى، ونتشاور مع، من لديهم خبرة طويلة في اليمن مثل قطر، ونعمل معا لتشجيع الدولة لاتخاذ خطوات تؤدي إلى فترة مستمرة من السلام والاستقرار». وفي ما يخص إعادة فتح السفارة الأميركية في اليمن بعد إغلاقها، أول من أمس، اكتفت كلينتون بالقول إن ذلك يعتمد على «متى تسمح الظروف الأمنية بذلك».

ومن جهته شدد الشيخ حمد على أهمية حل المشكلات في اليمن «بطريقة سلمية»، مضيفا: «هذه الحرب الخامسة أو السادسة في اليمن، ولهذا نعرف أن علينا أن نحل هذه المشكلة بطريقة سلمية». وأوضح: «نحن ندعم وحدة اليمن، وهذه قضية مهمة جدا، ويجب أن لا نمط جهودنا وأن نركز على مكافحة الإرهاب في منطقتنا كي لا تتصدر إلى مناطق أخرى».

وناقشت كلينتون مع الشيخ حمد إمكانية استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قائلة: «نحن نبدأ العام الجديد مع مستوى عال من الالتزام»، باستئناف مفاوضات السلام. وقالت: «الهدف المشترك هو سلام شامل ودولة فلسطينية مستقلة وقادرة على القيام، ونحن ملتزمون بالقيام بما يمكننا من أجل استئناف مفاوضات سلام شاملة تؤدي إلى حل الدولتين، ونعتقد أن الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس شريك في السلام ويستطيع أن يقدم ذلك للشعب الفلسطيني».

واعتبر الشيخ حمد أن أهمية مفاوضات السلام تكمن في وضع «أجندة للسلام وحل نهائي». وأضاف: «ستكون هناك مصاعب.. ولكن الأمر الأهم هو بناء حكومة وحدة وطنية للفلسطينيين كي يركزوا على عملية السلام، وأيضا بالنسبة للإسرائيليين عليهم معرفة أن حل النزاع يكون من خلال الحوار، ويجب أن لا تكون هناك ألاعيب في الحوار». ولفت إلى أن «كل المسرح الدولي يعرف مكونات الحل النهائي، ونحن كلنا مستعدون للمساعدة ونعتمد على مساعدة الولايات المتحدة ودورها في هذه القضية»، موضحا: «على الأطراف الآن أن يتخذوا قرارا للتوصل إلى السلام وخصوصا حكومة إسرائيل، وعليهم معرفة أنه لا يمكن الاستمرار على النحو الحالي». وأضاف أن الدول العربية بعثت رسالة إلى الولايات المتحدة بعد اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي حول الضمانات للسلام، موضحا: «نحن ما زلنا ننتظر ردا حول كيف ترى الولايات المتحدة عملية السلام والنتيجة النهائية» لتلك العملية.

ومن جهة أخرى، أكدت كلينتون أن واشنطن بدأت مشاورات مع دول حليفة حول عقوبات جديدة ضد طهران، قائلة إن «نتائج الجهود للتواصل مباشرة مع إيران لم تكن مشجعة وقد أحبطنا» من قبل تصرفات إيران. وأضافت: «هدفنا هو الضغط على الحكومة الإيرانية، وبخاصة الحرس الثوري، ولكن من دون الإسهام في معاناة الإيرانيين». ولكنها في الوقت نفسه قالت إن مسار الحوار ما زال مفتوحا أمام إيران، موضحة: «نحن نعتمد استخدام مصطلح موعد نهائي كي نبقي باب الحوار مفتوحا ولكن لا يمكننا الانتظار من دون نهاية».

وشددت كلينتون على أهمية «التضامن الدولي في التعامل مع إيران، خصوصا في ما يخص ملفها النووي». واعتبر الشيخ حمد أن المشكلات مع إيران يجب أن تحل بـ«الدبلوماسية»، مضيفا أن «المنطقة في حاجة إلى الاستقرار الذي يأتي من خلال القانون الدولي» والانصياع له.

وبحثت كلينتون مع الشيخ حمد التطورات في العراق أيضا، مشيرة إلى «أهمية إعادة اندماج العراق في المنطقة ونجاح الدورة الانتخابية المقبلة».