مبتعث سعودي إلى أميركا يُحتجز يومين في مطار أمستردام

تساءل المحققون عن الجهة التي دفعت قيمة التذكرة ورسوم الدراسة.. وسفارة الرياض تتدخل

TT

قبل أن تصدر السلطات الأميركية يوم أمس قرارها بإخضاع المسافرين من 14 دولة بينها السعودية للتفتيش الذاتي قبل الصعود إلى الطائرة، تعرض طالب سعودي مبتعث للدراسات العليا في الولايات المتحدة للاحتجاز في مطار أمستردام ليومين كما تعرض للتحقيق والتفتيش الذاتي عدة مرات، بينما تم سحب وثائق السفر والمتعلقات الشخصية التي كانت بحوزته.

وقررت السلطات الأمنية الهولندية إعادته إلى الأراضي السعودية بحجة عدم صلاحية الوثائق التي يحملها، رغم أن تأشيرة الدخول إلى الأراضي الأميركية التي كان يحملها تنتهي في شهر مارس (آذار) من عام 2011، فيما تمتد صلاحية جواز سفره إلى عام 2013.

ونقل محمد الشايب طالب الدكتوراه في علوم الحاسب الآلي لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل المعاملة التي تعرض لها في مطار أمستردام، حيث تم احتجازه في أحد السجون القريبة من المطار لفترة من الوقت ليخلى سبيله بعد تدخل من السفارة السعودية، كما تعرض للتحقيق والتفتيش الدقيق عدة مرات.

الشايب الذي سافر ليلة رأس السنة من مطار الملك فهد بمدينة الدمام شرق السعودية، لاستئناف دراسته في الولايات المتحدة، على إحدى الرحلات التابعة للخطوط الهولندية، يوضح أن فترة التوقف في مطار أمستردام امتدت 4 ساعات قبل مواصلة الرحلة إلى الولايات المتحدة الأميركية وتحديدا مدينة شيكاغو التي تضم الجامعة التي يدرس بها، لم يتعرض خلال فترة التوقف لأي تدقيق في وثائق السفر التي يحملها.

يقول: «وُقفت عند الصعود على الرحلة التي سأغادر عليها إلى مدينة شيكاغو، وحضر شخص قدم نفسه لي بأنه ممثل للسلطات الأميركية ليبلغني أن تأشيرة دخولي إلى الأراضي الأميركية منتهية الصلاحية، رغم أن الوثائق التي أحملها تثبت أنها صالحة إلى مارس (آذار) 2011».

ويسرد الشايب تفاصيل التحقيق الذي بدأ به المسؤول الأميركي حيث كان يستوضح عن الجهة التي دفعت قيمة تذكرة السفر بشكل مركَّز، ويضيف: «كان المحقق يسأل عن الجهة التي أتيت منها وأسباب السفر إلى الولايات المتحدة، وعن الجهة التي تدفع قيمة تذاكر السفر ورسوم الدراسة وكم بطاقة ائتمان أحمل».

وأضاف: «كانت هذه الأسئلة تتكرر في كل تحقيق تعرضت له بعد ذلك، وكنت أجيب أنني مبتعث من قِبل حكومة بلادي للدراسة في الولايات المتحدة، وأن التذاكر تقدم لي من قِبل إدارة الابتعاث، ورغم ذلك كانوا يبدون تشككا واستغرابا مما أقول».

ويشير إلى أن التركيز من قبل السلطات هناك كانت على المسافرين الشباب، فرغم أن الرحلة كانت تضم سعوديين وسعوديات مبتعثين فإن الفتيات أخلي سبيلهن بعد التحقيق الأولى الذي تعرض له كل المسافرين السعوديين في مطار أمستردام ولحقن بالرحلة.

ويواصل الشايب - وهو من سكان محافظة القطيف - أنه تعرض للتفتيش الذاتي ليُقتاد بعدها إلى إدارة الهجرة الهولندية ليتم احتجازه في مكاتب الهجرة لمدة تقارب ست ساعات، وذلك بعد التدقيق في وثائق السفر التي يحملها، وكذلك متعلقاته الشخصية وحقائب السفر، بعدها تم نقله من قِبل الأمن في سيارة خاصة بنقل السجناء إلى سجن قريب من المطار وبدأ التحقيق معه للمرة الثالثة.

يشير الشايب إلى أنه تعرض في السجن للتفتيش الذاتي، كما تم تفتيش حقائبه ومتعلقاته الشخصية وتم تدقيق وثائق السفر التي يحملها، كما تم احتجازه لمدة تقارب الساعة في زنزانة انفرادية بعدها نُقل إلى زنزانة مشتركة، ومُنح فرصة الاتصال بعائلته حيث طلب منهم إبلاغ بالسفارة السعودية في هولندا بالوضع الذي يمر به.

وتابع الشايب بعد تدخل من السفارة السعودية في هولندا نقل في اليوم التالي بسيارة أمنية إلى المطار ومن مدخل خاص أدخل إلى قاعة للتفتيش الذاتي وسحب كل ما لديه من متعلقات مهما كانت بسيطة مضيفا أن الأمن سحب منه حتى المفتاح والقلم، كما أُخذت له صور بـ«إكس راي»، ليُنقل بعدها بحراسة أمنية مشددة إلى داخل الطائرة، فيما نُقلت حقائبه إلى قسم الشحن، وبعد الوصول إلى الأجواء السعودية أعيد له متعلقاته الشخصية.