فصيل مسلح في دارفور يريد الاستفادة من تجربة الجنوبيين بإجازة قانون الاستفتاء

قيادي متمرد لـ «الشرق الأوسط»: حركتنا ستضع حق تقرير المصير لشعب دارفور في مقدمة أجندتها

TT

توجه وفد «عالي المستوى»، من حركة تحرير السودان المسلحة بزعامة عبد الواحد محمد نور، إلى عاصمة جنوب السودان (جوبا)، في زيارة هي الأولى من نوعها للحركة إلى جنوب السودان منذ توقيع اتفاق السلام بين الشمال والجنوب في عام 2005، الذي أعطى حكما ذاتيا للجنوب.

وقال يحيى بولاد، الناطق باسم حركة تحرير السودان بزعامة نور، في اتصال هاتفي من مقر إقامته في لندن لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد يمثل قيادات من الحركة، وإن الزيارة لها هدفان: الأول تهنئة الحركة الشعبية بإجازة قانون الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان، والثاني الاستفادة من خبرات الحركة الشعبية في «مجالات تقرير المصير». ونفى، في رد على سؤال، أن تكون للزيارة أهداف عسكرية، مثل الحصول على دعم عسكري من الحركة الشعبية، وقال «الزيارة سياسية من الدرجة الأولى»، وأضاف «لسنا في عرض أي دعم عسكري، ولو كنا كذلك لما ارتكب في حق أهلنا الجرائم».

وكرر بولاد أن الرؤية الجديدة للحركة تتمثل في وضع حق تقرير المصير«لشعب دارفور في مقدمة أجندة تحركاتها»، وقال إن رؤية حركة تحرير السودان الجديدة تتمثل في أنه لن تكون هناك أي مفاوضات «ما لم يضمن حق تقرير مصير شعب دارفور في أجندة المفاوضات المقبلة».

وحول أسباب التحول في مواقف الحركة، وإدراج تقرير المصير ضمن أجندتها، قال بولاد، إن تجربة حزب المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية من خلال شراكة اتفاق نيفاشا أكدت لنا أن حزب المؤتمر الوطني يجعل الوحدة «غير جاذبة»، وأضاف «التجربة أثبتت لنا ضرورة تضمين تقرير المصير في أجندة المفاوضات»، وأضاف، أن «من أسباب رفع هذا المطلب هو استمرار ظلم المركز لأهل دارفور منذ استقلال السودان وحتى الآن». ووجه نداء إلى حركات دارفور الأخرى ومنظمات المجتمع المدني في دارفور إلى العمل سويا مع حزبه في اتجاه حصول «شعب دارفور على حق تقرير المصير».

وحول احتمال دفع حق تقرير المصير لدارفور إلى فصل الإقليم عن باقي السودان، قال الناطق باسم الحركة المسلحة في دارفور (بولاد) إن هذا المطلب لا يعني الانفصال، «ولكن نريد من خلاله تحقيق السلام الحقيقي في دارفور»، وأضاف: «إن الوحدة الحقيقية تكون من خلال تقرير المصير، وإذا لم تمارس فبالتأكيد سيأتي احتمال الانفصال». وقال بولاد إن الحركة ترفع هذا المطلب لأنها جربت كل الحلول للمشكلة، ولكن ثبت لها أن الحكومة لا تريد حل مشكلة دارفور»، ولا تريد أن تعطي أهل دارفور حقوقهم، وأضاف أن الحركة الشعبية حصلت على منصب النائب الأول للرئيس فيما أعطوا دارفور من خلال ما سمي باتفاق أبوجا منصبا «شكليا» لا يوازي مطالب أهل دارفور. في إشارة إلى منصب كبير مساعدي الرئيس، الذي يشغله «مني آركو مناوي» رئيس حركة تحرير السودان الموقعة مع الحكومة على اتفاق السلام في العاصمة النيجيرية (أبوجا) في عام 2006.

وقال إن مطلب تقرير المصير يأتي في إطار التطور الطبيعي لعمل الحركة، وأضاف «كنا نقول إن الوحدة جاذبة والسودان موحد، وإن المؤتمر الوطني سيعمل للوحدة الجاذبة، ولكن ثبت أنه لا يريد وحدة مبنية على حقوق وشراكات، وعليه رأينا أن مطلب تقرير المصير هذا هو الطرح الجديد لنا»، وقال إن «المؤتمر الوطني الآن يتحدث عن الانفصال الجاذب، هذا يعني أنهم لا يعملون من أجل وحدة السودان».

في السياق ذاته، حذر «مالك عقار» نائب رئيس الحركة الشعبية، ووالي ولاية «النيل الأزرق» من أن انفصال الجنوب عن الشمال سيقود إلى الحرب. وقال إن الانفصال ليس بالأمر السهل، وأضاف، ليس «طلاق رجل لامرأته»، وأن هناك حدودا وتقاطعات ومشكلات دينية واقتصادية تحكم ذلك، على الرغم من أن كل المؤشرات تؤدي للانفصال خصوصا إذا أضيفت مشكلتا البترول وعدم التوافق على الحدود.

وقال عقار في ندوة بمناسبة الذكرى الخامسة لتوقيع اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، إن الانفصال سيقود إلى أعمال عنف في مناطق «النيل الأزرق، وجبال النوبة، وأبيي، ودارفور، وبقدر قليل في شرق السودان»، وأضاف أن الانفصال مدعاة للحرب، في حال عدم اكتمال عملية ترسيم الحدود ومصير البترول، وديون السودان، والترتيبات والمعاهدات الأمنية».

وقال إن «انفصال الجنوب يعني أن الخرطوم فشلت في إدارة التعددية الثقافية والدينية وفرضت ديانة واحدة وثقافة واحدة»، وأضاف أن المخرج هو تطبيق الفيدرالية والحكم اللا مركزي «وبذلك بداية لمستقبل السودان». وحول ترسيم الحدود، قال عقار «شكلنا لجنة منذ فترة وحتى الآن اللجنة لم تقدم لنا تقريرا. وكشف عن وجود خلاف بين الشريكين حول مادة في قانون اللغات، وقال إن هناك خلافا حول قومية اللغة العربية، وتساءل: لماذا تكون قومية واللغات الأخرى غير قومية؟!، ولماذا لا تكون اللغة العربية هي الأكثر تداولا ولغة العمل لفض الخلاف؟، وقال إن توزيع عائدات النفط «أمر مقلق»، وأضاف «هذه الحقيقة ستظهر في يوم من الأيام»، وقال إن الخريطة السودانية اليوم تدعو للتشاؤم، وهناك مؤشرات لانشطار السودان «ربنا يكضب الشينة»، حسب تعبيره. واعتبر أن الانتخابات المقبلة هي أكبر مهدد للسودان ووحدته إن لم تدر بالطريقة الصحيحة.